زاد الاردن الاخباري -
توالت مساء امس الانهيارات في الجرف الصخري المجاور لثلاث عمارات في منطقة الاشرفية في عمان الشرقية بسبب اعمال حفريات تجري أسفله ينفذها مالك قطعة الارض المجاورة ، ما اثر على قواعد وأساسات العمارات المجاورة للقطعة.
تقارير فنية وهندسية للدفاع المدني وجهات معنية اخرى عاينت تاثير الانهيار الاول الليلة قبل الماضية ، أكدت أن العمارات الثلاث قد يكون مصيرها الانهيار في أي لحظة ، الامر الذي جعل الدفاع المدني يخلي العمارات تحسبا من انهيارها بشكل مفاجئ ، ما اضطر نحو30 عائلة لقضاء الليلة قبل الماضية في العراء.
ولا تتوقف ازمة انهيار الجرف الصخري على سكان العمارات الثلاث ، اذ بدات عشرات العائلات المجاورة تبدي مخاوف متزايدة من حدوث انهيارات اخرى مستقبلا ، نتيجة ظهور تصدعات واضحة في البيوت ، الى جانب استمرار تسرب مياه الصرف الصحي الى مبان سكنية مجاورة.
وكانت المباني المجاورة للعمارات المهددة بالانهيار قد ظهرت عليها بوادر التصدع بعد الانهيار الثاني للجرف الصخري مساء أمس ، ما دفع بساكني تلك البيوت الى التفكير باخلائها تخوفا من وصولها الى حالة مماثلة للعمارات الثلاث.
وكان محافظ العاصمة أصدر أمرا قبل عامين باحضار مالك قطعة الارض المجاورة للعمارات والمتسببة في عمليات الانهيار ، الا انه لم يحضر ، مثلما صدرت بحقه مذكرة جلب سابقة عن محكمة امانة عمان ، بتهمة عدم انصياعه لقرارها باقامة بناء جدار استنادي ومعالجة الاوضاع الحالية بعد انهيار جزء من القاطع الصخري واجزاء من اسوار القطع المجاورة ، وذلك بشهر نيسان من عام ,2008
المحامية صفاء البلبيسي تكفلت بالترافع عن سكان العمارات الثلاث وملاكها امام الجهات القضائية المختصة ، وتسلمت البلبيسي توكيلات بالدعاوى على مالك قطعة الارض المجاورة وامانة عمان الكبرى.
وطالبت بتعويض السكان والمالكين جراء الاضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم ، كما طالبت بايجاد مأوى بديل لهم الى حين عودتهم الى منازلهم بعد اكمال عمليات الصيانة والترميم وبناء جدار استنادي للعمارات.
ربيع الكفوف ( 38 عاما )يعمل في احدى شركات المشروبات الغازية والصحية ، يقول أنه هرب وأولاده الاربعة وزوجته ليلة أمس من البيت بعدما سمعوا" طقطقة"اثناء مشاهدتهم التلفاز ، وحتى الان يعيشون في منزل والده الكائن في نفس المنطقة.
العائلات المهجرة ، تجمهرت صباح أمس على جوانب الطرقات في المزيرعة بالاشرفية ، وافترشوا الارض هربا من بيوتهم المهددة بالانهيار ، ومعهم أهالي البيوت المجاورة للعمارات الثلاث الذين يخشون مصيرا مماثلا لجيرانهم المهجرين.
الاهالي نددوا بالاهمال والتقصير في محاكمة الشخص المسؤول عن ماسأتهم ، ويسيطر عليهم القلق من قضاء ليلتهم المقبلة في هذا البرد القارس.
ومن بين جمهور المشردين ، ظهرت سيدة في العقد السابع من عمرها ، قالت لـ"الدستور" أنها هرعت من منزلها الكائن في الطابق السفلي من العمارة وهي مصابة بامراض القلب وهشاشة العظام والسكري والضغط ، مشيرة الى انها لا تملك المال ولا يوجد من يعيل عائلتها المكونة من فردين أحدهما مسافر خارج الاردن والثاني طالب في المرحلة الابتدائية كان خرج للمدرسة امس دون ان يتناول طعام الافطار اويرتدي ملابس تقيه البرد.
الاحساس بالتشرد يجمع سكان العمارات الثلاث ، لكنهم يؤكدون انه مالم تحل مشكلتهم سريعا سيضطرون للعودة الى منازلهم ، رغم التحذيرات والنتبيهات من الانهيار المرتقب.
فالمواطن رائد ازريف 28( عاما) الذي يعيل اسرة من شخصين يرفض مغادرة العمارة مهما كانت الظروف ، ويقول أنه لا يملك المال ولا القدرة للبحث عن منزل جديد في ظل هذه الظروف.
الدستور