زاد الاردن الاخباري -
على الرغم من بدء العد العكسي لحلول أربعينية الشتاء إلا أن الموسم الشتوي ما زال أقرب للأجواء الربيعية المستقرة ، ليصبح الحديث عن التغير المناخي في السنوات الأخيرة مثار اهتمام الجميع من دول ، ومؤسسات بحثية وأفراد عاديين ، لما لذلك التغير من نتائج ملموسة على كميات الأمطار ، ودرجات الحرارة والرطوبة النسبية من جهة ، وعلى انتشار التصحر والأمراض والأوبئة من جهة أخرى.
ووفق حديث أستاذ المناخ في قسم الجغرافيا بالجامعة الأردنية الدكتور نعمان شحادة لـ"الدستور" فإنه من الخطأ الاعتقاد بأن أقطار شرق البحر المتوسط لن تشهد العام الحالي أو في الأعوام المقبلة بعض المنخفضات الجوية القوية المصحوبة بأمطار وفيرة ، موضحاً أن تأثير التغير المناخي على الأمطار حتى الآن ما زال متواضعاً ، لا سيما إذا قورن بالتقلبات السنوية في الأمطار ، في الوقت الذي يمثل فيه اتجاها عاما للتناقص يتوقع أن يزداد حدة في المستقبل ويصبح أكثر تأثيرا.
وتشهد المنطقة المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط ، والمعروفة عموما باعتدال مناخها وتقاربه النسبي حالة من التضاد التام في حالة الطقس ، أشّرت على بلوغ مخاطر الاحتباس الحراري مرحلة التأثير المباشر على حياة السكان ، ذلك أن المثلث الممتد من أوروبا إلى أقصى المغرب العربي على مشارف المحيط الأطلسي ، إلى فلسطين والأردن شرقا شهد حالة من التناقض في الأحوال الجوية ذهبت من البرد الشديد إلى الفيضانات إلى الاحتباس المطري والجفاف.
ففي أوروبا داهمت الثلوج العديد من المناطق قبل موعدها السنوي المعهود ، فيما شهدت المغرب فيضانات مهلكة ، بينما تعرف فلسطين والأردن حالة خطرة من الجفاف.
وعلى الضفة الأخرى من المتوسط ، تسبب تساقط الثلوج والانخفاض الحاد في درجات الحرارة الى ما تحت الصفر في أنحاء من أوروبا في سقوط ضحايا ، مع استمرار تعطل النقل الجوي والبري والسكك الحديدية ، كما تم اغلاق مطارات جاتويك ، قرب لندن ، وإدنبره في اسكتلندا ، وجنيف في سويسرا بسبب تراكم الثلوج على مدرجات الإقلاع والهبوط. يحدث ذلك بينما يشهد شرق المتوسط حالة من الجفاف استدعت إقامة صلاة الاستسقاء في الاردن وفلسطين. على صعيد ذي صلة ، أفاد مركز التنبؤات الجوية في دائرة الأرصاد لـ "الدستور" أن المملكة ستشهد بعد انقضاء نحو عشرة أيام منخفضات جوية تحمل أمطاراً بكميات جيدة ، تنعش آمال المزارعين والمواطنين. «التفاصيل ص و15 40»
الدستور - دينا سليمان