زاد الاردن الاخباري -
يعرف رئيس الوزراء المكلف د. عمر الرزاز أن المرحلة مختلفة، وأن أسماء فريقه الوزاري ستحظى بتمحيص الأردنيين كافة، وهو أيضا يريد أن يقدم أسماء مختلفة، يحقق من خلالها رؤيته للمرحلة المقبلة، ويستطيع أيضا عبرها الحصول على ثقة مجلس النواب.
الرزاز يجري لقاءات متأنية وبعيدة عن الإعلام والفضوليين في دارته بجبل اللويبدة، والتي حرص على أن يستقبل فيها الجميع، كما حرص على أن يبقي خيوط تواصله قائمة مع جيران السكن، ممن اعتادوا عليه واعتاد عليهم، خاصة مع تسرب انباء رفض الرزاز لنصيحة رسمية بمغادرة اللويبدة للسكن في منزل أكثر ملاءمة من النواحي الامنية واحتياطات منصب الرئيس.
في حديث الصالونات السياسية المختلفة، لا حديث يعلو على حديث التشكيل، واسماء الفريق الوزاري، وخلال الايام الماضية تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 5 قوائم متوقعة للفريق الوزاري، وكلها بطبيعة الحال بعيدة عن الحقيقة، وان حضر في هوامش تلك الأسماء اسم أو اثنان قد يكون لهما حظ في الحكومة المقبلة، إلا أن القوائم برمتها غير دقيقة وتبتعد عن فكر الرجل.
ستبقى الأسماء الحقيقية محط تداول وحوار الى ما قبل الاعلان عنها بشكلها النهائي بساعات قليلة، وربما يفاجأ البعض بالخروج من الوزارة في الأمتار الأخيرة بعد أن يكون قد تم تبليغه وتنسيبه.
يقول سياسي، يرفض نشر اسمه، إن الرزاز يحمل رؤية مختلفة طالما عبر عنها في مناسبات متعددة، وهو يؤمن أن الدولة أساسها "عدالة ومساواة وتكافؤ فرص وسيادة القانون"، وهو يعرف أن التأسيس لتأطير ذلك يحتاج لأكثر من كلمات إنشائية تقال في الميكروفونات، ويعرف أن ذلك يتطلب ان تكون الولاية العامة بكل ادواتها بيده (الرئيس)، حتى يستطيع تنفيذ رؤيته التي يؤمن بها والدفاع عنها، وهذا يعني إبعاد كل الأطراف عن التأثير عليه، وأن يكون هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيما يخص الحكومة.
ويضيف "من يعتقد أن مهمة الرزاز سهلة في المرحلة المقبلة فهو بعيد عن رؤية واضحة لحقيقة الأمور، وبعيد عن طريقة تفكير النخب الأردنية التي اعتادت خلال فترات ماضية أن يكون لها حضور، سواء في أسماء الفريق أو في التشكيل".
الرزاز وفق ما يرشح من معلومات يعقد لقاءات مع الجميع دون استثناء، واستمع لناصحين كثر عن طبيعة المرحلة، كما يواجه ضغوطا مختلفة لتوزير هذا وإبقاء ذاك، ولكن الأمر الواضح، وفق مطلعين، سيكون لمن يستطيع أن يؤسس لوجهة نظر الرئيس المكلف، ومساعدته بتحقيق رؤيته المستقبلية، سواء فيما يتعلق بالاقتصاد او بالدولة الحديثة او حتى بالرؤى السياسية.
وحسب مقربين من الرجل، فانه يؤمن بان النهوض بالدولة "يعني مشاركة الجميع في مراحل البناء والعطاء"، وهذا يعني مشاركة الشباب والمرأة قولا فعلا، وهو يعتقد ان للسيدة القدرة في النهوض بالدولة كما الرجل، لذلك سيسعى لتحقيق تلك الرؤية من خلال مشاركة سيدات وشباب بحكومته المرتقبة، كما سيعمل على مشاركة من يستطيعون تنفيذ رؤيته المستقبلية.
الراهن، ان الرجل يعمل بلا كلل منذ لحظة التكليف السامي له بتشكيل حكومة اخراج البلاد من ازمة ثقة بعد الاحتجاجات الشعبية العارمة، على ترسيم معالم المرحلة المقبلة بكل دقة، لتضمين برنامج حكومته المرتقب الادوات والاليات التي يمكن لها ان تتعاطى من المشاكل والتحديات، فيما يبدو ان مهمة اختيار الفريق الحكومي للاشتباك مع تلك التحديات هي الأصعب وسط محددات واشتراطات معتادة قد يصعب الخروج عليها كلها ودفعة واحدة.
الغد