مازلت أسير هذا المشهد، لم أستطع أن أنساه، حينما فاجأنا المتحدث باسم القوات المسلحة بأداء تحية الشرف العسكرية لأرواح الشهداء، انهمرت الدموع من عيون المشاهدين حتى أوجعتنا عيوننا من البكاء.الشهيد هو ذلك الشخص الذي ضحى بحياته من أجل رفع كلمة الله وجعلها هي العليا، يكون المرء شهيداً عندما يدافع عن وطنه أو عرضه أو يقاتل أولئك الذين يكفرون بالله سبحانه وتعالى، والشهادة منزلة رفيعة وعالية عند الله تعالى، يتمنى الكثير من الناس نيل درجة الشهادة لما لها من ميزات في الحياة الآخرة، فصاحبها يشفع لسبعين من أهله ويسكن في الدرجات العلا من الجنة، ونستعرض هنا كلمات مؤثرة عن الشهيد وأعماله.. الهول والويل، والصراخ والعويل، والرصاص المنهمر، والدماء تتفجر، والشهداء يسقطون،
من أى سبيكة ذهب صيغت نفوس هؤلاء الشهداء، كيف استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب من الموت والخوف من الرصاص، أي روح قدسية تملكتهم في تلك اللحظة، أي بطولة يعجز عن وصفها اللسان. أيكون الشهيد هو “الإنسان الكامل” الذي أسجد الله له الملائكة؟ “الإنسان الأسمى” الذي حلم به أفلاطون؟ “الإنسان السوبر” الذي ضل عنه نيتشه حين يبذل الشهيد روحه طواعية، حين يثبت في مواجهة الموت، حين يسمو على الحياة التي نحرص عليها بغريزة أساسية، مثلنا مثل سائر المخلوقات. تهرب القطة حين نفزعها، يطير العصفور حين نقترب منه، كلنا نحرص على الحياة، مهما ضقنا بها، حتى لو تمنينا الموت بطرف اللسان، تكذّبنا جوارحنا، لأنه حين يقترب الخطر، أو توشك أن تدهمنا سيارة، نقفز إلى الرصيف المجاور، بسبب الرعب، رغم أننا كنا- منذ دقيقة واحدة – نتحدث عن ضجرنا بالحياة.
صعب علينا أن نرى بدراً هوى ونرى التراب على سناه مهيلاً… صعب بأن نجد الذي حمل الهدى أمسى على أعناقنا محمولاً…. صعب علينا أن يباعد بيننا هذا التراب فلا نراه طويلا… يا من ضربت لنا المثال مضحياً وأريتنا صور الجهاد الأولى. حييت في ظل العقيدة ثابتاً وأبيت إلّا أن تموت أصيلاً… قد كان آخر ما نطقت بذكره “الله أكبر ” رتلت ترتيلاً… ألقوك في ظلم السجون وظلمها فأضأت في ظلماتها قنديلاً…وصبرت صبر الأنبياء كأنما تلقى ثباتك من يدي جبريلا…يا مؤمناً كانت حياتك قدوة ستظل روحك في الطريق دليلاً …نم يا زكي الدين إنّك خالد ما كان ذكرك يا أخي ليزولا… نم يا شهيد الحق مسروراً فقد كان المنام عليك قبل ثقيلاً… وأنعم بلقياك الرسول محمداً وبوجه ربك راضياً مقبولاً… وإذا لقيت أمامك معاذا فلا تنسى السلام عليه والتقبيلا …بلغه أن جنوده بعرينه لن يتركوه وإن لقوا عزريلا…