زاد الاردن الاخباري -
بعد أن استبشروا بالتخلص من معاناة التلوث البيئي والروائح الكريهة وفيضان بركة البيبسي، دخل سكان المنطقة المحيطة بهذه البركة في حي المشيرفة في "معاناة أكثر وأشد خطورة"، بعد أن تحول الموقع الى ملاذ لـ"الزعران" وأصحاب سوابق، فيما غابت إجراءات الأمن والحراسة، وفق مواطنين يقطنون المنطقة.
"أصبحت بركة البيبسي مكانا سيئا للاعتداء على طلاب المدارس، وقطع الطريق عليهم للاستيلاء على مصروفهم، فأطفال المنطقة، وبعد أن تخلصوا من معاناة التلوث البيئي، باتوا يعانون من كارثة تهدد أمنهم وطفولتهم"، كما قال أحد مواطني المنطقة.
على الأرض، أخذ مشروع حديقة الفرح جزءا بسيطا من مساحة البركة الضخمة، فيما ترك الباقي من دون عناية، وبقيت مصادر المياه الملوثة من دون حل، فيما شكا سكان المنطقة لـ"الغد"، من أن "الخطر الأكبر هي المشكلة الأمنية" على السكان وأبنائهم، خصوصا أن الحديقة محاطة بمدارس طلاب وأحياء سكنية.
المواطن محمد زياد، قال إن طلاب المدرسة يتعرضون وبشكل متفاوت لمحاولة اعتراض طريقهم أثناء الذهاب والعودة للمدرسة عبر الحديقة، من قبل مجموعة من "الشباب المنحرفين"، حتى أنهم يحاولون الاستيلاء على مصروف الأولاد ومضايقتهم، وذلك لعدم وجود امن وحماية كافية داخل الحديقة.
وأضاف أن التغير الذي حدث ليس إيجابيا جدا؛ فبعد أن تم وضع مبنى جميل وملعب كرة قدم وزرع بعض الأشجار ذهب ذلك سدى لقلة التنظيم وعدم وجود حراسة فعلية، فعدد الحراس لا يتعدى اثنين، يغطون منطقة واسعة جدا، فالملعب، الذي يعد المتنفس الرياضي الوحيد في المنطقة، تسيطر عليه أيضا "شلة من الزعران"، وذلك لعدم وجود حارس أو مشرف.
يشار إلى أن أمانة عمان أقامت مشروع حديقة الفرح، كحل لمشكلة تلوث بركة البيبسي خلال العام 2008، فتم تسوير البركة، وتنفيذ المرحلة الأولى منها، بإنشاء مكتبة وقاعة متعددة الأغراض وقاعة تكنولوجيا المعلومات، إضافة لقاعة متعددة الأغراض.
إلا أن العمل في المشروع توقف، ولم يتم حتى اليوم إنجاز المرحلتين الثانية والثالثة، واللتين تتضمنان زراعة الأشجار في مساحة كبيرة من الحديقة، التي تبلغ 105 دونمات، إضافة إلى بناء سد أو حاجز لحفظ مياه الأمطار.
وطالب مواطن بحل المشاكل الأمنية بأسرع وقت، "لكي لا نتعرض في وقت ما لكارثة من خلال تلك الحديقة".
ويؤكد مواطن آخر أن البركة أصبحت "وكرا للزعران"، حيث أن مشروع الحديقة مكان البركة أصبح يعد تجمعا في الليل لهم، حيث يلجأون للسكر والغناء بصوت مرتفع داخل الحديقة ما يزعج السكان، فضلا عن المشاكل التي تحدث بينهم، أو مع السكان.
ولفت الى غياب الإضاءة والحماية عن المتنزه والحديقة.
ويقول "أنا شخصيا لا أستطيع الخروج ليلا، خوفا من التعرض لمشاكل مع أصحاب السوابق، فالمكان مغلق وغير مضاء، وكل الظروف مهيأة لتلك الثلة لممارسة هواياتهم السيئة والإضرار بأهل المنطقة".
وفي خضم معاناة سكان المنطقة، تضيع المسؤولية بين أكثر من جهة، في ظل إلقاء كل جهة المسؤولية عن أكتافها، ورميها على جهة اخرى.
يقول رئيس بلدية الرصيفة موسى السعد لـ"الغد" إن مسؤولية الأمن والحماية لحديقة الفرح هي من مهام أمانة عمان الكبرى، التي تولت المشروع بأكمله، كما يشير، ويضيف أن مسؤولية البلدية "تقتصر على النظافة والإنارة الخارجية للحديقة".
ويؤكد السعد استعداد بلديته للتنسيق مع الجهات الأمنية لخدمة الحديقة والمنطقة.
وبرر مدير المرافق والحدائق في أمانة عمان المهندس ناصر البطاينة عدم وجود موظفي أمن وحماية للحديقة بشكل كاف بـ"النقص في موظفي الأمن والحماية على كادر الأمانة". واعدا بمتابعة هذه القضية، ورفع مذكرة للأمانة "لتعزيز المنطقة بالكوادر اللازمة".
كما أكد البطاينة أن الأمانة ستقوم بمعالجة موضوع التلوث في الحديقة، وأية مشاكل موجودة، بالتعاون مع الجهات المختصة.
فيما استنكرت النائب ردينة العطي "عدم الاستفادة" من هذا المشروع بالشكل الصحيح والمفيد لأهالي المنطقة، وطالبت بتطوير الحديقة، ومعالجة المشكلة الأمنية فيها، و"عدم تركها مرتعا لأصحاب السوابق".
الغد