زاد الاردن الاخباري -
قال مسؤولون اليوم الخميس إن اسرائيل اقترحت دفع تعويضات لأقارب الأتراك الذين قتلوا خلال هجوم على سفينة متجهة الى غزة مقابل مساعدة أنقرة في تأمين جنود البحرية الإسرائيلية من الملاحقة القضائية.
وتضمن الاقتراح الذي طرحه مبعوثون في جنيف مطلع هذا الأسبوع على نظرائهم الأتراك إجراءات لتحسين العلاقات لكنه لم يرق فيما يبدو الى مطلب تركيا بأن تعتذر إسرائيل رسميا عن مقتل تسعة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين في مايو ايار.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضة لهذا الاتفاق من جانب وزير خارجيته وشريكه في الائتلاف افيجدور ليبرمان.
وقال مسؤول اسرائيلي "قدمنا عرضا بدفع تعويضات وطلبنا من الأتراك أن يقوموا بما يلزم لتبديد مخاوفنا القانونية. نريدهم ايضا أن يعيدوا سفيرهم ويسمحوا لنا بتعيين سفير جديد في أنقرة."
وأضاف "بيد أنه مازالت هناك عقبات كبيرة في الوقت الحالي."
وذكرت مصادر دبلوماسية إسرائيلية أن مسودة الاقتراح تعرض على تركيا نحو 100 الف دولار لكل أسرة من أسر الرجال الذين قتلتهم القوات الخاصة الإسرائيلية في اشتباكات على متن السفينة مرمرة وتعبير إسرائيل عن "أسفها" للحادث.
وامس الأربعاء قال مستشار نتنياهو رون ديرمر إن اسرائيل وتركيا تبحثان "صيغة تسوية يقبلها الجانبان.. تعيد علاقاتنا مع تركيا الى مسارها وتنهي المسألة برمتها من على جدول الأعمال الدولي."
وقال دريمر لراديو اسرائيل "يجب أن نتذكر أن هناك جهات في الأمم المتحدة وهناك قوى تود أن تشهد إلقاء القبض على رجالنا."
وأضاف "ما يهم رئيس الوزراء هو حماية جنود البحرية والقادة. قلنا في كل مناقشة وكل اجتماع إن القوات تحركت دفاعا عن النفس لا شك في هذا وليس بدافع تعمد الأذى."
وبعد دعاوى قضائية رفعتها جماعات مساندة للفلسطينيين في الخارج ضد ضباط كبار وساسة حاولت إسرائيل تجنب أي إجراءات تركية مماثلة في المحافل الدولية وسارعت لإجراء تحقيقين داخليين ستمثل نتائجهما ردها على تحقيق الأمم المتحدة.
ورفضت تركيا التحقيقات الإسرائيلية بوصفها غير كافية.
وجاءت محادثات جنيف بعد أن أرسل رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان طائرات لمساعدة إسرائيل في مكافحة حرائق الغابات الأسبوع الماضي. وكان نتنياهو قد تعهد "بالتوصل الى سبل للتعبير عن تقديرنا" للأتراك.
لكن أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الذي ينتقد السياسات التي تنتهجها اسرائيل تجاه الفلسطينيين لم يبد مرونة يوم الثلاثاء فيما يتعلق بشروط تركيا. بل إنه أضاف مطلبا قديما وهو فتح حدود قطاع غزة.
وقال لنواب من حزب العدالة والتنمية "اذا كان هناك من يريدون فتح صفحة جديدة فإنني أكرر أنهم يجب أن يقروا بذنبهم ويعتذروا ويدفعوا تعويضا. أقول ايضا إن الحصار تم تخفيفه لكن هذا ليس كافيا ويجب رفعه."
وقادت السفينة مرمرة قافلة مساعدات حاولت اختراق الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. وأدت موجة غضب دولية نجمت عن اعتراض القافلة في عرض البحر الى سماح اسرائيل بدخول المزيد من السلع الى سكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة برا وليس بحرا.
ومن بين أقوى المدافعين عن الحصار ليبرمان الذي يقود حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف الشؤيك في الائتلاف مع حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو. وتقول مصادر سياسية إن ليبرمان يستبعد عادة من الاتصالات الدبلوماسية الإسرائيلية الحساسة.
وفي إشارة الى أن عددا من جنود البحرية أصيب خلال الهجوم على السفينة مرمرة قال ليبرمان لرويترز "الأتراك هم الذين يجب أن يدفعوا لنا تعويضا وليس العكس."
وينذر هذا بمواجهة محتملة في مجلس وزراء نتنياهو اذا طرح اتفاق التقارب المقترح بين اسرائيل وتركيا على المجلس للموافقة عليه.
رويترز