زاد الاردن الاخباري -
يعتزم الشاب محمد احمد حزم امتعته وحقائبه والعودة إلى محافظته، بعيدا عن لهيب الأسعار في العاصمة.
ويوضح محمد أن الامر في العاصمة عمان لم يعد يطاق في ظل توالي ارتفاعات الأسعار، مبينا ان من يريد ان يسكن العاصمة يجب ان لايقل مرتبه الشهري عن 600 أو 700 دينار، وذلك حتى يتمكن من ان يوفر ما يحتاجه.
ولفت محمد الى أن الامر لم يقتصر عليه هو فقط، بل يمتد لأصحابه القادمين من المحافظات والذين يعانون المشكلة نفسها.
يأتي ذلك في وقت لم يعد يشكل فيه معدل ايجار الشقق المرتفعة في العاصمة الهاجس الوحيد للمواطنين القادمين من محافظات المملكة الى العاصمة لغايات الدراسة أو العمل، الا ان الامر تعدى ذلك بارتفاع تكاليف المعيشة هنالك من كهرباء ومياه ونقل وغيرها.
وامضى محمد حوالي 4 سنوات في التنقل بين احياء العاصمة بحثا عن شقة للسكن تتناسب واحتياجاته، الا ان ارتفاع اسعار ايجار الشقق حال دون وجود شقه تناسب مستوى الدخل لديه والذي لا يتجاوز الـ 350 دينارا.
ويقول محمد إنه بعد مجهود طويل تمكن من الحصول على مسكن بالتشارك مع احد أصحابه، الا ان الامر لم يتوقف عند ذلك حيث انه تفاجأ بعد مرور شهر من سكنه بأنه يحتاج الى أكثر من 30 دينارا شهريا لتخصيصها لمصاريف الكهرباء والماء وغيرها، ناهيك عن الايجار الشهري الذي يبلغ 280 دينارا، مشيرا الى أنه بات يفكر بالرجوع الى محافظة الكرك بحجة ان "الامور لم تعد توفي معه".
ويشير محمد، البالغ من العمر 27 عاما، الى أنه في فترة الشتاء ازدادت مصاريف الماء والكهرباء لديه مقارنة بفترة الصيف؛ حيث أنه خلال فصل الشتاء يتم تشغيل السخان الكهربائي بشكل يومي وعلى مدار ساعات اليوم، إضافة الى إنارة الإضاءة، مبينا انه في فترة الصيف لايتجاوز مجموع مصاريف فاتورتي المياه والكهرباء الـ 17 دينارا شهريا.
ويقول حاتم ياسين أن المستوى المعيشي في العاصمة مرتفع وانه لا يمكن لأي مواطن العيش في العاصمة في ظل الارتفاعات المتتالية لايجارات الشقق و"الاستغلال" الواضح من قبل اصحاب تلك الشقق للمواطنين الذين يأتون للعاصمة قاصدين الدراسة او العمل. ويبين حاتم أن الدخل الشهري الذي يتقاضاه لم يعد يكفي لسد اهم متطلبات العيش اذ انه يحصل على مرتب شهري يصل الى 500 دينار، يدفع حوالي 130 دينارا ايجار شقة وحوالي 25 دينارا مصاريف كهرباء ومياه اضافة الى مصاريف اخرى من مأكل ومشرب ونقل.
ويضيف حاتم أن الحياة المعيشية في العاصمة باتت تشكل له هاجسا كبيرا، مشيرا الى انه كان يعمل في محافظته وبراتب شهري لا يتجاوز 350 دينارا وكان معدل راتبه يكفيه.
ويقول حاتم أن مصاريفه من ايجار الشقق ومصاريف مياه وكهرباء تشكل ما نسبته 40 % من معدل الدخل لديه وحاله كحال غيره من اصحابه.
ويضيف حاتم أن الحياه المعيشية اصبحت في الفترة الحالية صعبة حيث تشهد ارتفاعات متتالية على أسعار المواد والسلع الاساسية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل ثبات معدل الدخل في المملكة الامر الذي سيزيد من معدل البطالة والفقر في المملكة.
يذكر أنّ الأرقام الرسمية الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة تشير الى أنّ عدد الفقراء فقرا مدقعا في المملكة بلغ في العام 2008 نحو 15 ألف نسمة، مقابل 32 ألف نسمة العام 2006، فيما تحسن مقياس عدالة توزيع الدخل: معامل جيني من 0.399 العام 2006، إلى 0.393 العام 2008.
وقالت الدراسة ذاتها أن خط الفقر الغذائي بالدينار للفرد شهريا يبلغ 24.3 دينار، وخط الفقر غير الغذائي للفرد بشكل شهري 32.3 دينار، ليبلغ خط الفقر العام للفرد 56.7 دينار في الشهر الواحد، أما حصة أفقر 10 % من السكان من مجمل الإنفاق فبلغت نحو 3.4 %، مقارنة بـ27.2 % حصة أغنى 10 % من السكان من مجمل الإنفاق.
وقسمت الدراسة المواطنين الأردنيين إلى خمس أخماس، من الأفقر إلى الأغنى، إذ بلغ متوسط استهلاك الفرد اليومي من السعرات الحرارية 2977 سعرا، بمتوسط 475.2 دينار سنويا، وكان الخمس الأول هوالأفقر، والذي يستهلك 2182 سعرا حراريا يوميا، بمعدل 232.6 دينار سنويا، فيما كان الخمس الثاني يستهلك 2634 سعرا حراريا، بمعدل 336.5 دينار، بينما يستهلك الخمس الخامس 4251 سعرا حراريا.847.6 دينار
وارتفعت التكلفة النقدية لكل ألف سعر حراري للمجتمع الأردني بحسب الأخماس، إذ بلغ متوسط التكلفة لكل ألف سعر حراري لعام 2008 نحو 0.3187 دينار، مقارنة مع 0.2775 للعام 2006، بينما بلغ المتوسط للخمس الخامس وهو الأغنى 0.6260 للعام 2008، مقارنة مع 0.5427 دينار، في الوقت الذي بلغ فيه متوسط التكلفة للمملكة بشكل عام 0.4321 مقارنة مع 0.4092 خلال 2006
وبلغت نسبة زيادة استهلاك الفرد عن حاجته من السعرات الحرارية للعام 2008، نحو 28 %، إذ إن متوسط احتياجات الفرد من السعرات الحرارية يوميا بلغ 2325 سعرا، بينما متوسط الاستهلاك الفعلي للفرد من السعرات الحرارية يوميا، 2977 سعرا، وكانت نسبة الزيادة للعام 2006 هي 18.5 %، حيث بلغ متوسط احتياجات الفرد من السعرات 2340 سعرا، بينما متوسط الاستهلاك الفعلي 2772 سعرا.
الغد