كنا عندما نسمع كلمة سياسي نشعر برهبة في نفوسنا لما تعطيه هذه الكلمة من هيبة ووقار وقوة.. هي القوة التي تجعلنا نشعر بالامان فنقول في قرارة نفسنا انه هو.. نعم.. هو هذا السياسي الذي سيحمينا.. الذي سيحقق لنا حقوقنا… حقوقنا التي لا نراها الا على الاوراق وفي التوصيات التي تختم بها المؤتمرات.. اما الان عندما نسمع كلمة سياسي.. نبتسم.. وربما نسخر.!
لماذا؟! لان السياسيون اصبحوا مسيسون.. مسيسون من قبل كلمة باتت منتشرة في العالم الان. الا وهي ” النفاق السياسي”
فعندما ترى سياسي محنك.. ذو فكر رائع.. وباستطاعته ان يعطيك في جلسة لا تتجاوز الستون دقيقة حلول حقيقية لمعظم مشاكلنا التي باتت جزءا منا.. وهو بكامل شغفه وحماسه لتحقيقها على ارض الواقع.. وبيده السلطة والقوة التي تجعله يبدأ بالتنفيذ..
لحين يستيقظ في اليوم التالي.. ويمسك خطته ويمزقها لينتهي بها الامر الى سلة المهملات..
لماذا؟؟!!.. لأنها لا تتوافق مع عملية نفاقه السياسي..! ربما تنفيذها او الكلام بها سيكون ثمنه خسارة معظم علاقاته السياسية المبنية على المصالح المشتركة.. والنتيجة ستكون تعطيل.. بل تدمير مصالحه الشخصية.. وخروجه من اللعبة.. ” لعبة النفاق السياسي”!
فحتى تستمر بها يجب عليك اولا ان تصمت.. ان تتظاهر بعدم الرؤية.. ان تغلق اذنيك وتسير في مرحلتك السياسية ضمن قوانين وانظمة اللعبة..!
فمتى سننتهي من هذه اللعبة القذرة.. المليئة بتلكذب والنفاق والفساد.. والتي تسير على نظام الشللية.. فكل سياسي له شلته وكأننا في زمن العصابات والمافيات..
لماذا دائما مسيسون.. دائما تابعون.. لماذا لا تضع انت ايها السياسي المحنك.. الذكي.. ذكاؤك وحنكتك وقوتك في خدمة وطنك.. في خدمة الناس.. لتلبية مصالح الوطن والناس بعيدا عن مصالحك انت وزملاؤك.. لماذا لا تتخذ التوصيات وكلام جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني نهجا تسير عليه لنرتقي للافضل..فقد حان الوقت لتتخلى عن الانانية.. لتتخلى عن الشلة التي تنتمي اليها.. وتنتمي لوطنك.. لحب بلدك.. لخدمة الناس والوطن.. وتعمل بحب وصدق وامانة وتواضع كما علمنا جلالة سيدنا.