زاد الاردن الاخباري -
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية مستقبل الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة منه أوائل الشهر الجاري، وفي ضوء محاولات بقية الدول الموقعة على الاتفاق التوصل اليوم في اجتماعها في فيينا لإنقاذه.
كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن مؤخراً عن قائمة من اثني عشر مطلباً كشرط لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران.
ويرى كتاب أنه لا يوجد مستقبل للاتفاق النووي وأن إدارة ترامب تعمل لإرغام إيران على "الاستسلام الاستراتيجي".
"إجبار إيران على الإذعان"
وتحت عنوان "شروط أميركية لاستسلام إيراني استراتيجي"، يقول بشير البكر في العربي الجديد اللندنية إن إيران ليست "دولة عادية في الشرق الأوسط، فهي باتت ذات حضور يحاكي الامبراطوريات الكبرى. وخلال زمن وجيز من عمر الثورة، لا يتجاوز أربعة عقود، بات نفوذها أقوى من دول حكمت المنطقة في أزمنة سابقة".
لكن، وعلى الرغم من ذلك، يرى الكاتب أن الولايات المتحدة ستسعى لإجبار إيران "على الإذعان لضغوطها".
ويقول: "حملت الشروط الـ12 إعلان حربٍ اقتصادية على إيران. ولكن ليس هذا فقط ما في جعبة واشنطن من مفاجآت تقدمها لإيران، فعدا عما جاء في خطاب الوزير، يجري العمل على تحضير تحالف دولي، سيتم إعلانه قريباً، وهناك من يتنبأ بأنه سيكون على غرار التحالف الدولي ضد داعش (ما يُعرَف بتنظيم الدولة الإسلامية)".
"لعبة المطاردة مع دولة المرشد"
أما محمد قواص، فيقول في العرب اللندنية: "طرح بومبيو عرضاً أمريكياً للعالم أجمع وليس لإيران. لن يصمد الاتفاق النووي مهما حاول الأوروبيون ترميمه دون الولايات المتحدة. ستعزل واشنطن إيران عن العالم، وتحاصرها بأقسى العقوبات التي تحيلها بعيدة عن شروط العصر في عالم اليوم. وفي ما قاله عن استعداد لفتح صفحة جديدة مع إيران إذا ما قرر نظامها فتح صفحة جديدة مع نفسها، مهمةٌ مازالت واشنطن توكلها للأوروبيين ليأتوها بإيران الدولة بعد وأد إيران الثورة".
وعلى الجانب الآخر، يرى عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية أن "لعبة المطاردة مع دولة المرشد" طالت، ويتساءل: "هل تفلت هذه المرة أيضاً؟"
ويقول الراشد إن شروط بومبيو هي "أفضل ما قيل حيث عرى نظام المرشد الأعلى، والشروط الاثنا عشر التي أعلنها إملاءات صعبة مقابل رفع العقوبات، ولو نفذها فإنه لن يكون النظام الإيراني الذي نعرفه، وإن لم يفعل تهاوى".
كما تتساءل سميرة المسالمة في الحياة اللندنية عما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تريد "تهذيب السلوك الإيراني أم تدميره في المنطقة؟"
وتقول: "تواجه إيران من جديد حملة أميركية مركزة تستهدف تهذيب سلوكها في المنطقة، وإعادة صياغة أدوارها إقليمياً ودولياً، ما يجعل إيران أمام خيارات صعبة وضيقة بين المواجهة بالمثل، أو التعاطي الإيجابي مع الإرادة الأميركية".
وتضيف: "بينما لا يمكن أن تختبئ أولويات إسرائيل من جملة المطالب الأميركية التي فصلها بومبيو، حيث يعتبر البرنامج النووي الإيراني، وتطوير الصواريخ البالستية، ودعم حزب الله في لبنان وسوريا، على قائمة التهديدات لأمن الحليف الإسرائيلي، فإنه في ذات الوقت يعد ضمن تهديدات إيران للمنطقة العربية برمتها، وكذلك للسلم والأمن الدوليين".