زاد الاردن الاخباري -
مبروك......!!
هل إنتهى العمل هنا؟ وهل ستذهبون اليوم إلى بيوتكم تحملون شهادة شرعية ملؤها الثقة أنكم مؤهلون وقادرون على تنفيذ المهمات الصعبة؟ وهل ستقضون إجازات عيد رأس السنة وأنتم مرتاحون أن مشاكل الوطن قد إنتهت بمجرد أن حصلت حكومتكم على ثقة المجلس النيابي؟ كلاّ ... فأبناء الوطن، عرفوا مسبقا، ويعلمون علم اليقين، أن تلك الثقة "شكلية" وأن العمل الحقيقي لم يبدأ بعد.
نعم يا دولة الرئيس، ستذهب إلى بيتك وأنت مرتاح البال والضمير، وستتسع إبتسامتك، التي لا أحبها، أكثر وأكثر، وستذهب لقضاء إجازات العيد أنت ووزراء حكومتك في ربوع الوطن أو خارجه، وأنتم تظنون أن تلك الخطب الرنانة التي حملت خطط وبرامج الحكومة كانت نهاية الطريق، ولن يخطر ببالكم الملايين من أبناء الوطن، الجوعى والمحرومين، العاطلين عن العمل، العاجزين عن دفع رسوم وأقسام الدراسة، العاجزين عن دفع إيجار البيت، المرضى الذين ليس لهم تأمين صحي..وغيرها الكثير، وقد لا يؤرقكم خلال تلك الإجازة أو بعدها، أن جلالة الملك والمجلس النيابي والشعب الأردني جميعاً، يترقبون لحظة بلحظة، تنفيذ العهود والمواثيق والأيمان التي أبرمتموها، لبذل أقصى ما لديكم من طاقة، وهي قليلة بالنسبة لي، لإنقاذ الناس والوطن من الأزمات الخانقة التي قسمت ظهورهم.
لا يا دولة الرئيس، لن أهاجم بقسوة هذه المرة، بل سأرجو وأبتهل أن يخيب ظني، وأن تقسم أنت لله العظيم، بينك وبين نفسك، أنه لن يهدأ لك بال، ولن تغفو عينك، أو يرتاح قلبك إلا حينما تستشعر الناس التغيير، ويشعرون بالفرق، بالفعل لا بالكلام ولا بالخطب والإنشاء، فتبادر وتدعو أعضاء وزارتك الكرام، والتنفيذيين في حكومتك، ليلة رأس السنة، وتكرر قسمك عليهم، وتطلب منهم يقسموا أيضا أغلظ الأيمان، باستثمار كل ثانية متاحة من أوقات العمل، يتقاضون عليها رواتبهم وحوافزهم وأمتيازاتهم، لمعالجة القضايا الحساسة والخطيرة والمدمرة، وتسألهم، كما سيسألكم الله تبارك وتعالى جميعاً، يوم الدين، عن الأمانة العظيمة التي في رقابكم، وتحذرهم وتنذرهم بشدة لا تهاون فيها، من التسويف والمماطلة والإهتمام بالمصالح الخاصة على حساب المصالح العليا للوطن، وأن تعلن ذلك، وتفتح الأبواب للمشاركة والتفاعل، وهي الطريق المثلى، صدقني، ولا تصدق من يوسوس لك بالإنغلاق والسرية و"الطبطبة"، لأنهم جميعاً، يوم يقع الفأس بالرأس، سيتخلون عنك، ويكتب التاريخ أنك فشلت، ولن يأتي أحد على ذكر أحد منهم.
إذا كنتم تريدون أن نقول لكم "هابي نيو يير" يا حكومة، مع أنها حرام، فستكون في نهاية العام القادم، وستكون مباركة على الإنجازات، وليس على مرور عام ميلادي آخر، يضيفه هذا الشعب الحزين، لأعوام كثيرة قضاها وهو ينحني بفعل الحمل الثقيل، في كل عام، ويقول لكل من يحمل لقب دولة ومعالي وسعادة وعطوفة ...: هابي نيو يير.