زاد الاردن الاخباري -
فوجئ مراجعون لمركز عمان الصحي الشامل بداية الأسبوع الماضي بقيام المسؤولين عن تقديم الرعاية الطبية فيه بتوزيع أدوية خاصة بمرض السكري على المرضى دون أي قيود ، رغم تعالي الأصوات طوال الفترة الماضية من جانب مرضى السكري شاكين حينها بأن الوزارة قلصت كميات الأدوية الممنوحة لهم إن وجدت إضافة الى عدم وجود أدوية أخرى لهم ، حيث بررت الوزارة ذلك بانتهاء عطاء أدوية قديمة ودخول أخرى.
أحد المواطنين أكد لـ"الدستور" انه فوجئ كما غيره من هذا التصرف وعندما انتبه إلى علبة الدواء وجد أن مدة صلاحيته شارفت على الانتهاء ، حيث أدرك حينها سبب هذا التصرف ، كما يقول ، إلا أنه يتساءل "ما دامت الأدوية موجودة لماذا منعت في السابق عن المرضى بحجة تقليل الكمية وتوزيعها على كافة المرضى.. إذن هذا الدواء وغيره كيف وصلت كميات كبيرة منه ستنتهي ، وأين التوزيع والخطة وغيرها من العناوين الرنانة والموجودة التي تظهر بها الوزارة عند مواجهتها لأي مشكلة كانت؟".
مواطنة أخرى أكدت أنها حصلت على أدوية ستنتهي صلاحيتها بعد أيام قليلة ، وتساءلت "في حال أن هذا الدواء لم ينته خلال شهر وفي حال أن من يتناوله رجل مسن أو امرأة مسنة ولم ينتبه إلى انتهاء مدة الصلاحية في نهاية الشهر مثلا ، هل هذا تصرف حكيم في معالجة وجود أدوية أو كميات من الأدوية باتت على وشك الانتهاء ، ثم ألا تستطيع الوزارة حصر الكميات التي تريدها وتحديد ما تحتاجه من الأدوية قبل أن تهدر؟".
بدورنا توجهنا بالسؤال لتحري دقة ما وصل لـ"الدستور" عن طريق المركز الإعلامي التابع لوزارة الصحة من أجل التوضيح ، إلا انه ولمدة ما يقارب الأسبوع لم يصل أي رد من الوزارة أو توضيح يمكن أن يبين لنا حقيقة ما جرى.
وأجمع عدد من الصيادلة على أن صرف الأدوية يجب أن يكون بمدة صلاحية جديدة أو ذات فترات زمنية معينة وواضحة ، وأنه لا يجوز بأي حال صرف مثل هذه الأدوية ، لا سيما أن فئات المرضى مختلفة ، فهناك الأطفال وهناك المسنون والمسنات وبالتالي قد لا ينتبه العديد منهم إلى وجود تاريخ انتهاء لصلاحية الدواء ، مشيرين بالقول "نحن نلاحظ من خلال عملنا أن فئة قليلة جدا من المرضى تقوم بالتدقيق على تاريخ الصنع والانتهاء ، وهذا التصرف تحت أي ظرف هو خاطئ لاسيما إذا كان من وزارة الصحة".
أحد الأطباء أكد أن هذا الإجراء غير جائز على الإطلاق وأنه لا بد من وجود توضيح من وزارة الصحة حول هذا الموضوع لأنه ينبغي أن يكون الدواء الذي يتناوله المريض سليما جدا وان يكون ضمن فترة صلاحية جديدة لا أن يكون الدواء على وشك الانتهاء ، مؤكدا أن الدواء ينتهي ضمن الشهر المثبت على العلبة ، أي أنه إذا وضع تاريخ انتهاء له في شهر كانون الأول فانه ينتهي في كانون الأول ولا يجوز استخدامه بعد هذا التاريخ لاسيما أنه يوزع على فئة مرضى ذوي شأن خاص وحساسية عالية.
الدستور ـ كوثر صوالحة