زاد الاردن الاخباري -
يشهد مخيم الركبان على الجانب السوري من الحدود الأردنية السورية الشرقية، حركة نزوح نشطة لعشرات العائلات باتجاه الداخل السوري، وهو ما تعيده مصادر سورية في المعارضة والمخيم الى النقص الواضح في كل مقومات الحياة الأساسية كالغذاء والدواء وحليب الأطفال في المخيم، بالإضافة الى افتقاره لمستشفى أو مركز صحي وكهرباء وماء، على الرغم من خطورة الإقدام على مثل هذه الخطوة.
وأكدت هذه المصادر "أن بعض السكان بالمخيم بدؤوا يجرون مصالحات مع النظام للعودة الى بلداتهم التي يسيطر عليها الجيش السوري، بسبب انعدام الغذاء والدواء، الذي انقطع عنهم منذ أكثر من ستة أشهر".
وقالت "إن بعضا من أهالي بلدات مهين وحوارين والقريتين وتدمر في المخيم أجروا اتصالات لإجراء تسوية لأوضاعهم، والعودة الى بلداتهم مع انتهاء شهر رمضان".
وكان الأردن وافق على إدخال مساعدات الى المخيم قبل 6 أشهر من الأراضي الأردنية لمرة واحدة، بسبب تردي أوضاع النازحين فيه، بعد مماطلة الحكومة السورية في السماح للمنظمات الأممية في دمشق، بتنظيم إرسال المساعدات الى المخيم.
وأكد رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، محمد درباس، أن المخيم "يشهد في الوقت الحالي حركة نزوح لعشرات العائلات بعد تردي الأوضاع المعيشية فيه، نتيحة انقطاع المساعدات لأكثر من ستة أشهر"، مشيرا الى أن "هذه العائلات تتجه الى الأراضي التي يسيطر عليها النظام".
وطالب درباس المنظمات الأممية في دمشق، بضرورة الإسراع في توفير المساعدات الإنسانية لنازحي المخيم من غذائية وطبية، بعد انقطاعها عنهم لأكثر من ستة أشهر.
وقال المدير التنفيذي للرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر الأسعد "إن مخيم الركبان يعد من المخيمات العشوائية التي تم بناؤها من أجل استيعاب الآلاف من السوريين الذين يبحثون عن الأمان".
وأضاف أن المخيم يشهد في الوقت الحالي حركة نزوح لعشرات العائلات المقيمة فيه، وذلك للبحث عن الغذاء والدواء، خصوصا بعد انقطاع المساعدات لأكثر من ستة أشهر، رغم ما تتضمنه هذه الخطوة من خطورة على حياتهم"، داعيا إلى ضرورة توفير الغذاء والدواء، وخصوصا لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، بأسرع وقت ممكن لإنقاذ لاجئي "الركبان".
وأضاف السعد أن المخيم يتسع لأكثر من 85 ألف نسمة يمثلون مختلف المحافظات السورية، و"يعاني من وضع سيئ جدا؛ حيث إن هناك نقصا واضحا في كل مقومات الحياة، كالغذاء والدواء وحليب الأطفال، فضلا عن افتقاره للكهرباء والمياه الصالحة للشرب، ناهيك عن عدم وجود مستشفى أو مركز صحي فيه، بالإضافة إلى أن الخيم مهترئة".
وأعرب الأسعد عن أمل الرابطة السورية لحقوق اللاجئين بأن تضم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "المخيم لكوادرها وحمايته وجعله تابعا لمنظمة الأمم المتحدة، ومساعدة المنظمات الدولية الإنسانية والخيرية على تقديم الدعم والتبرعات للاجئي هذا المخيم".
ومن جانبها، قالت المتحدث الرسمي المفوضية السامية للاجئين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، رولا أمين، إن عمليات توصيل المساعدات الى مخيم الركبان من خلال مكاتب المفوضية في دمشق، لم تحصل بعد على الموافقات اللازمة من جميع الأطراف المعنية في سورية.
وأشارت أمين الى أن عملية التنسيق بين جميع هذه الأطراف لم تنضج بعد، لاسيما وأن الطرق التي ستسلكها قوافل المساعدات الى مخيم الركبان داخل سورية تسيطر عليها جهات متعددة.
وأكدت أن المفوضية وصلتها معلومات من الهلال الأحمر السوري بنزوح 122 شخصا حتى الآن من المخيم الى داخل الأراضي السورية.
وكان مخيم الركبان يتم تزويده منذ وجوده قبل أكثر من 3 سنوات، بالمساعدات الأممية عن طريق المملكة لأسباب إنسانية، بيد أن تعرض موقع عسكري أردني متقدم كان يقوم على خدمة هؤلاء النازحين، لتفجير إرهابي انتحاري من قبل إرهابيي تنظيم "داعش" قبل عام تقريبا دفع المملكة الى إغلاق حدودها، فيما تبدل الوضع الميداني في الأراضي السورية، بعد سيطرة الجيش السوري على الطرق المؤدية الى المخيم، ما دفع بالأردن الى المطالبة بإيصال المساعدات من خلال دمشق.
وهو ما عبر عنه وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الذي أكد خلال لقاء بسفراء الاتحاد الأوروبي في مبنى وزارة الخارجية، مؤخرا، أن الأردن قدم للاجئين أكثر مما قدم غيره، وأن قاطني الركبان هم مواطنون سوريون على أرض سورية، ما يجعل التعامل مع المخيم مسؤولية سورية دولية، وليس مسؤولية أردنية، وقضية تستوجب حلا في سياق سوري وليس أردنيا.
وقال الصفدي "إن الموقف الأردني الثابت هو أن الأردن لن يسمح بدخول لاجئين من مخيم الركبان إلى المملكة، ولن يقبل بأي آلية للتعامل معه قد تجعل من معالجة الأوضاع فيه مسؤولية أردنية في المستقبل".
وشدد على أن تقديم المساعدات لنازحي الركبان يجب أن يكون عبر الأراضي السورية، وبما يؤكد أنه قضية سورية، خصوصا أن الظروف الميدانية الآن تسمح بإيصال المساعدات لمخيم الركبان من داخل سورية، وعبر آليات تقديم المساعدات الإنسانية المتبعة فيها.
وأضاف الصفدي "أن الحكومة مستعدة للتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لبلورة طرح لإيصال المساعدات الإنسانية لنازحي مخيم الركبان، شرط أن يكون ذلك خطوة محدودة لمعالجة احتياجات إنسانية ضاغطة، وأن تأتي تلك الخطوة في إطار تحرك أوسع لوضع خطة واضحة لمعالجة احتياجات المخيم من داخل سورية".
وشدد على أن المملكة لن تقبل أي معالجة تمأسس لإيجاد حالة تجعل من مخيم الركبان مشكلة أردنية، أو تكرس الاعتماد على الأردن طريقا لإيصال المساعدات.
الغد