تزامناً مع استعداد المحامي اليهودي الاميركي ديفيد فريدمان، السفير الجديد للولايات المتحدة لدى الكيان الصهيوني لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة ، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ، إنه قد يتوجه هو الاخر إلى القدس المحتلة لحضور مراسم حفل نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتلة ، وتتزامن كل هذه التطورات مع حديث فريدمان أن موضوع نقل السفارة بحد ذاته يؤكد على العمل بدون كلل من اجل تعزيز الاواصر الثابتة التي توحد الكيان الصهيوني وأمريكا”، مؤكدا انه “يتطلع الى ذلك انطلاقا من السفارة الاميركية في العاصمة الابدية للكيان الصهيوني \"القدس″.
واليوم وليس بعيداً عن ملف نقل السفارة ، وفي ظل غياب الموقف العربي والاسلامي ،تستمر الجمعيات اليهودية للتخطيط لهدم المسجد الأقصى، وتتسارع الأحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف القدس والمقدسيين ببلدات المدينة المحتلة، مع استمرار الاستفزازات من مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات مستمرة لاقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها ،وتزامناً مع كل هذه التطورات القادمة من القدس المحتلة و أمريكا ، مازال يصدر رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو، توصياته بتكثيف عمليّات الهدم ضدّ المنازل العربية في القدس وبحجج واهية ،ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ الحديث يدور عن كمٍّ كبيرٍ من البيوت المهددة بالهدم، والتي يعتبرها الكيان الصهيوني بيوتًا غير شرعية.
الدور والموقف العربي يغيب بشكل كامل عن كل هذه التطورات القادمة من واشنطن والقدس المحتلة ، وذلك يبدو واضحاً من خلال ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كل هذه الأحداث التي تستهدف الاقصى والفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية ، فقد حاولت هنا بعض المحاور المعتدلة “العربية” التي تكونت حديثاً في المنطقة العربية “المحاور التي تعرف بتبعيتها إلى المشروع الصهيو – أميركي” إضفاء طابع آخر لكل الاحداث المستجدة في فلسطين ، مبررة حديثها بالمراهنة على المجتمع الدولي ، مع أن جميع هذه الأنظمة تعرف وتدرك أن هذا المجتمع الدولي أو معظمه متواطئ مع الصهاينة لاقامة دولتهم “اليهودية” على أنقاض الدولة “العربية - المسيحية – الإسلامية – الفلسطينية.
فـ ما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، يؤكد أن هناك مشروعاً صهيونياً – دولياً – إقليمياً يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم وإحلال عصابات وقطعان المستوطنيين مكانهم،إذ تقوم اليوم عصابات هذا الكيان بجرائم كبرى بحق الأقصى ومواطني الضفة ، إضافة إلى حملات تدمير وهدم كثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديداً، لتُقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان.
ختاماً، توضح حقيقة ما يجري من أحداث في مدينة القدس بشكل خاص وعموم مناطق الضفة الغربية بشكل عام، وحديث وقرارات ترامب الاخيرة ، ان الادارة الأمريكية وبضغط من حكومة الكيان الصهيوني تسعى إلى كسب قرار وإجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلمودي بقيام دولتهم اليهودية، فهل سيتحرك العرب لحماية الاقصى وحماية الضفة وأهلها ،أم سيبقى الموقف العربي كما هو هزيلاً ضعيفاً كما عهدناه بما يخص قضية الشعب الفلسطيني وفلسطين؟! الواضح أن موقف بعض العرب سيبقى كما هو، كيف لا والبعض من العرب ينسق اليوم مع الكيان الصهيوني وقادته لتدمير ومحو تاريخ هذه الأمة، وهنا أود تذكير بعض العرب أن ّتأمرهم و صمتهم على مايجري بفلسطين هو وصمة عار بجبين كلّ من تأمر على فلسطين وساهم بتدمير وإضعاف هذه الأمة.