بقلم : احمد صلاح الشوعاني
قد يغضب الكثيرون من أسلوب كتابتي وحديثي و صراحتي التي تعودت على كتابتها مهما كانت النتيجة ، فأنا اكتب الواقع الذي يحاول الكثيرون تجاهله ، خوفاً على مناصبهم .
للأسف الكثيرون يتغنون بحب الوطن بالشعارات الزائفة التي يلقوها أمام عدسات الكاميرات في المجالس الخاصة بالمناسبات كالأفراح و الاطراح .
هؤلاء المنافقين الذين يتغنون بشعارات حفظوها دون أن يفهموا المعنى الحقيقي لهذه الشعارات المعنية بشكل مباشر بحب الوطن وتأكد المعنى الحقيقي للمواطنة .
الوطن ليس بحاجة لأشخاص و شعارات ، الهدف منها الوصول إلى المناصب وجمع المكاسب والتسلق على أكتاف الآخرين ، الوطن ليس بحاجة لأمثال هؤلاء الذين سرقوا ونهبوا خيرات الوطن وهم يتغنون بالشعارات بعيدا عن تنفيذها .
للأسف هؤلاء الأشخاص تناسوا المثل الشعبي الذي يقول ( حارتنا ضيقة وبنعرف بعض ) , وهم يعرفون أنفسهم بشكل جيد .
الكثيرون ممن رفعوا الشعارات الرنانة الزائفة أصبحوا الآن يتربعون على كراسي السلطة ويتحكمون بحياة المواطنين , و تسلموا جميع خيوط اللعبة التي تدير شؤون الوطن والمواطن .
جلسوا على كراسي السلطة ، وتحكموا بملفات الوطن السياسية و الاقتصادية كيفما شاءوا , كل حسب مصالحه الشخصية , جلسوا و أشبعونا بشعاراتهم الكذابة ، ليبدأ مشوار الرياق والنفاق .
كتبوا السيناريوهات داخل غرفهم السوداء المظلمة ليكسبوا الملايين و المليارات من جيوب الأردنيين لتصدر للبنوك الدولية , وتجاهلوا أنها سرقت من الفقراء والمساكين .
قبل عدت سنوات رفعوا الأسعار بحجة انهيار الدينار , وعادوا ليقولوا لنا شدوا الأحزمة لأن الوطن يحتاج أن نقف معه , ليرفعوا الضرائب ، والمسقفات والترخيص والمياه والكهرباء والسجائر , و الدعم عن المواد التموينية والمشتقات النفطية , حتى وصلوا لرغيف الخبز ، كل ما يتعلق بالفقراء تم رفعه , بشعارات لا تطبق إلا على حساب الفقراء .
تجاهلوا رفع أسعار طعام حيوانات الزينة ( القطط ، الكلاب ، الأسود ، والنمور , والصقور وكل ما يحبه الأغنياء ) , تجاهلوا رفع أسعار طعام الأغنياء ، والمشروبات الكحولية الفاخرة والسيجار الكوبي .
رفعوا كل شيء يخص الفقراء والمساكين و الغريب أن المديونية الدولية والميزانية الداخلية تزداد و ترتفع ضعف ما كانت عليه سابقاً .
للأسف هذا الواقع المر الذي نعيشه , أصحاب الشعارات الزائفة دمروا الوطن وسرقوا ونهبوا خيراته وهم يتغنون بالديمقراطية والشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد وهم افسد الفاسدين .
رفعوا نسبة البطالة في جميع المحافظات وطالبوا الشباب وخريجي الجامعات العمل في المشاريع عمال الباطون وسائقي التكسي , وبائعي المحلات والبسطات , وعينوا أبنائهم في المناصب العليا للدولة وفي الجامعات الخاصة والمطارات والبنوك والشركات التي خصخصوها .؟.
كم أصبح عدد ملفات الفساد التي تعج برفوف وخزائن ومكاتب موظفي هيئة مكافحة الفساد ، كم ملف تم تحويله خلال السنوات الماضية من قبل ديوان المحاسبة والمؤسسات المعنية للتحقيق فيه , كم وكم سمعنا عن فتح ملفات الفساد وكم سمعنا عن محاربة الفساد وتحويل الفاسدين للقضاء ، لماذا لم نرى ونشاهد تحويل الفاسدين للقضاء كما كنا نسمع .؟
للأسف الفقير هو من يحاسب ويلاحق قضائياً ويتم ملاحقته بسبب قرض زراعي أو شيك أو كمبيالة أو قسط خلوي أو ثمن فاتورة كهرباء أو ماء ، أما الأغنياء فلهم الحق باقتراض الملايين بدون كفيل أو حتى سداد للقرض ، هذا الواقع المر ما هو محلل للفاسدين والمفسدين محرم على الطبقة الفقيرة .
لن أطيل الحديث لان الحديث أصبح معروف و مقروء من قبل الجميع , الصغير والكبير يعلم بأن الأردن أصبح مقسوم لنصفين طبقة تعيش تحت خط الفقر يطبق عليهم القانون بحذافيره , أما الطبقة الغنية فهم فوق القانون وممنوع الاقتراب منهم , وكل من يشكك في كلامي عليهم مراجعة المحاكم والجمعيات الخيرية ، ووزارة التنمية الاجتماعية , والسجون .
طفح الكيل ولم يعد هناك شيء نخاف عليه والفضل يعود للطفيليات المتسلقون الذين سرقوا ونهبوا خيرات الوطن وهم متخفون خلف الشعارات الزائفة .
وللحديث بقية :
Ahmad-salah2011@hotmail.com