زاد الاردن الاخباري -
أكد نشطاء سياحيون ومواطنون في محافظة جرش أن قضية فقدان أكثر من 100 غزال من محمية الغزلان في دبين وتحويل ملف هذه القضية إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد مؤخرا، لفتت انتباه المواطنين اليها، وكانت سببا في "ازدياد أعداد افواج الزوار إلى هذه المحمية".
وقال سكان في بلدة ساكب التي تتبع لها المحمية، إن المحمية التي تقع على إحدى قمم جبال بلدتهم وقريبة من الأحياء السكنية، "ارتفع عدد زوارها خلال الأيام الماضية، بهدف التعرف على هذه المحمية التي تضم أعدادا كبيرة من نوع نادر من الغزلان والتعرف على موقعها السياحي".
وكانت وزارة الزراعة قامت مؤخرا بتحويل ملف فقدان غزلان من محمية دبين إلى هيئة النزاهة مكافحة الفساد، بعدما تبين وجود نقص كبير في عددها يتجاوز الـ100 غزال لا تقل قيمتها عن 50 ألف دينار، وهو ما عزاه مصدر في الوزارة إلى قيام أحد موظفي المحمية بسرقة هذه الغزلان وتهريبها عبر سياج المحمية.
وقال المواطن سامر العياصرة "إن محمية دبين من أهم المعالم السياحية الجاذبة في المملكة، حيث تقع في موقع متميز واستراتيجي وسط غابات، فيما تمتاز بحركة سياحية نشطة من سياحة داخلية، خصوصا طلبة المدارس والجامعات، وخارجية".
وأعرب عن أمله أن توضع هذه المحمية على قائمة المسارات السياحية، كونها إحدى المواقع التي تستحق الزيارة والاستمتاع بمناظرها الخلابة، فضلا عن أن زيارتها غير مكلفة ماديا".
من جهته، قال الزائر عبد المجيد الحنيطي إن محافظة جرش بجميع قراها وبلداتها "سياحية بإمتياز، تشتمل على خيارات سياحية متعددة، بالإضافة إلى محمية الغزلان والتي تُعتبر من أجمل المواقع التي يحرص على زيارتها برفقة أسرته سنويا".
وأوضح أن كثرة الحديث عن الغزلان التي فقدت من هذه المحمية مؤخرا "كانت سببا في دفعه وآخرين إلى زيارتها"، مؤكدا أن مثل هذه المحميات "ثروات طبيعية يجب العمل على الحفاظ عليها ورعايتها وحمايتها وعدم العبث بها، لا سيما "محمية دبين" والتي هي عبارة عن معلم سياحي مميز، يزورها أسبوعيا آلاف الأفواج السياحية، الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية في البلدة بشكل خاص والمحافظة بشكل عام".
بدوره، أكد مصدر مسؤول في زراعة مديرية جرش أن المديرية قامت بترقيم الغزلان الموجودة، وإدخالها بشكل قانوني إلى سجلات المديرية، وإعداد سجلات قانونية وموثقة من خلال لجنة خاصة لحصر المواليد والوفيات والعدد الإجمالي للغزلان الموجودة في المحمية، إضافة إلى تحديد كميات الأعلاف التي تحتاجها الغزلان والتي لا يتجاوز عددها 162 بعد الترقيم الأخير لها".
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، "إن عدد الزوار للمحمية لم يتأثر بقضية فقدان غزلان، بل على العكس ارتفع مقارنة بالأعوام الماضية بنسبة لا تقل عن 10 %، إذ أصبح هناك فضول لدى المواطن بزيارة هذه المحمية والتعرف على الغزلان الموجودة فيها".
وبين أن اللجان والكوادر المختصة تقوم حاليا بمراقبة ومتابعة أوضاع الغزلان في المحمية يوميا وبشكل دقيق، إضافة إلى التشدد في زيادة عوامل الأمان في المحمية كتركيب كاميرات خاصة تعمل على مدار الساعة وزيادة عدد الحراس، وصيانة الشيك المتواجد حول المحمية".
وكان "عدد مواليد الغزلان في هذه المحمية قبل بضعة أعوام هو 80، ليصبح إجمالي عدد الغزلان الموجودة فعليا 380 غزالا"، وفق إحصائيات زراعة جرش العام 2015.
يشار إلى أن هذه المحمية افتتحت العام 2002، حيث كان وقتها يبلغ عدد الغزلان 80، ليصل إلى 220 العام 2013، ليرتفع العام الحالي إلى 380، وذلك كله بفضل الرعاية الصحية والبيئية الجيدة.
وتعيش في هذه المحمية غزلان استرالية نادرة، كانت قد انقرضت من المملكة قبل عقود، وفق إحصائيات زراعة جرش.
وعادة بالشكل الطبيعي ما يتم نقصان العدد والفقدان من خلال نفوقها أثناء الولادة أو العراك داخل المحمية، لكن بنسب بسيطة جدا، مقارنة مع عددها الفعلي.
وكان ديوان المحاسبة نشر تقريرا العام 2013 يؤكد فقدان وزارة الزراعة مجموعة من الغزلان الاسترالية النادرة وباهظة الثمن من محمية دبين، يقدر عددها بـ132 غزالًا خلال خمسة أشهر في ظروف غامضة لم تتمكن من تحديدها.
وأشار وقتها إلى "عدم وجود دقة في عملية إحصاء الغزلان الاسترالية في المحمية، حيث يبين كتاب رسمي أن عدد الغزلان 188، فيما يؤكد كتاب رسمي آخر بأن عددها يبلغ 320، بفارق 132 غزالا اختفت خلال خمسة أشهر، ويعتقد أنها هربت أو اختفت بدون معرفة الأسباب".
وأكد التقرير "نفوق 26 غزالا دون وجود ضوابط إتلاف، وتبين أن السبب في نفوق الغزلان الاسترالية هو التغير المفاجئ في الخلطة العلفية، ما تسبب في حدوث تسمم معوي لدى الغزلان".
ويقول مختصون "إن الغزلان الاسترالية المدللة تتغذى على غذاء خاص في بلادها، فيما غذيت في الأردن على أعلاف لا تلائمها".
ويضيفون أن هناك أنواعا مختلفة من الغزلان في الأردن، وما يزال بعضها حاضرا في المشهد الطبيعي رغم قلتها وتراجع حجمها، حتى أصبحت عرضة للانقراض مع مرور الأيام، بسبب تحديات تتمثل بالصيد الجائر والزحف العمراني الذي يقوض موائل طبيعية كانت تقطنها يوما ما.
يشار إلى أن مديرية زراعة جرش خصصت حوالي 200 دونم ضمن محمية دبين كمحمية للغزلان.
الغد