زاد الاردن الاخباري -
طال الجفاف وتبعات قسوة تدني معدلات سقوط الأمطار عيون المياه في محافظة الطفيلة، لتصبح أجزاء واسعة من بساتين الزيتون المعمر، موشحة بالاصفرار، بعدما شحت مياه معظم الينابيع في مختلف مناطق المحافظة.
ووفق إحصائيات زراعية أصبح انخفاض منسوب عيون المياه أو توقف تدفقها المائي السمة الرئيسية في مختلف المناطق الزراعية التي كانت تحتضن في الماضي حتى أواخر الثمانينيات قرابة365 ينبوعا وأصبحت الان لا تتجاوز50 ينبوعا معظمها على هيئة ينابيع صغيرة شحيحة لا تكاد تروي البساتين المحيطة بها.
وبين مزارعون ان هذه الينابيع بقيت معطاءة تنساب لسنوات طويلة بالمياه العذبة عبر اقنية ترابية تروي عطش بساتينهم التي تنوعت اشجارها بين التين والزيتون والعنب واللوزيات والرمان، على جوانب أودية خصبة تميزت بتكوينات جيولوجية متنوعة، فيما حملت هذه الينابيع التي تدفقت من جبال الطفيلة دلالات تاريخية ومكانة في قلوب المواطنين.
ويؤكد مزارعون ان مساحات واسعة من بساتين الزيتون المعمر في مدينة الطفيلة، باتت تعاني تبعات الجفاف والتصحر، جراء انخفاض منسوب ينابيع المياه التي تروي هذه البساتين وتلاشي أخرى.
وطالبوا بصيانة الينابيع واستغلال الفاقد من مياهها الذي يذهب هدرا بين الشعاب والأودية، لري أشجارهم التي بدأت بالاصفرار منذ سنوات.
وقال المزارع مفرح العميلات ان التصحر الزراعي والتدهور في مصادر المياه، يعد من أهم المشكلات التي يعانيها اصحاب مزارع الزيتون الرومي في مدينة الطفيلة وقرى عيمة والعين البيضاء.
واضاف ان المتجول بين قرى الطفيلة وأوديتها الخصبة ذات التكوينات المتنوعة كان باستطاعته أن يشرب كل يوم من نبع جديد على مدار العام يتراوح تدفقها بين الغزير والنزر والتي ارتبطت بدلالات وميزات حملت أسماء هذه البلدات والقرى وتشكلت حولها بساتين الزيتون والكرمة والتين.
وحسب الأديب والمؤرخ سليمان القوابعة فان عيون المياه كانت تشكل ملتقى اجتماعيا يتداول عندها الناس الأخبار ويستطلعون شؤون حياتهم خاصة تلك الينابيع المتاخمة للتجمعات السكانية كعيون البيضاء والحمة والجهير والعنصر وضانا واللعبان والتي تميزت جميعها بعذوبتها وغزارتها.
وقال ان مياه زبدة المزود الرئيسي للطفيلة وقراها تبلغ طاقتها600 متر مكعب في الساعة بغزارة تصل إلى13 انشا.
ويشكو المزارعون في الطفيلة كغيرهم من مزارعي المملكة من توالي موجات الحر وانخفاض معدلات الامطار في العديد من المناطق الزراعية التي لم تتجاوز خلال الموسم المطري الحالي وفق مديرية زراعة الطفيلة50 مليمترا، ما انعكس على إنتاجية مختلف أصناف الأشجار المثمرة واهمها الزيتون والعنب واللوزيات التي تعتمد في ريها على ينابيع المياه الضحلة الممتدة عبر الأودية والتي كانت في الماضي بصبيبها الغزير تدير طواحين عصر الزيتون وطحن القمح والشعير.
واشاروا الى تضررأشجار الزيتون المعمر التي كانت تسقى من عيون أم كيس وجرار والعين البيضاء التي جف ماؤها.
وقالوا انهم يضطرون الى شراء المياه ونقلها بالصهاريج للتخفيف من الأضرار الاقتصادية التي ستلحق بهم، مطالبين الجهات المعنية بإنشاء السدود والبرك لتجميع اكبر قدر من المياه وتوفير أنابيب بلاستيكية لجر المياه الى مزارعهم.
وناشدوا وزارتي المياه والزراعة باستخراج المياه الغائرة في أعماق الأرض من خلال حفر الآبار الارتوازية لإنقاذ الثروة الزراعية والتاريخية من الأشجار المعمرة التي يتجاوز عمر بعضها خمسمئة عام.
مصادر مديرية زراعة الطفيلة بينت ان هنالك مشروعات زراعية عدة تنفذ سنويا، من شأنها الحفاظ على أشجار الزيتون في مختلف مناطق الطفيلة الزراعية على رأسها برنامج تجديد شباب الزيتون، والذي من خلاله تم دعم المزارعين بالاسمدة والحراثة والتقليم إضافة إلى الإسهام في نشاطات الحصاد المائي من خلال مشروعات المصادر الزراعية.
وتابعت ان وزارة الزراعة باشرت العام الحالي بتنفيذ مشروع فاقد المياه وتم طرح عطاءات لصيانة عدة ينابيع في مناطق عدة من المحافظة.
بترا