زاد الاردن الاخباري -
كتب زهير العزة : يبدو أن العقدة الطائفية التي \"تعشش\" في أركان عقل الكاتب طارق مصاروة تدفعه دائماً إلى ركوب أمواج عاتية لا قبل له على تحملها ، بحيث يفقد البوصلة في كل مرة يحاول فيها الولوج إلى حائط الإقليمية ليطرح الأفكار التي تعبر عن طائفيته العفنة..!!
في مقاله اليومي المنشور على صفحات جريدة الرأي يوم الاثنين 13/12/2010م ، عاد طارق مصاروة إلى التذكير بأنه موجود في إطار التفكير الضيق و الأفق المحدود الذي يملكه هذا الرجل ، بحيث جاء مقاله المعنون تحت \"هل يريد إخوان كل السلطة للمقاومة أن يحاصصوا الأردنيين\" ليؤكد ما نقوله دائما بأن أصحاب التفكير الضيق و الأفق المحدود و الذين سيطروا لسنوات على مساحات الكتابة لن يستطيعوا تغيير صورة الوطن أو المواطن مهما حاول هؤلاء رمي بذور الفتنة من حين لآخر.
ولعل ركوب الموجة العفنة و التي أفقدت مصاروة المصداقية و الحقيقة دفعته إلى محاولة تغيير حقيقة ما وقع عقب مباراة ألفيصلي والوحدات والتي عبر عنها الناطق باسم الحكومة أيمن ألصفدي الذي أوضح أن عدد المراجعين لمستشفى البشير هم 150 شخصاً و ليس 11 فقط ، كما أدعى مصاروة ، إضافة إلى انه تناسى أن المعتدى عليهم هم أبناء هذا الوطن ، فحاول تصويرهم \"بالمخربين\" من خلال ما حدث داخل مخيم الوحدات...! ليصل بعد ذلك إلى اللعب على وتر الإقليمية البغيضة ويحسم أمره بنتيجة مفادها أن هؤلاء ومن حاول شرح صورة ما حدث من خلال الإعلام يريدون المحاصصة مع الأردنيين..معتبرا أن المعتدى عليهم ليسو أردنيين ولا الذين علقوا على الأحداث أيضا ، في مخالفة دستورية واضحة يحاسب عليها القانون ...!
و إذا كان من المهم أن نذكر الكاتب مصاروة بذلك و نحن على يقين انه يعرف الحقيقة لكنه أراد تحريفها خدمة لمشروع \"طائفي\" كان هو من ابرز مناصريه في الخمسينيات من القرن الماضي فإننا لا بد أن نذكر القائمين على صحيفة الرأي ورئيس تحريرها أن صحيفة الرأي ملك للأردنيين جميعاً و لا يحق لرئيس التحرير إجازة مثل هذه المقال الذي يحرض على فتنة واضحة بين المواطنين ، فقد أكد مصاروة في غير مرة على هذا التوجه ألتقسيمي بين الأردنيين من خلال أولا : عندما أشار إلى جماهير الفيصلي و الوحدات مصوراً جمهور الفيصلي من الشرق أردنيين و جمهور الوحدات من الغرب أردنيين و هذا مجاف للحقيقة ...!!
ثانيا: قوله \"لم يعرف أن جماهير الوحدات في الانتخابات السابقة انتقلت إلى الدائرة الثالثة دون احترام لقانون الانتخاب ، وانتخب ممثل المسيحيين في عمان و فرض إرادتها على الناس\" (انتهى الاقتباس)
من هنا كان على القائمين على جريدة الرأي عدم نشر مثل هذا المقال المسيء، ولذلك فالحكومة مطالبة بمحاسبة من وافق على نشر مثل هذا المقال المخزي والمعيب والذي يسيء للوحدة الوطنية ....!
ولعل من المناسب التأكيد ايضا على أن العفن الطائفي هو منطلق هذا الرجل الذي يحب أن يلبس لباسا إقليميا لتمرير مشروعه محدود الأفق،وهذا واضح من خلال الإشارة إلى موضوع انتخابات2007 في دائرة عمان الثالثة \" المقعد المسيحي \"حيث يقول\" وانتخب ممثل المسيحيين في عمان و فرض إرادتها على الناس\" وهذا ما يفعله جعجع لبنان و أعوانه من كتائب و مارونية سياسية عفنة، بحيث لا يتركون مناسبة إلا ويلعنون انتخاب بعض مسلمي لبنان لنواب مسيحيين،فبدلاً من أن يدل ذلك على الوحدة بين مكونات الشعب مهما كانت دياناتهم أو أجناسهم أو مشاربهم الفكرية ،فأن هؤلاء يعتبرون ذلك تدخلاً في شؤون الطائفة؟وهذا ما يعبر عنه مصاروة في مقاله المتناغم مع مقالات أصحاب نظرية المارونية السياسية في لبنان ، كما أن مصاروة تناسى أن الانتخابات الماضية تم فيها نقل الكثير من الأصوات لصالح هذا المرشح أو ذاك ، إذاً لماذا اقتصر احتجاجه على أبناء الوحدات فقط ؟؟!!
مرة أخرى نؤكد لطارق مصاروة و غيره بانهم لن يستطيعوا تمرير أجنداتهم من خلال أحداث مؤسفة وقعت وأنهم لن يستطيعوا بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد و أن مشروعهم ألتقسيمي لن يمر ، وان مشاريعهم الطائفية ستوأد كما وأدت في خمسينيات القرن الماضي ،كما نؤكد لهم أن أبناء الوحدات هم جزء أساسي من أبناء الأردن ، وأن التحقيق فيما جرى عقب مباراة ألفيصلي والوحدات يجب يتم بشفافية بعيدا عن تأثير بعض الحاقدين على الأمة،وأيضا لابد من المباشرة بإجراء إصلاحات سياسية تحقق العدالة بين المواطنين