زاد الاردن الاخباري -
قالت السفارة السورية في تصريح صحفي مساء اليوم السبت "نقلت بعض وسائل الإعلام عن وكالة الأنباء نوفوستي تصريحاً عن القائم بأعمال السفارة السورية في عمان د. ايمن علوش يتضمن مواقف غير صحيحة، ونظراً الى أن د. علوش لم يدل بأي تصريح لوكالة نوفوستي فقد استوجب التوضيح بأن التصريح أعطي لمراسلة وكالة سبوتنك في عمان رانية الجعبري بصيغة مختلفة تماماً، وهو موجود على موقع الوكالة على الانترنت، متوخياً ممن يحرص على الحقيقة الحصول على المعلومة من مصدرها".
وفي تصريحاته لوكالة "سبوتنيك" لم يستبعد القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن أن يجتاز الجيش العربي السوري معضلة الجنوب السوري بدون معركة، وذلك نظراً لوعي المواطنين في الداخل السوري وللموقف الأردني الذي يحمل رسائل إيجابية في هذا الشأن.
وقال علوش "قد لا تضطر الحكومة السورية إلى معركة الجنوب"، موضحاً أن هنالك "وعي كبير في الداخل [السوري] إضافة إلى أن الموقف الأردني كبير جداً وفيه رسائل إيجابية كثيرة في هذا الموضوع"، مشيراً إلى أن "الأردن يدرك أن مصلحته في جنوب [سوري] هادئ وليس في جنوب مشتعل".
وتجدر الإشارة إلى أن الأردن يشترك مع سوريا عبر حدودها الجنوبية بطول 375 كلم، كما يستضيف الأردن قرابة 1.4 مليون لاجئ سوري في الأردن.
وفي مطلع تموز/يوليو من العام الماضي كان الأردن طرفا ثالثاً في اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي جمع كل من روسيا والولايات المتحدة إلى جانب الأردن.
ويشرح علوش "منطقة الجنوب اقتربت كثيراً من نهايتها هناك كتلة كبيرة من داخل الجنوب تريد فكرة المصالحة وتريد أن تعود إلى حضن الوطن هنالك مجموعات قليلة جداً جداً وهي مرتبطة بمشروع إسرائيلي حقيقة، وتتلقى السلاح منها، لذلك هذه المجموعات من السهل جداً وضع حد لها ودحرها".
وبين بأن "الدولة [السورية] عندما اقتربت من إنهاء الوجود المسلح بدأت تصدر القوانين للمرحلة القادمة" موضحاً أن الدولة السورية "هي لا تفكر فقط في الانتصار في الحرب هي تريد أن تنتصر في السلم، عبر إعادة ربط المواطن بأخيه المواطن وربط المواطن بأرضه" مشيراً إلى أن "هذه العملية مسؤولية الدولة التي تقوم بواجبها تجاه المواطن السوري".
وعن جيش خالد بن الوليد الموجود في جنوب سوريا يقول علوش "هو جيش داعش، عديده قليل ولكن إسرائيل هي من تعطيه السلاح، يعني أن يضعوه في الخاصرة الأردنية هل هي مصلحة الأردن؟"، ويضيف بأن "الأردن متوجس من الجماعات الإرهابية لأنها خطرة على مجتمعه وهذه جماعات مصنفة أنها إرهابية".
ونقلت مؤخراً وسائل إعلام عن تنسيقيات المسلحين الحديث عن عودة عشرات العائلات من مخيم الركبان في البادية السورية إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، وعزت تنسيقيات المسلحين السبب في ذلك إلى الظروف المعيشية والإنسانية السيئة في المخيم.
وأكد الأردن في مناسبات عديدة أن قاطني مخيم الركبان هم نازحون سوريون على أراض سورية، وأنهم مسؤولية الدولة السورية، وتداولت وسائل إعلام ومحللون الحديث أن المخيم يضم عائلات الدواعش. وفي حزيران/يونيو 2016 أغلق الأردن حدوده تماماً مع سوريا بعد تنفيذ عملية تفجير ضد جنوده من قبل عناصر من تنظيم داعش كانوا يقطنون مخيم الركبان.
وتعليقاً على ما سبق يقول علوش "كان هنالك تخوف من أن هؤلاء النازحين جاءوا من مناطق الرقة ودير الزور وهي المناطق التي كان فيها داعش، وتحديداً الرقة"، ونظراً "لأنه من الصعب عمل جرد لهم ومعرفة المتورط مع داعش ممن هو مواطن سوري؛ كان لدى الأردن تخوف".
ويؤكد بأن الدولة السورية لديها إيمان بأن "الخطر الأساسي هي الكتلة السرطانية الصغيرة وهذه يتم القضاء عليها لكن بقية الشعب مغلوب على أمره فكان يهرب من مناطق نتيجة دخول المسلحين إليها"، مشدداً على أن تطمينات الدولة السورية إنما "هي تطمينات حقيقية، فالدولة لا تلعب لعبة الصياد الدولة تلعب لعبة الأب والأم فعندما تشعر أن هنالك طرف إيجابي عند الابن تحاول أن تكبره وتبني عليه ليعود إلى دوره الحقيقي في بناء الوطن".
مبيناً أن "هذه التطمينات هي حتى مع جماعة [مخيم] الركبان الذين أتوا من مناطق تسيطر عليها داعش، [إذ أنهم] شعروا بالأمان حتى يعودوا مرة أخرى إلى أماكنهم" معتبراً أن "هذه نقطة تسجل إلى الدولة".