زاد الاردن الاخباري -
موفق كمال- على خلفية ما يوصف بـ"جرائم الشرف"، راحت الفتاتان عائشة (16 عاما) وولاء (15 عاما)، الأولى من مدينة ناعور، والثانية من مدينة معان، مؤخرا، ضحية لهذا الوصف، الذي تلاقي جرائمه تنديدا من قبل منظمات مجتمع مدني ومؤسسات حقوقية.
ووصل عدد ضحايا "جرائم الشرف" منذ بداية العام الحالي وحتى أول من أمس إلى 14 ضحية بين فتاة وسيدة، آخرها الضحيتان: عائشة وقتلت على يد والدها، وولاء التي قتلت على يد شقيقها (19 عاما)، وفق مديرية الأمن العام في شرطة معان وإقليم العاصمة.
وكان أهالي ناعور استيقظوا صباح أمس على مقتل عائشة بيد والدها، رميا بالرصاص، ليقوم بعد الانتهاء من جريمته، بتسليم نفسه إلى المركز الأمني.
وما يزال مدعي عام الجنايات الكبرى أشرف العبدالله يواصل التحقيق مع والد عائشة، والتي كانت حتى يوم مقتلها على مقاعد الدراسة، وفق المصدر الأمني.
أما ولاء التي لقيت مصرعها في معان على يدي شقيقها، فعاشت جزءا من حياتها، سجينة القيود والسلاسل في منزل عائلتها، حتى لا تتمكن من الفرار، وفق مصادر أمنية.
وكانت ولاء تحاول جاهدة التخلص من القيود التي تكبل قدميها ويديها، لتفر من المنزل الذي كان سجنا بالنسبة لها، وحين تتمكن من الفرار منه، لا تعود إليه إلا بعد أيام.
وإثر ذلك، قالت المصادر الأمنية، إن أسرة ولاء، أجبرت ابنتها القاصر على الزواج، من شخص لم تستمر في حياتها الزوجية معه سوى شهر ونيف، ثم طلقها، وأعادها إلى منزل ذويها.
وبعد عودة ولاء إلى منزلها من جديد، عاد أهلها إلى تقييدها، وفق المصادر الأمنية، وإثر ذلك، بينت المصادر، أنه وأثناء الليل، استيقظ شقيق ولاء، وبمعرفة شقيقه الأكبر ووالدته، أزهق روح أخته بعد ضغطه بيديه على عنقها، إلى أن فارقت الحياة، وفق اعترافاته أثناء التحقيق.
ولفتت المصادر إلى أنه وحتى تنتفي عن المتهمين الجريمة، طلبوا من مختار في المنطقة التي يقطنونها، تزويدهم بورقة تفيد بأن ابنتهم ولاء لها سيرة مرضية، وأن وفاتها كانت بسبب صراعها مع المرض.
وتمكنت عائلة المغدورة من الحصول على الورقة، ثم دفنوا ضحيتهم الخميس الماضي، لكن عدالة السماء ألهمت من يقول الحق ويوصل معلومات للأجهزة الأمنية حول وجود شبهة جنائية بوفاة ولاء.
وأفادت المصادر أنه تم إبلاغ المدعي العام بشبهة موت ولاء، ليكشف عن لغز موتها يوم الجمعة الماضي، ومن فوره أمر باستخراج جثتها ومن ثم إرسالها إلى المركز الوطني للطب الشرعي لتشريحها والتأكد من سبب الوفاة.
وبين التشريح أن هناك جريمة قتل وراء الوفاة، التي لم تجد أجهزة الأمن في شرطة معان أي إسباقيات أو سلوكيات مشينة بحق المغدورة، سوى أن المعلومات الراشحة، تؤكد أنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية.
وقام مدعي عام الجنايات الكبرى صلاح الطالب، بإيقاف شقيقي المغدورة في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، بتهمة القتل العمد بالنسبة لشقيقها القاتل وتهمة التدخل بالقتل لشقيقها الثاني، كما أوقف والدتها بتهمة التدخل بالقتل العمد، وقرر توقيفها في المركز نفسه (نساء) لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق.
وبحسب إحصائيات المركز الوطني للطب الشرعي فإن 80 % من ضحايا جرائم الشرف هن عذراوات.
الغد