زاد الاردن الاخباري -
خاص - نريد رئيس حكومة جاع كثيراً وشعر بالظلم الشديد وقضى طفولته يبيع "الكلينكس" على إشارات المرور، رئيساً لم يكن أحد من عائلته قد تقلد منصباً من قبل، ولن يستخدم منصبه ليجعل كل أصدقاءه وأقاربه وجيرانه مسؤولين، رئيساً درس في المدراس الحكومية، يعلم عن معاناتها وعن اوضاع معلميها الصعبة وعن مناهج أبناءها "الغريبة" وعن طلابها الذين يتقاسمون "الشلن" لشراء سندويشة فلافل.
نريد رئيساً زار جميع محافظات الأردن وقراها من خلال "الباص والسرفيس" وركب في صندوق "بكم" أحد المزارعين وتجول بين حبات البندورة "الخربانة" التي أكلها "الدود"، وسهر لياليه مع الرعاة وفي حظائرهم، وجلس مع عائلاتهم حول "قلاية" البندورة "الخربانة" يتقاسمون لقمة الخبز.
نريد رئيساً لم يدرس خارج البلاد ولم يحصل على مقعد جاهز في الجامعة أو على منحة لرسوم دراسته بل كان يضطر للعمل في عدة وظائف ليؤمن أقساط الدراسة، ويعرف الجامعات ومعاناة الطلبة ومشاكلهم والأسباب التي يتقاتلون من أجلها، فكان جزءا منهم يتقاسم معهم المحاضر والكراريس.
نريد رئيساً لم يجد الوظيفة بإنتظاره بعد التخرج مباشرة، ولم يجد أي شيء معد له سلفاً، بل وقف ساعات طويلة على بوابة ديوان الخدمة المدنية، ثم تعرض لأن يأخذ أحد دوره مرات ومرات، وحين تم قبوله في الوظيفة الأولى وجد أن الواسطات والمحسوبيات هي الأولى والأساس، ورأى بأم عينه أن المواطن الذي ليس له واسطة يضيع حقه، فاعترض وطاردوه، فهرب إلى القطاع الخاص، ونقش في الصخر حتى يصنع نفسه ويحصل على راتبه الأول الذي تقاسمه أبناء عائلته ولم يبق له منه شيء.
نريد رئيساً يعرف جشع التجار، الذين لا يهمهم المواطن ولا غلاء الأسعار وكل ما يهمهم رصيدهم في البنك وارتفاع عدد بناياتهم وأدوارهم، ويعرف الذين يحبون الوطن ويعرف الذين يتآمرون عليه، ويدرك اللعبة التي تلعبها قوى الضغط والمال والسياسة، فيتغلب عليهم جميعا بحنكة وذكاء واقتدار.
نريد رئيساً يحبه الناس وتكرهه النخب السياسية والمالية، سليط على الفاسدين، شديد على المتنفعين رؤوف بالفقراء والمساكين، نريد أن يتحول الشعب ليهتف له لا ضده ويبغضه الأغنياء وتلعنه العصابات واللوبيات ويخططون لإقصاءه أو إغتياله، فيحميه الشعب ويركضون له يقسمون أن ينام في بيوتهم.
نريد رئيساً لديه برامج تصحيح جديدة، نافعة وعملية، مؤكدة النتائج، لا برامج عفا عليها الزمن، لم تعمل منذ عشرين عاما ويريدونها أن تعمل اليوم.
نريد رئيساً منا ، مثلنا، يتوجع لأوجاعنا ويحزن لأحزاننا..
نريده جريئاً وشجاعاً أن يرحل أو يستقيل إذا شعر بأنه ليس قادراً على المضي بنا نحو تجاوز التحديات والصعاب وضعف الموارد والإمكانيات.
نريد رئيسا يحبنا ويحب الوطن والملك بحق.