بيان صادر عن الحزب الشيوعي الأردني حول مسيرات الجمعة الشعبية

زاد الاردن الاخباري -

بادرت فروع عدد من أحزاب المعارضة الوطنية، بما فيها حزبنا الشيوعي في مدينة الكرك، وفعاليات شعبية في عمان والبقعة ولواء ذيبان الى تنظيم مسيرات جماهيرية لمطالبة الحكومة باتخاذ اجراءات اضافية ملموسة، عاجلة وفعالة تلجم هذا التدهور المريع في مستوى معيشة شرائح وفئات اجتماعية آخذة في الاتساع المضطرد جراء الارتفاعات المتلاحقة في أسعار المواد الغذائية الضرورية وسلع الاستهلاك الشعبي الواسع، وفي مقدمتها المشتقات النفطية.

وقد رفع المشاركون في هذه المسيرات شعارات نددت بمواصلة السلطات الحكومية اعتماد سياسات اقتصاد السوق والليبرالية الاقتصادية والخصخصة والانصياع لاملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين بالانسحاب كلية من الحياة الاقتصادية والافساح في المجال للقطاع الخاص المحلي والأجنبي وطواغيت المال الأجانب واحتكاراتهم الدولية بالحلول مكانها مما مكنهم من نهب ثروة البلاد الوطنية، وإفقاد آلاف العمال والفنيين الأردنيين المهرة  فرص عمل باتت شحيحة، وحرمان خزينة الدولة من مداخيل ليست قليلة,

واكد المشاركون في المسيرات على أن نقطة الانطلاق لتجاوز المأزق الذي وصلت اليه البلاد يتمثل في تشكيل حكومة تحظى بثقة أوسع الجماهير الشعبية وأحزابها الوطنية ومنظماتها الجماهيرية الديمقراطية والشخصيات الوطنية تأخذ على عاتقها إحداث الانعطافة المطلوبة في النهج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدولة الأردنية، تعطي الأولوية لتنمية القطاعات الاقتصادية المنتجة المدرة للدخل والمشغلة للأيدي العاملة، تشن حملة لا هوادة فيها، منظمة ومستدامة ضد مؤسسة الفساد بكافة أشكاله ورموزه الذين يكتنزون دون وجه حق وعلى حساب الاقتصاد الوطني الثروات الطائلة التي كان يفترض أن توجه وتستثمر بما يلبي احتياجات الناس في التعليم والطبابة والرعاية الاجتماعية وزيادة فرص العمل، وبما يمكن بلدنا وشعبنا من مجابهة التحديات التي تفرضها عليه سياسات الرأسمالية الكونية المتوحشة، تسترشد ولو نسبيا بمبدأ العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لنتاج عمل ونشاط العاملين بسواعدهم وأدمغتهم.

إن حزبنا، من موقع الشريك في الحياة السياسية، والمشارك في النضال الجماهيري بكافة أشكاله، إذ يشيد بهذه المبادرات الشعبية التي تعبر عن تمسك شعبنا بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية، وتجسد حقه في حرية التعبير بكافة الأشكال التي يكفلها الدستور وحرية التجمع بما فيها حق التظاهر والاعتصام والاضراب، يتوقف بقلق عند ما حصل في بداية انطلاق مسيرة الكرك، حيث حاولت بعض العناصر المشبوهة اعاقة مسار المسيرة واعتدت بالضرب على عدد من الشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية المنظمة للمسيرة ومنعت وسائل الاعلام من أداء رسالتها والقيام بمهمتها بتغطية الفعالية الجماهيرية ونقل صورة صادقة وحقيقية عنها.

لقد حاولت هذه العناصر المشبوهة أن تتولى وظيفة القمع والتنكيل التي آثرت الأجهزة المختصة عدم الزج بنفسها والتدخل بما ينتهك ويعطل الحق الدستوري للمواطنين.

لقد فوّت المنظمون للمسيرة بوعيهم وحرصهم على تحقيق الهدف الأساسي من المسيرة على هذه العناصر المشبوهة فرصة افتعال مشكلة لا تحمد عقباها،

فتحية لجماهير الكرك وعمّان وذيبان وغيرها من المواقع التي شهدت فعاليات احتجاجية، وتحية للمنظمين الذين أكدوا حرصهم على تنظيم تحرك مطلبي ذي طابع سياسي دون أدنى تعرض للممتلكات الخاصة والعامة أو التسبب بأي أذى للمواطنين وسلامتهم، الأمر الذي يؤكد الطابع السلمي للمسيرات الشعبية ويظهر الحس الوطني والرقي الحضاري الذي يتمتع به المنظمون للفعاليات.

وبهذه المناسبة يهيب حزبنا بأعضائه وانصاره وجميع المواطنين الى المشاركة الواسعة في اعتصام عصر اليوم الأحد الموافق 17/1/20110الساعة 4 أمام مجلس النواب لمطالبة نواب الشعب الوفاء بالتزاماتهم والقيام بدورهم في ثني الحكومة عن مواصلة السير في هذا النهج الاقتصادي المدمر واجبارها على اتخاذ مزيد من الاجراءات التي تلجم موجات الغلاء المتلاحقة وتعتمد اصلاحات سياسية وديمقراطية طال انتظارها وحان تطبيقها.

 

 عمان في 15/01/2011

 

المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني