الدشداشة رمز الزي الخليجي الموحد وإن اختلفت بعض الطرق في خياطتها, لم تعد اليوم قطعة من القماش فحسب, وإنما رمز للتميز والكشخة, التي يتفاخر بها الرجال خصوصا في فترة فصل الشتاء, حيث البحث عن الأجواخ المتميزة والأصواف الإنجليزية الفاخرة, فما المانع إذا أن يصل سعر الدشداشة إلى 75 ألف دولار طالما أن السباق نحو التميز والاختلاف قد بدأ.
يقول علي بن نخي صاحب أحد المحلات في مجمع الصالحية للعربية نت: إن أغلى قطع الخام الدشداشة الموجودة في المحل, تصل إلى 24 ألف دينار كويتي 75 ألف دولار أمريكي, بواقع 8 آلاف دينار كويتي للمتر الواحد. مؤكدا أن القيمة في القماش تعتمد على النقاوة, فالقماش كلما كان نقيا يرتفع ثمنه, وإن أضفت له الحرير أو الذهب أو الألماس, فإن هذا يقلل من سعره.
يذكر أن من زبائنه شخصيات رسمية وتجار ومطربون, وفي الغالب هم لا يسألون عن السعر, لأن اهتمامهم فقط يكمن في طلب التميز من دون الالتفات إلى القيمة الشرائية. بعضهم يطلب ثلاثة أمتار ونصفا في القطعة الواحدة وبعضهم الآخر يطلب 5 أمتار للدشداشة الواحدة.
ويردف : بعت لأحد رؤساء الدول العربية المتر ب¯ 1400 دينار كويتي, لكنه لم يكشف عن هوية هذا الرئيس. ويردف: بحكم تعاملي وخبرتي في العمل أكتشف أن هناك بعض الأشخاص يرتدون الدشداشة مرة واحدة لاسيما الصيفية منها, وعلل السبب في ذلك قائلا: هم يملكون المال, وهذا يكفي. ولقد بعت مؤخرا لإحدى الشخصيات قطعا من القماش يصل سعر المتر فيها إلى 4 آلاف دينار, وقد اشترط هذا الشخص عدم الكشف عن هويته, فهو يبحث عن التميز وكل ما هو جميل ومميز, الخليجيون بطبعهم يريدون التميز وأن يرتدوا قماشا لم يسبقهم أحد إليه أو أنه غير مكرر.
وحول كيفية توصيل بضاعته لزبائنه, يقول: إنه يعتمد على أمرين فإما عن طريق إرسالها مع أحد الموظفين في المحل إلى الجهة التي طلبتها أو عن طريق ال¯ DHL.
ويختتم بن نخي قائلا: إن محله هو الوحيد في الكويت المتخصص في بيع الأقمشة ال¯ VIP والراقية جدا, زبائني في الواقع من رؤساء دول الخليج وشخصيات مرموقة, وإن اشترى أحدهم من قماش معين فهذا يعني أن المسطرة تبعد عن أنظار الزبائن الآخرين فهذا شرطهم الرئيسي, ونحن نقدره.
وفي مكان ليس ببعيد عن محل بن نخي, وفي مجمع الصالحية أيضا, يوجد محل آخر يحمل عنوان الأمراء, التقت العربية.نت فيه محمد عبدالرؤوف بلتاجي وهو سوري يعمل في هذه المهنة منذ 47 عاما, وقد احتل محله هذا الجزء من الصالحية منذ 28 عاما, ويقول: منذ الثمانينيات من القرن الماضي اعتدنا أن نجلب أجود النوعيات من الأقمشة لزبائننا, فضلا عن توفير أقمشة لأكثر من 15 ماركة عالمية. ويعرف زبائنه بأنهم من الشخصيات السياسية والاقتصادية المرموقة, سواء من الكويت أو خارجها, مؤكدا أنهم - أي الزبائن - يركزون على الجودة,أما بالنسبة إلى أعلى سعر لقطعة قماش في محله, فيقول: لدينا قطعة ب¯ 9 آلاف دينار, وتتكون من 3 أمتار ونصف المتر.