الأب غامبيتي: الملك "عبد الله ابن الحسين " كرس نفسه لتعزيز حقوق الانسان والوئام بين الأديان
الأب غامبيتي: الملك "عبد الله ابن الحسين " كرس نفسه لتعزيز حقوق الانسان والوئام بين الأديان
زاد الاردن الاخباري -
رحب الأب ماورو غامبيتي حارس دير أسيزي، بجلالة الملك وجلالة الملكة، وأشاد بجهود جلالته في تعزيز الحوار بين الأديان والسعي نحو تحقيق السلام، وقال "جلالة الملك الذي كرس نفسه لتعزيز حقوق الانسان والوئام بين الأديان الملتزم بإصلاح التعليم وحماية الحرية الدينية، الملتزم ايضا وبشدة بتوفير ملاذ امن لملايين اللاجئين. شكرا صاحب الجلالة وشكرا للأردن".
وأضاف "يشرفنا ان نرحب بكم وبالملكة في منزل الاخ فرانسيس وأن نولي جلالتكم مصباح السلام".
وقال الأب غامبيتي "لقد تأثرنا بتوجيهاتكم المنيرة ومبادراتكم الكريمة. نحن نعلم ايضا أنكم عملتم من اجل السلام وتعزيز الحوار في العالم الإسلامي وتقديم المقاربات الفكرية، وقد اوضحت لنا وقبل كل شيء أن المسلم يجب ان يطبق ما جاء في الحديث الشريف (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)".
وقال "نتذكر ايضا ما جاء في خطابكم أمام البرلمان الأوروبي عام 2015 أن المسلم الحقيقي يتعلم دائما احترام ورعاية الآخرين وأشياء الاخرين واحترام البيئة".
وأضاف "التحية التي تستمدها من إيمانك بالله هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا يعني ان يبارك الله في الاخرين بالسلام، وهذا يتفق تماما بما يستمده فرانسيس الأسيزي من الانجيل. شكرا صاحب الجلالة، شكرا لكم أيضا على ما تنشروه من قيم وصيتي حب الله وحب الجار".
وتابع قائلا "شكرا لكم على محاولتكم ومنذ عام 2007، على خلق هدف مشترك بيننا وبينكم، هذا ما رواه البابا فرانسيس وإمام الازهر الأكبر احمد الطيب، وذلك من خلال التوقيع على مذكرة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك".
وأضاف "نشكركم أيضا على الضرورة الاخلاقية المتمثلة في تعزيز وفهم قيم السلام المتأصلة في جميع الأديان ولفت انتباه ممثلي الأمم المتحدة إلى ضرورة ان يعمل جميع الناس من ذوي النوايا الحسنة على العمل معا لنشر التعايش السلمي والانسجام من أجل حب الخير وحب الآخرين".
ووجه الأب الشكر لجلالة الملك على رعاية الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، وقال "هنا أود أن أذكر موقع معمودية المسيح عليه السلام، الذي يقع في وادي الاردن شمال البحر الميت، والذي قام بزيارته ايضا البابا فرانسيس عام 2014، والمعروف الآن كموقع للتراث العالمي".
وقال "في هذا العام ونحن نقدم لكم مصباح السلام، نود ذكر اللقاءات المفيدة والمشرقة التي حدثت في تاريخ البشرية، وأن نظهر ونجسد الحب والخير الذي يعطيه الله لنا، ولهذا السبب نضع بين أيديكم حلم الاخوة العالمية الذي ومع ضيوفنا اللامعين، نطلب أن تواصلوا جهودكم في الامم المتحدة. نحن على يقين ان يوما ما سوف ينتصر السلام وحسن النية، شكرا على التزامكم، وبارك الله فيكم".
وفي كلمتها، أشادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمتها بجهود جلالة الملك بتعزيز السلام والوئام، وبدور الأردن في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
وقالت إن الأزمة في سوريا تملأ قلوبنا بالذعر بعد سنوات تخللها الموت والدمار، وحين هرب مئات الألاف من العنف لم يتجاهل الأردن معاناة هؤلاء اللاجئين.
وبينت أنه عند مقارنة أرقام اللاجئين الذين يستضيفهم الأردن، فهذا يعني قيام ألمانيا باستضافة ما يوازي خمسة ملايين وسبعمئة ألف لاجئ، أو قيام إيطاليا باستضافة أربعة ملايين لاجئ.
وأضافت "نحن الأوروبيون يجب علينا أن نتذكر ما قام به الأردن والملك تجاه اللاجئين وعلينا أن نقدم للأردن كل الاحترام وأن نتضامن معه ونقف إلى جانبه ونقدم له المساعدة".
وشددت المستشارة الألمانية على أهمية تكثيف العمل من أجل إحياء العملية السياسية في سوريا، ومساعدة اللاجئين السوريين على العودة إلى بلدهم.
وقالت المستشارة الألمانية مخاطبة جلالة الملك "جلالتكم، إن الرسالة التي أظهرتموها لرعاية الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة مهمة للغاية، وكانت رسالة كلمة سواء بيننا وبينكم التي أطلقتموها في العام 2007 والتي وقعها ألف وثلاثمائة وأربعون باحث إسلامي ومسيحي حدث نادر في تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية على مدار ألف وأربعمائة عام وأكثر".
وأشادت بمبادرة جلالة الملك التي طرحها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأسيس أسبوع الوئام بين الأديان، الذي يتم الاحتفال بها في شهر شباط من كل عام.
وقالت "إنكم يا جلالة الملك تعززون التفاهم والأمل وتعملون من أجل السلام، وأنتم قدوة للآخرين ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع. أنت قائد عالمي للسلام وهذا لقب يمنح لك اليوم ويعكس عملكم وإيمانكم به".
وأكدت أن الأردن قد أثبت أنه ركيزة للسلام في الشرق الأوسط، واستطاع أن يحافظ على أمنه واستقراره، مشيدة بجهود جلالة الملك من أجل تحقيق السلام والدفع بالعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.
يشار إلى جائزة مصباح السلام (مصباح القديس فرنسيس) التي تأسست عام 1981، بحسب القائمين عليها، تمنح لشخصيات عالمية تقديراً لجهودهم في تعزيز السلام والعيش المشترك.
وقد نال الجائزة العديد من القادة السياسيين والدينيين، كان أبرزهم الرئيس البولندي السابق ليخ فاونسا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس كولومبيا السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام خوان مانويل سانتوس، والبابا فرانسيس، والبابا يوحنا بولص الثاني، والدالاي لاما، والأم تيريزا.