زاد الاردن الاخباري -
ما زالت معاناة 30 عائلة مشردة من بيوتها في الاشرفية مستمرة واضطرت لقضاء ليلتها الماضية وهي الرابعة على التوالي في العراء منذ جرى اخلاء عماراتها الثلاث المهددة بالانهيار اثر ظهور تصدعات وتشققات خطيرة في بنيانها.
وكانت اغلب العائلات رفضت عرضا لمديرية التنمية الاجتماعية بالانتقال لمراكز ايواء مختلفة تتبع لها وذلك لحجج متباينة بينها بعد المدارس واماكن العمل واخرى يبدو انها الاهم من وجهة نظرها ترى في هذه المراكز مأوى للمشردين والايتام.
ولم تفلح محاولات التنمية الاجتماعية التي جاءت بعد قرار اتخذه محافظ العاصمة سمير مبيضين لجهة الاسراع بحل أزمة العائلات الا في حل أزمة 4 عائلات اثنتان منها وافقتا على الانتقال الى مركز ايواء ، فيما تم استئجار منزلين للعائلتين الاخرتين على نفقة التنمية الاجتماعية .
وتعيش العائلات المشردة من العمارات المعرضة للانهيار هاجس البقاء في الشارع فترة طويلة ، بعدما ابلغت من قبل التنمية الاجتماعية بعدم وجود حلول أخرى لهذه المعاناة المستمرة منذ منتصف ليلة الاثنين الماضي ، رغم ان لجنة السلامة العامة التي صدر تقريرها أول من أمس أوصت بتحميل مالك قطعة الارض المجاورة للعمارات مسؤولية ايجاد مساكن بديلة للعائلات المشردة الى حين اكمال الاعمال الانشائية للجدار الاستنادي وترميم التصدعات والشقوق التي اصابت العمارات وبيوتها.
" ام حسين"وهي سيدة في العقد السادس من عمرها ، وتعيل ولدها الصغير اليتيم وعمره 12 عاما ، عبرت لـ"الدستور" عن مرارتها حيال الوضع القائم ، قائلة أنها لا تستطيع أن تنتقل الى مراكز الايواء التي عرضتها "التنمية الاجتماعية" لبعدها عن المدرسة التي يدرس بها ولدها.
المعاناة التي تعيشها أم حسين تاتي في ظل زحمة من القضايا والمشاكل التي تعاني منها نتيجة ظروفها الاقتصادية المتردية منذ وفاة زوجها ، كونها لا تملك دخلا ماليا ثابتا يمكنها من تدبير حياتها.
فالحل البديل لازمة أم حسين ، والذي عرضته سيدة ميسورة الحال تسكن في منطقة الاشرفية بان تستضيفها في منزلها لعدة ايام ، لا تراه يشكل حلا دائما لازمتها ، وتتساءل أم حسين "ماذا استطيع أن افعل بعد ذلك هل أعود الى الشارع حيث تشردت انا و أبني" .
هذا التطور غير المتوقع على أزمة الاشرفية يدخل العائلات المشردة في ليلتها الرابعة في العراء ، في ظل امكانات مالية ضعيفة للعوائل التي تصنف اجتماعيا واقتصاديا بانها شديدة الفقر.
عمان - الدستور - فارس الحباشنة