زاد الاردن الاخباري -
تحولت مقبرة السماكية في محافظة الكرك التي يزيد عمرها على مئة عام الى حديقة ورود بعد ان كانت خرابا ويلفها الإهمال والنسيان بفضل ابو سعود (نشأت جريس حجازين) المتقاعد من القوات المسلحة الذي لا يفارقها لا ليلا ولا نهارا حتى اعاد لها الحياة, لا بل استدان من البنوك من اجل صيانة مقبرة بلدته للحفاظ على كرامة الموتى من عبث الحيوانات وانتشار النفايات.
كانت بداية الحكاية كما يرويها ابوسعود نهاية حياة رهام فلذة كبده قبل عام بسبب مرض مفاجئ حصل لها وهي في امريكا بعد ان كانت من اوائل المحافظة وتخرجت بتميز من جامعة موتة في الادب الانجليزي حتى ان ابو سعود قال لقد ابدعت في الثقافه الاسلامية وهي مسيحية الديانة لكن الله اختارها لجواره ويعود ابو سعود للبدايه ليقول شاهدت عدم الاهتمام بالمقبرة ومواطئ حيوانات على القبور فلم اتمالك نفسي وقد كنت محبطا من الحياة وفي صدمه موت ابنتي العزيزة رهام فبكيت وبكيت لكن ربي هداني للقيام بخدمة الموتى وتحسين واقع المقبرة فبدات بنفسي من خلال قروض من البنوك ومؤسسات الاقراض الزراعي غايتي تغيير حالة المقبرة التي يعود تاريخ انشائها الى ما قبل عام 1930
ويضيف لقد تشجع البعض في القرية وساهموا في ذلك كما انني تلقيت تبرعات من اصدقاء واخوة مسلمين لكنني بحاجة الى تبرعات اخرى من اجل اكمال مهمتي التي لن تنتهي الا بجعل المقبرة حديقة للورود يقصدها الجميع ليتذكروا عزيزا دفن فيها.
ويشير ابوسعود ان أول شيء فعله منذ عام وشهرين تقريبا هو تنظيف المقبرة من الحشائش والنفايات وتحديد القبور التي بالكاد تعرف من الأعشاب . وايصال المياه وصيانة بعض القبور ووضع الساحات المبلطة وموقف للسيارات ومزار للعذراء ومنصة عزاء وحديقة ورود لابنته رهام ومناظر جميلة وزراعة اكثر من الف شجرة وهناك مخطط لعمل ممرات داخل المقبرة وادراج مؤكدا ان اغلب الاعمال ينفذها بنفسه وانه يبذل كل جهد من اجل تخفيف التكاليف وانه سيتابع عمله بالامكانيات المتوفرة وبيديه خدمة للاعزاء الذين رحلوا عنا.
واشار انه لا يملك الاموال وان البطركية وعدت بتبرع من اجل المساهمة في تحسين واقع المقبرة لكن لغاية الان لم يصل اي مبلغ مطالبا الجميع بالتحرك لمساعدته من اجل تنفيذ اعمال الصيانة والاستمرار في تحسين واقع المقبرة. وقال ان الموتى لا يؤذون احدا واجلس بينهم وانام في المقبرة ولا اخاف واسعى لتذكير المجتمعات بوفاة الاعزاء وتبجيل الموت لاننا جميعا سنصل اليه مهما حيينا وان تكون المقابر مصممة لتكون أماكن جميلة للذهاب اليها وتكريم أولئك الذين غادرونا من قبل, واشار انه يعمل على إصلاح كل القبور لكنه لغاية الان لم يستطع العمل في قبر ابنته رهام الا باشعال الشموع والجلوس الى جوارها لكنه قال ساجعل من قبرها تحفة بعد ان انتهي من صيانة وتحسين واقع القبور كافة.
العرب اليوم -عيد ابوقديري