زاد الاردن الاخباري -
أحمد الرواشدة- بدأت ظاهرة الكتابة على الجدران المطلة على الشوارع والأماكن العامة والأعمدة وإشارات السلامة العامة، تشهد انتشارا كبيراً في كافة أنحاء محافظة العقبة، متخذة أساليب متعددة.
ويذهب سكان في المدينة إلى أنّ ذلك أدّى إلى تشويه الصورة العامة للكثير من المناطق في ظلّ عدم وجود رقابة فعلية، وقوانين رادعة تحدّ من انتشارها.
ومن أبرز أسباب انتشار الظاهرة الإعلانات التجارية وحب العبث واكتساب الشهرة، وفق سكان فوجئوا بوجود كتابات على جدارن منازلهم وممتلكاتهم العقارية المختلفة، إضافة إلى الإشارات الضوئية.
ويعزو رشيد عبدالرحمن (28 عاماً) انتشار تلك الكتابات في شوارع المدينة إلى عدم وجود رقابة فعلية على الأماكن العامة، ما حدا بأصحاب تلك العبارات إلى تكرارها في الكثير من المناطق والأحياء. ويرى أنّ انتشارها ساهم في وجود ظاهرة بيئية غير لائقة، انعكست سلباً على الصورة الجمالية للمدينة البحرية، إضافة إلى إلحاقها الضرر بالممتلكات العامة والخاصة، مبيّنا أنّ عملية إزالة الكتابات صعبة.
يحيى، وهو أحد أصحاب الشقق الذي كتب في أماكن متعددة (شقق للإيجار مع رقم هاتفه) يجد أنّها طريقة وفرت لأصحاب المهن والأعمال والشقق السكنية وغيرهم من مقدمي الخدمات فرصة مجانية وذهبية وسهلة لنشر إعلانات تجارية تدوم لسنوات طويلة. ويقر يحيى في المقابل بسلبية الظاهرة وما ينتج عنها من أضرار متعددة، محملاً الجهات الرسمية مسؤولية انتشارها.
ويضيف: "منذ أكثر من عشرة أعوام أقوم بذلك الفعل من دون أن يقف أحد في وجهي ولم تتصل أيّ من الجهات المسؤولة مع أن رقم هاتفي يملأ أكثر من ثلاث محافظات".
وأعرب المواطن جهاد الهباهبة (46 عاماً) عن أسفه من انتشار ذلك النوع من الظواهر السلبية في المجتمع، والتي أدّت برأيه إلى تشويه أسوار بيته من جهاته الأربع. ويقول "لم أفكر بصيانة أو دهان الجدران لأنها ستعود لتمتلئ من جديد بهذا النوع من الجرائم التي يكون فيها الجاني مجهولا". ويدعو الجهات المختصّة إلى ضرورة العمل على منع هذه الظاهرة التي تظهر وبشكل كبير في فصل الخريف والربيع حيث تعد بيئة خصبة لانتشار الكتابات مع أهمية العمل على اتخاذ العقوبات الكافية بحق فاعليها للحد منها.
ظاهرة الكتابة على الجدران امتدت إلى المواقع والأماكن الأثرية والسياحية التي تنتشر في أنحاء متعددة من العقبة لم تسلم هي الأخرى من الأيدي العابثة التي شوهت مظهرها وملأتها بالكتابات والرسومات المختلفة، حتى باتت "دفاتر ذكريات يخلد فيها الزوار ذكرى زيارتهم باليوم والتاريخ".
ناصر (28 عاماً) أحد الذين خلدوا ذكرياتهم على أسوار قلعة العقبة الأثرية في قلب ساحة الثورة العربية، يقر بخطئه وخطورة ما قام به، ويعد دافع الذكرى هو الذي حدا به إلى كتابة اسمه وتاريخ زيارته على أسوار القلعة. ويقول: "من الجميل أن تعود للمكان بعد سنين وتجد ذكراك فيها، مع أنني أندم على فعلي وأنصح الآخرين أن لا يقوموا به".
المواطن محمد الرواد يذهب إلى أنّ العديد من اللوحات الإشارية والسلامة العامة امتلأت بإعلانات تجارية خاصة للشقق المفروشة في العقبة، مع أرقام هواتف غالباً ما تكون غير صحيحة ومبالغا فيها.
وتؤكد مصادر في مفوضية العقبة الاقتصادية الخاصة وجود رقابة فعلية على من يضع إعلانات تجارية في الأماكن العامة، حيث يقوم مركز خدمات المدينة التابع لمفوضية العقبة بإزالتها وطمسها أولاً بأول.
وأوضحت المصادر أنّ "المخالف قد يحوّل إلى الجهات المعنية لكتابة تعهد عليه لضمان عدم تكرار ذلك".
الغد