زاد الاردن الاخباري -
قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية إن عملية السلام في الشرق الأوسط ماتت ولكنها لم تدفن بعد، وإن الولايات المتحدة حاولت تشجيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كشرط سابق لاستئناف المفاوضات، ولكن دون جدوى.
وأوضحت ذي غارديان في افتتاحيتها أنه بالرغم من أن لا أحد يرغب في دفن "جثة عملية السلام التي شبعت موتا"، فإن تحالف الجناح اليميني في حكومة نتنياهو يبدو مرتاحا لفشل المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، الذين ربما يعتبرون أن أي يوم يمر دون اتفاق نهائي بشأن السلام يشكل فرصة لحركة آلات خلط الإسمنت والبناء بحرية.
وفي لندن، قالت صحيفة الجارديان امس، إن الوضع في المنطقة "يزحف نحو مرحلة جديدة من الصراع عبر اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة أو عبر ضرب إيران".
وانتقدت الصحيفة، التي تعبر عن آراء اليسار البريطاني في افتتاحيتها الرئيسة، السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، وقالت إن "التناقض في قلب السياسة الأميركية يكمن في دعم واشنطن غير المشروط لإسرائيل".
وأوضحت أن رفض نتنياهو إغراءات واشنطن المالية مؤخرا مقابل تجميد مؤقت للاستيطان، إنما يعود لمعرفته أن المساعدات المالية والعسكرية ستواصل تدفقها على إسرائيل.
ورأت الصحيفة الواسعة الانتشار أن عملية السلام "قد ماتت بهدوء وبشكل غير دراميتيكي، لكن واشنطن غير معنية بتحديد موعد الجنازة لأن ذلك يعني مراجعة واشنطن لسياساتها ومحاولاتها الفاشلة خلال الثمانية عشر عاما الماضية، وهذا آخر ما يريده رئيس أميريكي على أبواب معركة انتخابية".
وتناولت الصحيفة سياسات واشنطن لحل الصراع العربي /الإسرائيلي، وقالت إن "راديكالية وحماسة الرئيس أوباما جاءت ثم ولت، وقد استهلك الرئيس رصيده السياسي. ونفذت مبررات معروفة لعدم القيام بشيء حقيقي مثل الحديث عن عدم جاهزية الأطراف أو ضعف القادة أو عدم نضج الظروف في الوقت الذي تقوم به إسرائيل في فرض حلها وتصورها لدولة واحدة من خلال إدارة منفصلة وطرق تعزل ما بين العرب واليهود".
وأشارت الصحيفة إلى تلميحات الرئيس عباس بحل السلطة واللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولمحت إلى احتمال إقناع واشنطن بعدم استخدام "الفيتو". وتطرقت إلى تصريحات باراك الأخيرة وقوله إن هناك تناقضا بين المفاوضات وتركيبة الحكومة الحالية في إسرائيل وقالت إن "أحد المخارج للأزمة الراهنة قيامه بتنفيذ تحذيراته المتكررة والانسحاب من الحكومة"