زاد الاردن الاخباري -
اعتبرت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية أنه في حال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على “داعش” فإنه لن يكون نهاية القصة؛ لأن التنظيم “متجذر” في التطرف والمعارضة للأنظمة التي يعتبرها “مرتدة” في العالم، ومحارب للدول الغربية، ما يجعله أبعد ما يكون عن الهزيمة.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الأحد: “تنظيم داعش فكرة خبيثة ومتعصبة، وهو قوة قتال شريرة، وفكرة متأصلة في الأصولية الدينية المتطرفة والمعارضة العنيفة للأنظمة المرتدة في العالم الإسلامي، والقوى الغربية”.
وتوقعت الصحيفة أن يعلن ترامب هذا الأسبوع هزيمة “داعش” وفكرة “الخلافة” في كل من العراق وسوريا، ليكون ذلك المرة الثانية التي يعلن فيها النصر على هذا التنظيم، في محاولة منه لنسبة هذا النجاح إليه وإن كان محدوداً.
فقد سبق أن أعلن هزيمة “داعش” في ديسمبر وناقض به رؤوساء المخابرات في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والآن يعود ترامب مجدداً ليعلن الانتصار على التنظيم في محاولة على ما يبدو لنسبة هذا النجاح له وإن كان محدوداً.
وترى الصحيفة أن الأراضي التي سبق احتلالها من “داعش” في العراق وسوريا عام 2014، والتي كانت تعادل حجم بريطانيا بأكملها، تضاءلت بشكل كبير ولم يبق لهم سوى قرية أو قريتين محاصرتين في جنوب شرق سوريا.
ونقلت الصحيفة عن تقارير أن مقاتلي التنظيم وعائلاتهم يسلمون أنفسهم للمليشيات الكردية والعربية المدعومة من الغرب، إضافة إلى نقلها لتقارير تفيد بوجود محاولة اغتيال تعرض لها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وتنقل الصحيفة حديثاً سابقاً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حين أثارت هذه القصة سابقاً، عندما قالت إنه تم طرد ما يسمى بالدولة الإسلامية خارج أراضيها ولكن “هذا للأسف لا يعني أنها اختفت، فهي تتحول إلى قوة حرب غير متكافئة وهذا بالطبع يشكل تهديداً”.
وتقول الصحيفة إن ما كانت تقصده ميركلهو أن “داعش وما يمثله ما يزال قادراً على التأثير واستقطاب المتدينين حول العالم، بغض النظر عن فقدانه لقاعدته المركزية، ففروع التنظيم ما زالت متورطة في العديد من عمليات التمرد، سواء في نيجيريا أو الصومال وصولاً إلى أفغانستان والفلبين، وأيضاً لديها العديد من الأتباع في أوروبا”.
وبحسب بعض التقديرات التي رصدتها الصحيفة، فإن داعش يقف وراء أكثر من 140 هجوماً إرهابياً في 29 دولة غير العراق وسوريا، منذ العام 2014، ما أدى إلى مقتل 2000 شخص على الأقل.
“داعش”، كما تقول الصحيفة، هو فرع لتنظيم القاعدة الذي يقف وراء هجمات 11 سبتمبر، وما أثارته من حرب عالمية على الإرهاب، كما استخدم جورج بوش هذه العبارة بعد وفترة وجيزة من وقوع تلك الهجمات.
وتستطرد الصحيفة بالقول: “آثار الحرب على الإرهاب مروعة فلقد أدت إلى مقتل نحو نصف مليون شخص، ومع ذلك فإن الحديث عن استئصال الإرهاب، كما توعد بوش، أدى إلى انتشاره، كما أن الانقسامات وانعدام الثقة بين المسلمين والغرب زادت بسبب تلك الحرب”.
وتوضح الصحيفة أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سبق أن أعلن نهاية رسمية للحرب على الإرهاب في 2013، لكنها لم تنهها حيث إنها ما زالت مستمرة في العديد من الجبهات والمسارح وبدرجات متفاوتة، مع ارتباك واضح حول الاستراتيجية والأهداف.
وتشير “الأوبزرفر” إلى أن حديث ترامب حول مغادرة سوريا يتعارض مع توجهات الكونغرس الأمريكي، إضافة إلى أنه يريد الانسحاب من أفغانستان دون تقديمه لأي معلومات إن كانت القوات الأمريكية قد نجحت في تحجيم قوة طالبان والجماعات الجهادية الأخرى.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن “الرئيس ترامب لا يفوت أي فرصة لإضعاف نفوذ إيران، ولكن السؤال الآن هل ستكون طهران هي المكان المناسب لمأساة جديدة لانهاية لها؟”.