زاد الاردن الاخباري -
فشل المؤتمر الدولي الذي استضافته كندا لمساعدة هايتي على تجاوز كارثة الزلزال، في التوصل لاتفاق على حلول واضحة لإعادة الإعمار بسبب الاختلاف على آلية وكيفية تقديم المساعدات والمنح المالية المطلوبة.
فقد أكد المشاركون في مؤتمر مونتريال لإعادة إعمار هايتي ضرورة أن تتولى الحكومة الهايتية دفة القيادة على طريق التعافي من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في الثاني عشر من الشهر الجاري.
بيد أن الاجتماع الذي انتهى دون التوصل إلى اتفاق واضح بشأن هايتي قرر عقد اجتماع تستضيفه الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك أواخر مارس/آذار المقبل سيخصص لتحديد التزامات وتعهدات الدول المانحة.
وفي هذا الخصوص، قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر إن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل إعادة إعمار البلد المنكوب الذي أكد رئيس وزرائه جان ماكس بيليريف أن الحكومة لا تزال قادرة على ممارسة مهامها على الرغم من الصعوبات التي تواجهها في ظل الدمار الشامل الذي خلفه الزلزال.
ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية، أوضح بيليريف للمشاركين في مؤتمر مونتريال أن الحكومة قادرة ومؤهلة لتولي دور القيادة من أجل إعادة البلاد إلى ميدان التنمية لكن الأمر -بحسب رأيه- يبقى بحاجة لدعم المجتمع الدولي، داعيا إلى ضخ المزيد من المساعدات إلى هذا البلد الذي كان -حتى قبل تعرضه للزلزال- ولا يزال أحد أفقر دول العالم.
ولفت رئيس الوزراء الهايتي انتباه المشاركين إلى حاجة بلاده إلى التزام دولي واضح لمدة عشر سنوات على الأقل من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها.
من جانبها ارتأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ضرورة تقييم الأوضاع الميدانية ومن ثم التخطيط الجيد لتقديم الحلول المناسبة قبل طرح التعهدات من قبل الدول المانحة.
وفي هذا السياق، طالب وزير الخارجية الكندي لورانس كانن بتوضيح بعض القضايا الأساسية المرتبطة بإستراتيجية إعادة الإعمار ومنها على سبيل المثال تحديد ما إذا كانت عمليات إعادة الإعمار ستتم في نفس الموقع الذي توجد فيه العاصمة بور أو برنس.
يشار إلى أن السلطات الهايتية أعلنت الأسبوع الجاري عزمها على نقل الدفعة الأولى من 100 ألف ناج من الزلزال إلى قرية من الخيام في منطقة كروا دو بوتيك الواقعة إلى الشرق من العاصمة.
وفيما يتصل بهذه النقطة تحديدا، أشارت مصادر متخصصة في الهزات الأرضية إلى أن توالي الهزات الارتدادية على العاصمة بور أو برنس يستدعي ضرورة إعادة بناء العاصمة في موقع آمن جيولوجيا بعيدا عن الفوالق الانهدامية.
من جانبه شدد مسؤول في صندوق النقد الدولي -شارك في اجتماع مونتريال- على أولوية إعادة فتح المحال والمصالح التجارية والتشجيع على تقديم القروض، مع الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الهايتي قدم توصيفا للوضع الاقتصادي في البلاد بقوله إن بلاده فقدت 60% من ناتج دخلها القومي في الكارثة.
كما طرح المؤتمر مقترحات أخرى منها التوصل لاتفاق لشطب الديون الخارجية لهايتي أو مساعدتها على دفع الديون.
وشاركت في المؤتمر -الذي تم الإعداد له على عجل- الولايات المتحدة وفرنسا والبيرو والبرازيل وتشيلي والمكسيك وكوستاريكا وإسبانيا وجمهورية الدومينيكان وجامايكا واليابان، في حين رفضت دول أخرى مثل فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا المشاركة احتجاجا على الوجود العسكري الأميركي في هايتي
المصدر:وكالات