أعلن أن الناشطة الإسرائيلية عنات هوفمان تواجه عقوبة السجن لعدة سنوات بتهمة "انتهاك السلام" بعد أن تحدت الأعراف الدينية اليهودية من خلال قيادتها لمجموعة من النساء للصلاة عند "حائط المبكى" في القدس الشرقية.
وقد اعتقلت هوفمان منذ آب/ أغسطس الماضي، وأثارت نقاشاً حول حملتها للسماح للنساء للصلاة في المكان بنفس الطريقة التي يتمتع بها الرجل.
وقد لجأت الشرطة الآن إلى تحويلها إلى الادعاء العام بتهمة "تعطيل أداء الشرطة لواجباتها"، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وترى تقاليد "الهريديم" والذي يعد من التيارات المتشددة في الديانة اليهودية، والتي تشهد انتشاراً مؤخراً في إسرائيل، أن تلوذ المرأة بالصمت أثناء العبادة.
"تشدد متزايد"
ويعتقد أتباع التيار بأنه لا ينبغي السماح للمرأة القراءة بصوت عال، والغناء، أو حتى قراءة التوراة.
وتقول صحيفة الديلي تلغراف إن قضية هوفمان مثال واضح على تنامي قوة الجماعات الدينية في إسرائيل، ولا سيما في القدس حيث أن الفصل بين الجنسين أصبح أكثر شيوعا.
يشار إلى أن الحائط يقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى ويطلق عليه المسلمون "حائط البراق".
أما اليهود فيعتبرونه الجزء الأخير المتبقي من "هيكل سليمان" الذي دمره الرومان في العام 70 قبل الميلاد.
وكانت هوفمان وأنصارها، وفق الصحيفة، قد تعرضن للسخرية والاعتداء من قبل رجال الهريديم .
وقالت "أخذوني إلى السجن وقالوا لي سنضع حداً لهذا السلوك، ولن تفلتين من العقاب".
واعتبرت هوفمان ما تتعرض له مؤشر على تزايد اليمين الديني في دولة علمانية.
ويذكر أن هناك الآن أكثر من 100 خط للحافلات في إسرائيل، وكثير منها في القدس، تفرض على النساء الجلوس في المقاعد الخلفية، كمقتضى للفصل بين الجنسين.
وقد أقرت المحكمة الاسرائيلية العليا ذلك، كما ان كثيرا من المكاتب الخدمية في المدينة باتت تلتزم بالفصل بين الجنسين.
واعتبرت أن "الفضاء الديني في إسرائيل بات أكثر تطرفا". وأضافت بأن هذا "يشبه إلى حد كبير الإسلام، حيث يقاس التدين الآن في المسافات التي يتم الاحتفاظ فيها بالمرأة بعيدة عن المجتمع".
على الرغم من التهديد من السجن، فإن هوفمان وأنصارها مستمرون في الصلاة بالمكان، وفي إحدى المرات اقتحم صلاتهم رجل ملتح بثوب أسود، ولوح بقبضته تجاه النساء، وصاح بهن: "لتحترقوا في نار جهنم، يا كلاب".
BBC