زاد الاردن الاخباري -
عبدالله الربيحات- طالب مواطنون يقطنون مدينة العقبة، باعتماد معايير وأسس واضحة، تطبق على كافة المستفيدين من المبادرة الملكية السامية "سكن كريم لعيش كريم"/ موقع الشامية في العقبة، لافتين إلى وقوع "تجاوزات" في توزيع سكن الموقع، فيما نفى وزير الأشغال العامة والإسكان محمد عبيدات أن يكون هناك إخلال بالشروط للاستفادة من السكن.
وبين مواطنون من العقبة التقتهم "الغد" أن "أغلب المستفيدين لم يسكنوا العقبة على الإطلاق، إضافة إلى أن هناك مستفيدين أعلنت أسماؤهم ضمن المشروع، تم تنسيبهم للحصول على شقق فيه عن طريق الواسطات".
"ولا يتجاوز عدد المستفيدين من إسكان الشامية في العقبة من المحافظة نفسها سوى
5 %، في حين كان النصيب الأكبر لتوزيع الشقق من نصيب أصحاب الدخول المرتفعة ومستفيدين من محافظات أخرى، وعاملين في مؤسسات رسمية مختلفة"، بحسب مصدر مطلع في المؤسسة العامة للاسكان والتطوير الحضري.
ويقول المواطن محمد الرياطي من العقبة إن "هناك تجاوزات وظلما واضحا في توزيع سكن الشامية، إذ إن أغلب المستفيدين لم يسكنوا العقبة على الإطلاق واستفادوا من علاقاتهم للحصول على شقة في المشروع"، مشيرا إلى أن "أشخاصا يتنظرون بفارغ الصبر، الحصول على شقة من المشروع، بيد أن الواسطات والمحسوبية حرمتهم من ذلك، رغم حاجتهم الملحّة للسكن".
ويين المواطن عبدالله محمد من العقبة أن سكن الشامية "سيسهم بتخفيف حدة الأزمة الإسكانية في المدينة، بخاصة في قطاع الموظفين والعاملين، وفي ظل ما تشهده من أزمة اسكانية، انعكست آثارها سلبا على النواحي الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، وظهرت في ارتفاع ايجارات المساكن على نحو غير مسبوق". وأضاف "إنني مستأجر في العقبة منذ أكثر من خمس سنوات، وتقدمت بطلب للمؤسسة للحصول على شقة في المشروع، لكنني فوجئت بأن اسمي لم يكن موجودا في كشوفات المستفيدين منه"، لافتا إلى أن "الواسطات والمحسوبية، هي من يتحكم بمصيرنا للحصول على سكن"، معتبرا أن ذلك "غير عادل".
بدوره، يسكن المواطن عدنان الخلايلة بيتا مستأجرا في المدينة بأجرة شهرية تصل إلى 250 دينارا، بينما يصل راتبه التقاعدي إلى 225 دينارا، ولعدم قدرته على تلبية إيجار بيته، فإنه يتطلع للحصول على شقة في المشروع، لكنه يصف توزيع الشقق فيه بـ"الظالم"، مبينا أن القائمين على هذه المبادرة "أفرغوها من مضمونها، بحيث جرى توزيع شقق سكن الشامية بطريقة لا تتماشى مع المبادرة".
وقال إن "ذلك أضر بالمواطنين القاطنين في شقق وبيوت مستأجرة في المدينة منذ ثلاثين عاما وأكثر"، فأغلبهم من ذوي الدخل المحدود، مشيرا إلى أن اصحاب دخول مرتفعة يقيمون خارج العقبة وعددا من العاملين في مؤسسات عامة "كان لهم النصيب الأكبر في شقق السكن"، موضحا أن هؤلاء "حصلوا على ما كان يجب ان نحصل عليه ليخفف معاناتنا، ولم يراعوا حقوقنا كمواطنين مقيمين في المدينة".
وبنبرة أسى، قال الخلايلة في مثل هذا الوضع "سرعان ما ذهبت أحلامي سرابا، وتبخرت أمنياتي، فحرمت من الحصول على شقة، بحجة أن عمري 53 عاما وأن دخلي لم يساعدني على الدخول في قائمة المستفيدين" .
المواطن علي الشبول الذي يقطن العقبة، قال إنه تقدم بطلب للاستفادة من مشاريع المبادرة في المدينة، وبرغم "فرحتنا كأصحاب دخول متدنية بها، إلا أنه ومع الأسف تم استبعادي من الحصول على شقة فيها".
من جهته، نفى الوزير عبيدات أن يكون هناك إخلال بالشروط للاستفادة من سكن الشامية، مؤكدا أنه يتم تطبيق شروط الاستفادة منه بشكل قانوني، لافتا الى أن هناك شروطا تأهيلية لقبول المستفيدين منها، تدخل فيها متغيرات مثل صافي الدخل الشهري والحالة الاجتماعية والوظيفية.
وبين عبيدات أن هناك معادلتين، واحدة للدخل وأخرى للاستقرار الاجتماعي، بحيث يوجد برنامج حاسوبي شفاف لهذه الغاية ويعلن للمستفيدين بشفافية وفق نقاط تأهيلية، وحسب أعداد الشقق، والفرص مفتوحة للمواطنين الأردنيين الذين تتوافر فيهم شروط الاستفادة من المبادرة، وهي: أن يكون المستفيد أردني الجنسية وعمره فوق 18 عاما، ولا يمتلك سكنا في المحافظات التي فيها الشقق، ولم يستفد سابقا من مشاريع المؤسسة.
وقال عبيدات لـ"الغد" إن "هذه المعايير والأسس والشروط، تطبق على كافة مواقع المبادرة، بيد أن موقع الشامية في العقبة، وكون منطقة العقبة جاذبة، وبهدف تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بايجاد سكن للمواطنين ذوي الدخل المحدود ممن هم داخل منطقة العقبة فقط".
وأضاف أنه تم التوسع في الحصة الممنوحة لأهل العقبة لغايات أن يكونوا أكثر الناس استحقاقا لها، بحيث كان لموقع الشامية شروط إضافية، فأعطيت كوتا خاصة لأهل العقبة، ولم يتم إعطاء ذلك لأي موقع آخر، وتم أيضا استثناء المؤهلين من الأسرة الواحدة، بما لا يزيد على واحد منها، ونتيجة لهذه المعادلة فقد تم تأهيل المستفيدين".
ولفت الى أن عدد المستفيدين من أهل العقبة من الشقق "بلغ 76% وبلغ عدد المؤهلين من المقيمين من المحافظة 462 مؤهلا من أصل 677 شقة، وتم ايضا إضافة الكودة الخاصة لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بواقع 56 شقة، لغاية نقل أهل منطقة الشلالة إلى موقع الشامية، لتصبح نسبة المستفيدين المقيمين في العقبة 76،5% من إجمالي الشقق، وبهذا تكون هذه النسبة العظمى للمستفيدين من المبادرة، وهي اكبر نسبة تمنح لأبناء المحافظة في مواقع المبادرة نتيجة خصوصية منطقة العقبة".
وأشار عبيدات إلى أن هنالك فرصة أخرى أيضا في المرحلة الثانية للذين لم يستفيدوا من المرحلة الأولى في بداية شهر شباط (فبراير) المقبل، للاستفادة من 406 شقق.
يذكر أن موقع سكن الشامية بالعقبة من أكبر مشاريع المبادرة إذ يشتمل على 1083 شقة سوقت منها 677 في المرحلة الأولى، كما تحوي شققا بنموذجين مساحة كل منها تتراوح بين 110 أمتار مربعة و124 مترا مربعا، وتتراوح أثمانها بين 24 ألف دينار إلى 29 ألف دينار وبأقساط شهرية تتراوح بين 140 دينارا إلى 158 دينارا.
الغد