زاد الاردن الاخباري -
ذكرت تقارير صحفية أن السعودية وعدة دول أخرى في المنطقة إلى جانب فرنسا، تسعى منذ فترة لدى الإدارة الأمريكية للضغط على الحكومة الإسرائيلية، لمنعها من القيام بأي عدوان جديد على لبنان، وذلك رغم مزاعم قادة جيش الاحتلال بأنه ليس هناك نوايا حربية إسرائيلية تجاه لبنان. وصعد الإعلام الإسرائيلي مؤخرا من نبرة التهديد لحزب الله، زاعما امتلاكه لعشرات الآلاف من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى والتي لها القدرة على الوصول إلى أي هدف داخل الدولة العبرية وتدميره. ولكن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، رد على هذا التهديد بالقول، إن إسرائيل في ضائقة وأنها فقدت قوة الردع في حرب لبنان الثانية والآن تحاول أن تقوي قوة الردع من خلال التهديدات التي بشن هجوم جديد ضد لبنان وضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الحصار. وكانت مصادر لبنانية ذكرت في وقت سابق أن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ،جوزيف بايدن، حدد خلال لقائه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن أن إسرائيل ستقوم باجتياح لبنان، والوصول الى العاصمة بيروت لتدمير سلاح حزب الله إذا ما فشلت "الدولة اللبنانية" في إيجاد حل لهذه القضية. في هذه الأثناء، تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالسعي لمنع إسرائيل من شن عدوان جديد ضد لبنان وتدمير بنيتها التحتية الأساسية في لبنان، ولكن بشرط ضبط الوضع الداخلي اللبناني ومنع أي استفزازات ضد دولة الاحتلال. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللبنانية عن مصادر لبنانية مطلعة، قولها: إن ساركوزي أبلغ مسؤولين لبنانيين أن باريس لن يمكنها القيام بأكثر منذ ذلك، وان الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري يجب أن تبسط سيادتها على كل لبنان في إشارة للجنوب الذي يخضع أمنيا لسيطرة قوات حزب الله". في سياق متصل، كشف النائب من كتلة المستقبل التي يرأسها سعد الحريري،عقاب صقر، أن الأخير يسعى عبر علاقاته الدولية والعربية إلى تكوين شبكة أمان لمنع حصول ضربة إسرائيلية، مشددا على ضرورة قيام حزب الله بعدم تقديم الذرائع لإسرائيل, ومشيرا إلى جهود تقوم بها المملكة العربية السعودية ودول أخرى لدى الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل وعدم القيام بأي عدوان على لبنان. من جهة ثانية قال الحريري في باريس أمس بعد لقائه ساركوزي, ان لبنان يدعم المبادرة الفرنسية لمؤتمر سلام في باريس. وقال إنه تناول مع الرئيس الفرنسي "التحديات" التي تواجهها المنطقة ومأزق السلام، ونقل عنه عزمه "القيام بخطوات". حزب الله يستنفر قواته في هذه الأثناء، أكدت مصادر لبنانية وجود حالة استنفار شاملة في صفوف حزب الله تتزامن مع الحشود الإسرائيلية التي يتم استقدامها إلى الحدود الشمالية المتاخمة للبنان تحت عنوان "المناورات العسكرية". وقالت المصادر اللبنانية المطلعة إن حزب الله طلب من كوادره اتخاذ إجراءات التنبه التام تحسبا لأية عملية إسرائيلية مفاجئة تستهدف مقرات الحزب ومواقعه. وكشفت المعلومات عن وجود استنفار تام للحزب في رقعة أوسع بكثير من قرى الجنوب اللبناني الحدودية، وأوضحت أن الاستنفار امتد ليشمل مراكز المراقبة والرصد التي يقيمها الحزب في أعلى السلسلتين الشرقية والغربية المطلتين على وادي البقاع حيث تقع إحدى أهم معاقل الحزب. وقال مصدر في حزب الله إن الحزب يتعاطى مع واقع "العدوانية الإسرائيلية" أكثر من التفاته إلى "تهديدات قادة الكيان الصهيوني". وقال "إسرائيل عودتنا على العدوان، ونحن عودناها على التيقظ والبقاء لها بالمرصاد وهذا ما نفعله"، رافضا تأكيد أو نفي معلومات الاستنفار. وقال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إن احتمال العدوان الإسرائيلي على لبنان "يبقى قائما في يوم من الأيام"، لكنه لفت إلى أن "المقاومة تستعد وتعمل دائما حتى تكون في مواجهة هذا الاحتمال سواء كان واردا في المستقبل أو مفاجئا في أي لحظة من اللحظات". الاحتلال ينفي وفي إسرائيل قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي في معرض نفيه أي نوايا حربية إسرائيلية تجاه لبنان، إن النشاطات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الشمال تندرج في إطار التدريبات العادية ذات الطابع الدفاعي. وقال المسؤول إنه لا توجد لدى إسرائيل أي نوايا حربية تجاه لبنان، وأن ما جرى خلال السنوات الست الأخيرة من أنشطة عسكرية لم يكن بمبادرة من إسرائيل، وكل التدريبات التي تجري على الحدود الشمالية هي تدريبات ذات طابع دفاعي فقط. وكانت تقارير غربية ذكرت أن إسرائيل قد تزج بنحو 150 ألف جندي ومئات الدبابات والطائرات لاجتياح لبنان، وذلك وفق السيناريوهات التي يتم تداولها الآن، موضحة ان الدعاية الصهيونية تحاول الترويج بأن هناك علاقة ما بين حزب الله وتنظيم القاعدة، من أجل ايجاد مبررات الدعم والتأييد لأي عمل عسكري إسرائيلي جديد ضد لبنان. وتساءلت هذه الأوساط عن طبيعة الرد الذي صدر عن الرئيس اللبناني لدى سماعه اقوال وتهديدات مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، أملة ان يكون الموقف اللبناني الرسمي ارتقى الى مستوى هذا التهديد السافر!! ويرى مراقبون، أن الأزمة الداخلية الراهنة في ايران واحتدام الصراع ما بين الاصلاحيين والمحافظين قد تشكل بالنسبة لإسرائيل توقيتا مناسبا جدا للتحرك العسكري ضد لبنان، على اعتبار ان طهران المشغولة بأوجاعها الداخلية، لن تكون قادرة على تقديم الدعم المطلوب الى حزب الله، الأمر الذي سيسهل من مهمة الانقضاض العسكري عليه من قبل القوات الإسرائيلية!. تهديدات إسرائيلية كان رئيس الأركان الإسرائيلي جابي أشكنازي حذر في تصريحات سابقة له من إمكان اندلاع حرب جديدة مع حزب الله رغم وجود هدوء على الحدود مع لبنان، مشدداً على أن هذا الحزب يملك عشرات الآلاف من الصواريخ، تصل مدى بعضها إلى 325 كيلومتراً. وقال أشكنازي، إن "حزب الله يملك عشرات الآلاف من الصواريخ الجاهزة للاستخدام الفعلي، التي يبلغ مدى بعض منها أكثر من 300 كيلومتر، وعدد قليل إلى 325 كيلومتراً، يمكنها أن تطال مستوطنة ديمونا" في جنوب إسرائيل. بدوره، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه أرينز، أن الترسانة الصاروخية التي يملكها حزب الله تمثّل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، وتوجب على الدولة العبرية أن تقوم بخطوات لحماية مدنييها، مشيراً إلى أن "مدى الصواريخ يغطّي كل الأراضي الإسرائيلية، وهو وضع لا يطاق بالنسبة إلى إسرائيل". وأضاف أنه "يجب القضاء على هذا الخطر، ويجب على الحكومة الإسرائيلية، في خطوة أولى، أن تعلن أن نشر هذه الصواريخ أمر لا يمكن تحمّله، وأن تطالب بالكفّ الفوري عن تزويد حزب الله بمزيد من الصواريخ، كذلك عليها أن تعمل، عاجلاً أو آجلاً، على التخلّص من المخزون الصاروخي الموجود" حالياً. حزب الله يتوعد ورد الحزب على التهديدات الاسرائيلية من خلال امينه العام حسن نصر الله، متوعدا "بإلحاق هزيمة نكراء باسرائيل" اذا شنت حربا جديدة على لبنان. وقال نصر الله "اذا شنت اسرائيل حربا فسنكون جميعا حكومة وشعبا وجيشا ومقاومة في خندق واحد للدفاع عن ارضنا وشعبنا". وزاد نصر الله قائلا "حربنا ستبدأ باطلاق صواريخ تتجاوز مدينة حيفا". ونوه نصر الله مخاطبا قادة اسرائيل بالقول "اذا دخلت القوات الاسرائيلية جغرافيا وديمغرافيا لبنان فاننا سندمرها ونأسر جنودا ونقتل ضباطا". وكان محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي للحزب صرح في وقت سابق :"إن كل المدن والمراكز العسكرية والصناعية والمستوطنات في كل إسرائيل هي في مرمى نيران الحزب، وعبر عن استخفافه بالتهديدات التي أطلقها أشكنازي، مؤكدا أن قصف الضاحية الجنوبية لبيروت سيقابله قصف ساحق لتل أبيب". واضاف، إن "تهديدات أشكنازي كلام فارغ ومحاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد هزيمة العدو في لبنان وفي غزة". وأضاف إن "العدو ورعاته يعرفون أن هزيمتهم في أي عدوان قد يشنونه في الظروف الحالية ستكون هزيمة ساحقة تغير المعادلات لصالحنا وستؤدي إلى ضياع كيانهم". وشدد قماطي على أن قصف الضاحية الجنوبية في بيروت "ستقابلها حتما ضربات صاروخية ساحقة على كل منطقة تل أبيب وفق معادلة الضاحية مقابل تل أبيب". المحيط