أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تعيين الهولندية كاغ منسقة خاصة لعملية السلام بالشرق الأوسط تواصل منافسات دورة ميلاد القائد الرياضية في العقبة بحث المشاريع التي ينفذها معهد تدريب مهني السلط بتمويل من مجلس المحافظة انخفاض أعداد سكان الصين للعام الثالث تواليًا الحوثيون يعلنون استهداف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية تحديد خريطة شوارع رئيسية سيبدأ العمل على فتحها بعد وقف العدوان في غزة - صورة كيليان مبابي يوجه رسالة نارية بعد فوز الريال في كأس الملك الإسباني 2000 طبيب مصري يتأهبون لدخول غزة تفاصيل جديدة لـ تسليم المحتجزين في غزة للاحتلال المومني: ملتزمون بتنفيذ مشروع التحديث الشامل الأردن: لا نتدخل بالفصائلية ونتعامل مع الشرعية بفلسطين المومني : الحكومة ستعلن عن برنامجها للعام 2025 خلال ايام. الإدارة العامة : جداول التشكيلات في مراحل إقرارها وقريبا سيتم إعلانها مهاجم اردني ينضم الى كارديف الإنجليزي 25% نسبة انخفاض أسعار الدواجن خلال أسبوعين بريطانيا ترفع تكلفة تصاريح السفر للزوار الأوروبيين بنسبة 60 بالمئة "الفرنسية": قطر سلكت طريقا محفوفا بالمخاطر نحو هدنة غزة الكنائس الأرثوذكسية تحيي الحج المسيحي إلى موقع المغطس إعلام عبري: توقعات بالإفراج عن 290 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد بالفيديو .. القبض على مسؤول بريطاني سابق متهم بمحاولة التحرش بطفل
الصفحة الرئيسية أردنيات موسم الحج من (الكوتا) الى (الحجاج الفرادى)

موسم الحج من (الكوتا) الى (الحجاج الفرادى)

05-12-2010 10:17 PM

زاد الاردن الاخباري -

لم تكن السيدة ام قصي تتمنى زيارة بيت الله الحرام واداء مناسك الحج وهي عاجزة عن المشي, فقد ظلت تمني النفس ان تتاح لها فرصة الحج وهي قوية قادرة على تحمل المشقة من دون مساعدة آخرين, لكن »ليس كل ما يتمنى المرء يدركه« بهذه الكلمات حاولت الحاجة ام قصي التخفيف عن نفسها وهي تمنع دموعها من الانهمار, صحيح انها وجدت اخيرا غرفة في مكة المكرمة وتستطيع ان تستريح وتنام, لكن جاء ذلك بعد مرور اكثر من ليلة ويوم كاملين, قضتها وزوجها في مطار جدة بعد وصولهما من عمان حاجيّن الى المملكة العربية السعودية, لكن ما كابداه بعد وصولهما مكة المكرمة كان اكثر ايلاما مما عانيناه في مطار جدة, فقد اضطرا للجوء لفرع وزارة الحج السعودية في مكة المكرمة وتقديم شكوى بحق الشركة التي تعاقدا معها وتنازلا عنها لاحقا, حينما وجدا نفسيهما امام خيارين, اما تأمين سكن بشكل سريع وسحب الشكوى او الانتظار ساعات اخرى في حال ظلا مصرين على شكواهما بهذا الاسلوب تعامل معهما مندوب الشركة الناقلة بعد ان استدعاهما المسؤولون السعوديون لحل مشكلتهما.

حكاية السيدة ام قصي ليست استثناء فمعظم حجاج بيت الله الحرام الذين التقتهم »العرب اليوم« في موسم الحج في المدينة المنورة ومكة المكرمة على السواء واجهوا صعوبات جمة, صحيح ان الحج بشكل عام فيه مشقة كبيرة لجهة متاعب السفر الطويل والسهر المتواصل واختلال ساعات المسافرين البيولوجية وكثافة اعداد الحجاج عند الشعائر واثناء الطواف والسعي والازدحام الشديد في مكة المكرمة وفي المدينة ايضا, واضطرار الحجاج في بعض الحالات الى المشي لساعات في حال تعثر وجود وسائط نقل, او عدم قدرتها على التحرك بسبب الازدحامات ومتاعب اخرى لكن كل ذلك لا يبرر المشكلات الاستثنائية التي يواجهها الحجاج الاردنيون التي غالبا ما تتكرر سنة تلو الاخرى, مع تأكيد المسؤولين في وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية موسما تلو الآخر ان هذا الموسم - اي موسم- سيكون استثنائيا لجهة الاستعدادات العظيمة التي قامت بها الوزارة والاجراءات الكثيرة والتدابير المحكمة, واذا بالتجارب الفاشلة في الموسم الماضي والمواسم التي سبقته تتكرر في الموسم الجديد, وهكذا دواليك, واذا بما قامت به الوزارة هذا العام في هذا الشأن يضاف الى رصيدها لدى الناس من الاعوام السابقة.

آلية اختيار الحجاج

صحيح ان وزارة الاوقاف تعاملت هذا العام بمزيد من الشفافية والحرص بشأن الاستثناءات في اختيار الحجاج في المواسم السابقة, وان الوزير د. عبدالسلام العبادي وفقا لتعبيره تعامل بقسوة في هذا الشأن, ورفض تدخلات من جهات نافذة في البلد, لكن هذا الشأن الايجابي وفقا لتعبير احد افراد بعثة الحج لا يمثل الصورة بأكملها وصحيح ان اعداد الراغبين في اداء مناسك الحج يفوق كثيرا الذين يحق لهم وفقا لآلية الوزارة في اختيار الحجاج, وصحيح ان عددا غير قليل من المستثنيين من آلية الوزارة يجدون سبلا اخرى عبر الحصول على تأشيرات حج من سفارة المملكة العربية السعودية في عمان, التي تتعامل بمزيد من الاهتمام والايجابية مع الاردنيين في هذا الشأن وصحيح ان »حجاج السفارة« او »الحجاج الفرادى« كما يطلقون عليهم في وزارة الاوقاف يواجهون مشكلات اضافية خاصة في الشأن الخاص يوسائط النقل وفي موضوع السكن, لكن المشكلة الرئيسية وفقا للحاج محمد تكمن في آلية اختيار الحجاج التي تتبعها الوزارة اي آلية اعتماد سنة الميلاد للاختيار وهو ما يجعل الحجاج الاردنيين بشكل عام من كبار السن والعجزة والمرضى ويزيد من اعباء بعثة الحج والبعثة الطبية.

البعثة الطبية

الحاج »محمد« يشير في معرض تعليقه على هذه المسألة الى غياب التنظيم لدى الحجاج الاردنيين ويعزي السبب الى عدم قدرتهم على تحمل المشاق الكبيرة في الحج, ويجعل بعضهم يتخلف عن الاخر, وفي مقارنة مع حجاج اخرين من دول عربية واسلامية فان النتيجة غالبا لا تكون لصالح الحجاج الاردنيين, وتزيد قتامة الصورة حينما يجري الحديث عن تدني خدمات بعثة الحج والبعثة الطبية, فأكثر من عشرين حاجا على سبيل المثال التقتهم »العرب اليوم« - الاسماء موجودة لدى المحرر - لم يجدوا من يسعفهم عند حاجتهم لاسناد طبي, صحيح ان حالاتهم لم تكن تستدعي الدخول الى المستشفيات, لكنها حالات تحتاج الى ادوية, وتكون الصورة اقل اشراقا حينما تكون اعمار هؤلاء الحجاج اكثر من ستين عاما, وللعلم فقد عاد معظمهم الى الاردن من دون ان يحصلوا على معونة طبية, بل وصل الامر لدى احد افراد البعثة الطبية للقول لحجاج لجأوا اليه في احد مساكن الاردنيين بان بامكانهم اللجوء الى بعثة طبية لاحدى الدول العربية لا تبعد سوى 500 متر عن سكنهم.

السكن ووسائط النقل

من المشكلات المتكررة سنة تلو الاخرى عيوب وسائط النقل, فقد اشتكى اكثر من عشرة حجاج التقتهم »العرب اليوم« من تدني مستوى الحافلات التي نقلتهم الى الديار المقدسة, وهو امر لا تنكره وزارة الاوقاف, فحسب د. العبادي فان موسم الحج جاء هذا العام في وقت الذروة للموسم السياحي, ما جعل الطلب على الحافلات السياحية ذات المواصفات التي تتناسب مع متطلبات رحلات الحج يرتفع بشكل ملحوظ, الامر الذي دفع الشركات الناقلة للحجاج للجوء الى حافلات اخرى لا تتناسب مع متطلبات السفر الطويل, وستقوم الوزارة بالتأكيد على الشركات الناقلة خلال المواسم المقبلة للالتزام بالمواصفات المطلوبة في الحافلات.

اكثر من عشرين حاجا اردنيا اشتكوا من سوء الخدمات في المساكن التي سكنوا فيها في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة على السواء, بل ان حاجا يزيد عمره على سبعين عاما اضطر للمبيت ثلاث ليال في الحرم النبوي مع زوجته العجوز, لانهما غير قادرين على صعود 12 طابقا في السكن, بعد ما تبين ان المصعد معطل, وحاج اخر اضطر لصعود ادراج 12 طابقا لان المصعد معطل, وهو مريض قلب واجرى عملية قلب مفتوح قبل سنوات قليلة, علما بان عقده مع الشركة الناقلة يلزمها بتسكينه في الطابق الرابع, وحجاج اشتكوا من بعد المسافة بين مساكنهم والحرم في مكة المكرمة واخرون اشتكوا من سوء الخدمات في المساكن, ومن عدم التزام الشركات بعدد الحجاج في الغرفة الواحدة حسب العقود معها.

حجاج برسم البيع

لعل اخطر مشكلة استمعت اليها »العرب اليوم« من الحجاج الاردنيين ما تحدث به اكثر من خمسة حجاج عن تعرضهم لعملية اتجار بين الشركات حتى ان الموظف المتقاعد من وزارة الزراعة جلال الراعي اطلق على ما تعرض له ولآخرين بعملية »اتجار بالبشر» وانه كتب شكوى بهذا الخصوص لوزير الاوقاف, وفي التفاصيل وفقا لهؤلاء الحجاج فان عددا من الشركات التي يتعاقد معها الحجاج في الاردن, تبيعهم لشركات اخرى, فيجد الحاج نفسه يركب حافلة لشركة اخرى غير الشركة التي تعاقد معها, ويسكن في سكن استأجرته شركة اخرى وغالبا لا تلتزم الشركات التي اشترت الحجاج ببنود العقود المبرمة من قبل الشركات البائعة وإن ابرز احد الحجاج عقده, فان الجواب يكون »راجع الشركة التي تعاقدت معها« وللعلم فان اسماء الشركات واسماء هؤلاء الحجاج موجودة لدى »العرب اليوم«.

الخلاصة

مضى على تطبيق وزارة الاوقاف لآلية اختيار حجاج بيت الله الحرام 16 عاما, فوفقا لمساعد امين عام وزارة الاوقاف لشؤون الحج والعمرة الاسبق فؤاد النجداوي, الذي امضى اكثر من 38 عاما موظفا في الوزارة, بدأت الوزارة بتطبيق هذا الاسلوب في اختيار الحجاج منذ عام 1994 علما بانها تبنته بعد اجتماع مجلس وزراء الدول الاسلامية الذي عقد قي عمان عام ,1987 حينما ابدت المملكة العربية السعودية رغبتها في تحديد حصة من الحجاج لكل دولة اسلامية وفقا لعدد سكانها, وذلك بعد ان ارتفع عدد الحجاج, وصار من الضروري وضع قيود لهذا الامر, ومع ان الوزارة اجرت على اسلوب الاختيار تعديلات مختلفة منذ بدء العمل به, لجهة ما تكتشفه كل عام من مشكلات تطرأ, الا انه بات من الضروري بمكان اعادة النظر بهذا الاسلوب, خاصة ان دولا اخرى تتبع طرقا مختلفة لاختيار الحجاج, وهذه الطرق تلقى قبولا, سيما ان مبدأ انتظار الراغبين في اداء مناسك الحج الى حين وصولهم الى اعمار متقدمة فيه غبن وإجحاف بحق هؤلاء, خاصة ان المسلم يحب اداء مناسك الحج وهو قوي البنية ليتمكن من تحمل مشاقها.

وزارة الاوقاف وفقا لوزيرها د. العبادي تتعامل مع شكاوى الحجاج باهتمام بالغ, ولا تهمل اية شكوى مهما تكن, وتتخذ القرارات المناسبة بهذا الشأن بوقت قياسي, فمثلا قامت الوزارة بتغريم شركات ناقلة بمبلغ يساوي 50 الف دينار تقريبا خلال ايام الحج, ولم تنتظر العودة الى عمان لاتخاذ القرار, وهذا امر جيد, ولكن ما يواجهه الحجاج من صعوبات يمكن تذليلها, ومعالجة تفاصيلها يجعل وزارة الاوقاف تحت المجهر عاما تلو الآخر, وخير دليل على ذلك ما واجهه د. العبادي من انتقادات حادة من الحجاج حينما زارهم عشية يوم عرفة, خاصة حجاج الخيمة التي فاضت عليهم مياه الصرف الصحي.0

 

العرب اليوم - محمد ابوعريضة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع