زاد الاردن الاخباري -
رفضت الدول الأعضاء في وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة الجمعة انتخاب مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنصب المدير العام، منهية بذلك سيطرة اميركية تاريخية على المنظمة.
وباستثناء فترة واحدة بين العامين 1961 و1969، كان مدير منظمة الهجرة الدولية أميركيا على مدى تاريخها الممتد منذ 67 عاما.
لكن كين ايزاكس، مرشح ترامب لتولي إدارة المنظمة وهو المدير التنفيذي لمنظمة "ساماريتانز بورس" المسيحية الخيرية، والذي واجه اتهامات بالتعصب ضد المسلمين، لم يحظ بدعم غالبية الاعضاء.
وتم اقصاء ايزاكس بعد ثلاث جولات من التصويت، حسب ما أفادت مصادر مطلعة مباشرة على عملية التصويت.
وظهر السياسي البرتغالي انطونيو فيتورينو الذي شغل في الماضي منصب المفوض الأوروبي كمرشح قوي في مواجهة نائبة مدير منظمة الهجرة الدولية حاليا لورا ثومبسن من كوستاريكا، حيث سيتنافسان في التصويت المقبل.
وقال دبلوماسيون فضّلوا عدم ذكر اسمائهم إن اسهم فيتورينو تعززها جهود الاتحاد الاوروبي في إيجاد حل مشترك للتحديات المترتبة على قضية الهجرة والميزة الاستراتيجية في وجود شخص اوروبي على رأس الوكالة المعنية بقضايا اللاجئين في العالم كافة.
وتجري عملية التصويت التي تشارك فيها 143 دولة من الدول الاعضاء في المنظمة البالغ عددها 172 دولة عبر الاقتراع السري حيث يحتاج المرشح إلى أغلبية بثلثين للفوز.
وعقّد موقف ترامب المتشدد حيال الهجرة انطلاقا من مراسيم منع السفر التي أصدرها بحق مواطني دول يشكل المسلمون غالبية سكانها ووصولا إلى سياسة "عدم التساهل" التي اتبعها على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وأدت إلى فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم حق واشنطن التقليدي في اختيار مسؤول الهجرة الأرفع في العالم.
وهاجمت إدارة ترامب التي ترفع شعار "أميركا أولا" بشراسة كذلك عدة هيئات دولية وقررت الأسبوع الماضي الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما أثار حفيظة الدبلوماسيين في جنيف حيث مقر منظمة الهجرة الدولية كذلك.
وحذّر محللون من أن الدول الأعضاء ربما تلجأ للتصويت لايزاكس لتفادي قطع التمويل الأميركي للمنظمة، لكن مواقف ترامب القاسية تجاه ملف اللاجئين جعلت الغالبية تتمسك برأيها في رفض مرشح الرئيس الأميركي.
وبعيدا عن ترامب، أضر ايزاكس بفرص انتخابه بنفسه عبر مواقفه.
وكان ايزاكس، الذي عمل لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش الابن، نشر عدة تغريدات وصف الإسلام فيها بأنه ديانة عنيفة بطبيعتها. وبعد اعتداءات العام 2016 التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية قال عبر "تويتر" إن "الإسلام غير مسالم".
وأعاد كذلك نشر مواد معادية للإسلام على غرار منشور نقله عن مدير موقع "جهاد ووتش" روبرت سبنسر قال فيه إنه لا يمكن التفريق بين "المسلمين المسالمين" و"الجهاديين".
وغير ايزاكس اعدادات الخصوصية على حسابه في "تويتر" ليصبح خاصا بدلا من عام بعد الجدل الذي أعقب ترشيحه للمنصب في شباط/فبراير.
ولم ينف مسؤوليته عن تصريحاته التحريضية لكنه اعتذر عن أي اساءة قد تكون تسببت بها.
وقال لوكالة فرانس برس في آذار/مارس إن سجله في العمل الإنساني على مدى عقود، وخصوصا في دول يشكل المسلمون غالبية سكانها مثل بنغلادش والعراق والسودان يثبت أنه غير متعصب.
لكن بالنسبة للبعض على غرار مدير منظمة "ريفوجيز انترناشونال" غير الحكومية اريك شوارتز فإن تصريحات ايزاكس السابقة تجعله غير مؤهل للمنصب رغم سجله في المجال الإنساني الذي يستحق الاحترام.
وكتب شوارتز الذي شغل منصب مساعد لوزير الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين "فلنتصور مثلا أن مرشحا لهذا المنصب أدلى بسلسلة تصريحات مهينة كهذه بحق اليهود أو الكاثوليك أو المسيحيين الانجيليين أو أي مجموعة دينية أخرى". وأضاف "هل كان لأي شخص أن يشير بشكل جدي إلى أن على تصريحات من هذا القبيل ألا تمنعه من تولي منصب مهم كمدير عام منظمة الهجرة الدولية؟".
ويتنافس المرشحان المتبقيان للحلول محل الدبلوماسي الأميركي المخضرم وليام ليسي سوينغ الذي شغل مناصب رفيعة في وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة في إطار مسيرة مهنية استمرت نحو نصف قرن.
ولم يوضح سوينغ إن كان يرى في ايزاكس شخصا مناسبا لتولي المنصب.
ا ف ب