زاد الاردن الاخباري -
قدمت صحيفة الاتحاد الإماراتية رؤية مثيرة للاهتمام حول كواليس الانتخابات التي شهدها كونجرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ونتج عنها فوز كاسح واستثنائي لسمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) عن قارة آسيا، وقد احتفلت الصحيفة بهذا الإنجاز العربي وعبرت عن فخرها واعتزازها بفوز الأمير تحت عنوان "التكتل العربي أثبت أن الكبير.. كبير، وقاد منظومة النصر في يوم الأمير".
وجاء في مستهل مقال موسع نشر على صدر الصفحة الرياضية: "لم يكن فوز الأمير علي بن الحسين، مجرد رقم أو صراع عادي، وإنما يمثل أشرس وأعنف انتخابات شهدها الاتحاد، ربما عبر تاريخه الطويل.. لم تكن المحصلة فقط 25 صوتاً للأمير مقابل 20 صوتاً لمنافسه الكوري الجنوبي تشونج، وإنما تجاوز الإنجاز هذا الرقم بكثير، وإن كان الرقم في حد ذاته قياسياً، بالنظر إلى ما سبق هذه الانتخابات من حراك رياضي وربما سياسي في الاتجاهين معا".
تكتل عربي وفرحة بلاتر
وأشار المقال إلى دور محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد الإماراتي الذي كان أكثر الحضور حرصاً على ضرب التكتلات ضد سمو الأمير علي، وبذل جهداً مضنياً مع بقية الاتحادات المعاونة، لا سيما البحرين والكويت من أجل أن تمضي الانتخابات في الطريق العربي، في ظل المواجهة الشرسة التي قادها محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي بنفسه، والتي هدفت إلى ترجيح كفة المرشح الكوري الجنوبي.
وقالت الصحيفة: "نجح التكتل العربي بامتياز في إثبات تفوقه وقدرته على إدارة العملية الانتخابية وقام بتحركات واسعة، أثمرت في النهاية عن فوز كبير للأمير علي في ليلة عربية، كان أسعد الناس بها، وإن لم يصرح بذلك علانية، السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي اصطاد عصفورين بضربة واحدة، فأطاح بالكوري الجنوبي (نائبه على مدار 16 عاماً) بعد أن بدأت تراود تشونج أحلام الترشح لمنافسة بلاتر، كما كانت الرسالة التي وجهها التكتل إلى محمد بن همام، مرضية لبلاتر، بعد أن أخفق رئيس الاتحاد الآسيوي في تحقيق ما سعى من أجله، وهو مؤشر لكل من يحاول منافسة الداهية السويسري مستقبلاً، فإذا كان ابن همام عجز عن توجيه القارة إلى حيث يريد، فلا شك أن تفكيره هو الآخر في منافسة بلاتر مستقبلاً سيكون أمرا صعبا".
أما عن الأصوات التي كانت محايدة في الانتخابات، والتي لم تكن وجهتها معروفة بشكل واضح في كلا المعسكرين، فقد كشفت بعض المصادر داخل أروقة الاجتماعات أنه لا يمكن الجزم بمن أعطى لمن، خاصة أن ما أسفرت عنه الانتخابات يبقى سرا لن يكشف عنه، غير أنه من خلال التحركات التي سبقت يوم الانتخابات، تكشفت بشكل كبير الأصوات التي لم تكن قد حسمت أمرها بعد، وتمثلت في أصوات: الصين، اليابان، الفلبين، كمبوديا، وفيتنام.
حسابات كورية وترويج للإشاعات
وأوضحت الصحيفة الإماراتية: "كانت حسابات مرشح كوريا الجنوبية التي دار الحديث بشأنها في كواليس الانتخابات تتوقع فوزه بـ27 صوتاً، قبل أن يقلب التكتل العربي الدفة لمصلحة الأمير علي ليفوز بالمقعد بفارق خمسة أصوات عن منافسه العنيد والذي تربع على المقعد لمدة 16 عاماً كاملة، كما لعبت الإشاعات دورها في كواليس الانتخابات، وتم استثمارها بشكل كبير، وفي الوقت الذي نأى فيه معسكر الأمير علي عن هذه الأساليب معتمداً على برنامجه ورؤيته الطموحة لتطوير الكرة في آسيا والعالم، فإن المعسكر الآخر، بدأ يروج لعدد من الإشاعات بهدف التأثير على أعضاء الجمعية العمومية.
وأضافت: "اتخذت الإشاعات اتجاهين، الأول حول الحديث عن انتهاء المسألة لمصلحة مرشح كوريا الجنوبية، والاتجاه الثاني، بالزج بأسماء اتحادات محسوم أمر تأييدها للأمير علي باعتبارها تحولت إلى المرشح الكوري، وذلك بهدف ضرب المعسكر العربي والتأثير عليه بهذه الإشاعات، غير أن الثقة العربية في المؤيدين كانت فوق مستوى الشبهات، ولم تؤثر فيها هذه الإشاعات من قريب أو بعيد".
تصوير بكاميرا "الموبايل"
وأخيرا أكد المقال أن الانتخابات شهدت بعد انتهائها، واقعة طريفة غير أنها تتكرر في معظم الانتخابات الآسيوية والعالمية والمحلية أيضاً، حيث قام عدد من رؤساء الوفود بتصوير ترشيحهم بكاميرا "الموبايل" لتقديمها لمرشحهم بعد الخروج من قاعة الاجتماعات تأكيدا لولائهم، وأنهم ظلوا على العهد حتى النهاية.
الغد