زاد الاردن الاخباري -
أيقظ تراجع أسعار زيت الزيتون للموسم الحالي من جديد، المخاوف في ذاكرة المزارعين من عودة ما يسمونه بـ "مواسم الخسارة" التي كانوا منوا بها في سنوات سابقة، وشهدت انخفاضا في الأسعار اعتبرت بـ"غير مسبوقة".
وسجلت أسعار زيت الزيتون مع انتهاء عمليات القطاف للموسم الحالي انخفاضا ملحوظا بنسبة بلغت قرابة 20 %، مقارنة مع أسعار أول الموسم حيث بلغ سعر "التنكة" الواحدة سعة 16 كلم 75 دينارا لتتراجع إلى 59 دينارا.
ويشير مزارعون إلى أنَّ أسعار زيت الزيتون وقفت حتى الآن ومع ما تشهده من انخفاض عند نقطة الصفر في معادلة الربح والخسارة، مؤكدين أن أي انخفاض آخر يعني ولوج مرحلة الخسارة.
ويصاحب تراجع الأسعار وحسب مزارعين ضعف الإقبال على الشراء، الأمر الذي تسبَّبَ بتكدس كميات من الزيت وسط الحاجة إلى تصريفها بأسرع وقت، خاصة أنَّ غالبية مزارعي الزيتون يعتمدون على الموسم في سد احتياجاتهم والتزاماتهم المالية.
وينذر بقاء الأوضاع على ما هي عليه من حيث ضعف الطلب على زيت الزيتون "البلدي"، اضطرار بعض المزارعين وأمام حاجتهم، إلى البيع على أن يتم طرح كميات من زيت الزيتون بأسعار متدنية تأخذ صفة الثبات ويصبح معها رفع الأسعار من الأمور الصعبة.
ويشير المزارع صالح العبيدات من لواء بني كنانة، أحد أكثر ألوية المحافظة إنتاجا للزيتون، إلى أنَّ الموسم الحالي جاء عكس التوقعات، وأعاد إلى ذاكرته سنوات انخفاض أسعار زيت الزيتون التي شهد خلالها خسارات متتالية.
وبيَّنَ العبيدات أن بداية الموسم الحالي حافظت الأسعار على مستوى معقول يتيح للمزارع هامشا من الربح، بيد ان مستوى الأسعار بدأ يشهد انخفاضا ليصل بالمزارعين إلى حافة الخطر.
ويقرُّ المزارع محمد الربابعة من لواء الكورة بوجود "تناقص غير مبرر في انخفاض أسعار زيت الزيتون"، حيث إن ارتفاع الكلف الإنتاجية كافة، إضافة إلى انخفاض كميات الإنتاج مقارنة بالموسم الماضي، يفترض حدوث ارتفاع لأسعار زيت الزيتون وليس انخفاضها.
ومن المفارقات في الموضوع ان انخفاض أسعار زيت الزيتون قابلة للتراجع في الإنتاج للموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما يستبعد رد أسباب الانخفاض في الأسعار إلى زيادة الإنتاج، وطرح كميات كبيرة من زيت الزيتون في الأسواق.
ويرى مدير زراعة إربد المهندس علي أبو نقطة أنَّ الأسعار حافظت على مستواها مع بداية الموسم الحالي ولغاية تاريخ 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بيد أنها شهدت بعد ذلك انخفاضا.
ومن وجهة نظره، فإن أسباب الانخفاض قد تعودُ إلى انخفاض الطلب محليا على زيت الزيتون، بالرغم من انخفاض كميات الإنتاج.
وعزت الاحصاءات سبب الانخفاض إلى تأخر هطول الأمطار في مثل هذا الوقت من العام الحالي، بالإضافة إلى تزامن موسم قطاف الزيتون مع فترة انشغال المواطنين في عملية الانتخابات النيابية وأيضا عطلة عيد الأضحى المبارك خلال فترة المقارنة، مما أدى إلى تأخر المزارعين في عملية جني المحصول.
وأظهرت النتائج أن كمية الزيتون الواردة إلى المعاصر خلال الأسبوع الأخير من فترة المقارنة (أي بعد انتهاء أثر تلك العوامل إلى حد ما) بلغت 13452 طنا، وأن كمية زيت الزيتون المنتجة بلغت 2698 طنا.
وأشارت النتائج إلى أن محافظة اربد احتلت المرتبة الأولى في كمية ثمار الزيتون المستخدمة في العصر وكمية زيت الزيتون المنتجة، حيث بلغت كمية ثمار الزيتون المستخدمة في العصر24994 طنا وكمية زيت الزيتون الناتجة عن العصر4809 أطنان العام2010.
ويؤكد الناطق الرسمي في وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين أنَّ الفترة الحالية لم تشهد استيرادا لمادَّة زيت الزيتون من خارج المملكة في خطوة نحو حماية المنتج المحلي، إضافة إلى أنَّ كميات الإنتاج تزيد على حاجة المملكة، مبينا أنَّ الوزارة لا تتدخل بقضية الأسعار، وان الأمر متروك لموضوع العرض والطلب.