رزان العرموطي - لم اكن اتوقع ان منطقة الدوار الرابع ستصبح حيزا لمثل هذا التلاقي وهذه التقاطعات.
في الوقت ذاته لم اكن اتوقع ان يكون بعض " المعتصمين" في الدوار الرابع قادمين فقط لاخذ صورة سيلفي او فيلم لايف ليقولوا للغياب باننا هنا على الرابع ...
فقد اصبحت المنطقة جدلية.... فمن الخارجين مؤمنون بعدالة المطلب وبشرعيته .
ولكن مع الاسف، لقد اصبحت المنطقة مكانا يستخدمه البعض كمتنزه يتنزهون به ويلتقون ببعضهم في عطلة نهاية الاسبوع لقضاء بعض الوقت في هتافات ساخرة اعتراضا على قانون او قرار معين ربما يجهلون مضمونه معظم المتظاهرين..!!!
فالاعتصامات لم توجد للعب واللهو والسخرية واخذ صور السيلفي من مكان الاعتصام ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.. بل الاعتصامات وجدت لايصال صوت الحق..!
فانا لا ادافع عن الحكومة ولا ادافع عن المعتصمين.. ولكن ادافع عن المنطق الذي يجهله احد الطرفان وربما يجهله
الطرفان معا.. فالمنطق هو ان المعتصم والحكومة ما هما الا جزء من دائرة مكملة بعضها لبعض ويتأثر بعضها ببعض.. وهي المعتصم والحكومة والشعب والوطن.. فلو نظرنا لهذه الدائرة المترابطة مع بعضها البعض لفهمنا ان لكل جزء من هذه الدائرة حقا وواجبا.. فبدلا من لعب ادوار الظالم والمظلوم والضعيف والمتسلط.. التي سئمنا منها.. فيجب تغييرها الى الحق والواجب.. فانت كمواطن لماذا تعتصم؟؟ هل تريد حياة افضل لشخصك ام للشعب باكمله؟!!! اذا كان جوابك لشخصك فانت لا تستحق ان تمثل صوت الشعب بهتافاتك خلال الاعتصامات.. واذا كان من اجل الشعب بأكمله.. فمن حقك ان تطالب بالحقوق وبحياة افضل.. ولكن دون سلب حق الوطن الذي يحتويك.. لانك جزء منه وهو جزء منك.. فانتم شباب معتصمون ذوو فكر رائع وطاقة كبيرة لماذا لا تجتمعون سويا لوضع خطط وافكار وحلول واقتراحات تقدمونها بشكل منطقي وواعٍ للحكومة؟!!
الحكومة التي يأتي هنا واجبها بأن تستوعب فكرة المشاركة في التفكير واعطاء الفرصة للشباب المفكرين الواعين بأن يطرحوا الحلول والافكار والاقتراحات ليشعروا انهم جزء من الوطن.. وليشعروا ان لهم صوتا مسموعا.. فربما يستطيعون ان يجدوا حلولا عجزت عنها حكومات.. فهنا الاطراف تسعى لنفس الاهداف.. تأمين حياة افضل للشعب.. او دون التمرد من قبل الشعب ولا التسلط من قبل الحكومة.. فالهدف ليس اشخاصا ولا قرارات ولا قوانين.. بل الهدف بناء مستقبل وطن.