زاد الاردن الاخباري -
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف حرصهما على مأسسة آليات عمل فاعلة لتعزيز التعاون المتنامي بين البلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وعلى استمرار التعاون من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وقال جلالته في تصريحات صحفية سبقت لقاء ثنائيا بين الزعيمين اليوم الاربعاء، إنه يعتز بالمستوى المتقدم للعلاقات الأردنية الروسية والتي أرساها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وازدادت متانة وتنوعا من خلال التواصل المستمر بين جلالته والقادة الروس.
وشدد جلالته على أهمية الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان لهذا الدور أهمية كبيرة في بناء استقرار المنطقة.
وثمن جلالته الدور الروسي الكبير في الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة، والدعم القوي الذي تقدمه روسيا بهدف الوصول إلى حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال جلالته، الذي رحب بالرئيس الروسي في الأردن صديقا عزيزا، "إن الأردن سيستمر في العمل مع روسيا، وسنبقى نرحب بالدور الروسي الفاعل والمركزي لتحقيق الاستقرار في المنطقة واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بما يؤدي إلى حل الدولتين".
واضاف جلالته "نحن مرتاحون لمستوى العلاقات بيننا، خصوصا في المجالات الاقتصادية، وستتاح لنا اليوم فرصة مناقشة تطوير هذه العلاقات بتفاصيل أكبر، وآمل أن تكون زيارتكم هذه بداية لزيارات عديدة في المستقبل".
من جهته، أعرب الرئيس ميدفيديف عن سعادته بزيارته إلى المملكة.
وقال "إننا نعتبر الأردن بلدا صديقا لنا، ونتطلع قدما لتطوير التعاون الثنائي.. التقينا عدة مرات في روسيا وفي بعض المحافل الدولية، ونعتقد أن هذه اللقاءات تخدم علاقاتنا، تحديدا في مجالات الاقتصاد والعلاقات الإنسانية، مشيرا الى اننا بدأنا منذ يوم أمس، في نقاشات حول هذه المواضيع، وسوف نتابعها اليوم، ونتطلع قدما للتعاون والنتائج البناءة لهذه الزيارة".
وأشار إلى الزيارة التي قام بها أمس للأراضي الفلسطينية، حيث أجرى لقاء مع الرئيس محمود عباس، مؤكدا أن روسيا ستقوم بعمل كل ما هو ممكن لضمان السلام المستدام في الشرق الأوسط، مشددا على أن روسيا ستبقى ملتزمة، كأحد رعاة العملية السلمية، ومدركة للمسؤولية الخاصة التي تتحملها في هذا الصدد.
وأضاف قلت لأصدقائي الفلسطينيين، إن الهدف النهائي هو إقامة دولة عصرية موحدة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
واستهل جلالته الاجتماع الموسع، الذي عقده والرئيس الروسي بحضور المسؤولين من الجانبين، بتثمين الموقف الواضح الذي أكده مدفيديف في دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أريحا أمس.
وبحث جلالته والرئيس الروسي خلال اللقاء الخطوات التي يمكن أن يتخذها البلدان لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النووية، من خلال استثمار روسيا في برنامج الطاقة النووية الأردني، وفي مجالات النقل والمياه والزراعة.
واتفق جلالته والرئيس الروسي على أن يتابع المسؤولون في البلدين العمل على إيجاد الأطر المؤسسية للمضي قدما في مسيرة تعاون أقوى تقود إلى نتائج عملية وتحقق فوائد مشتركة بين البلدين.
وتشمل هذه الآليات العمل على إلغاء الازدواج الضريبي، وإيجاد آلية للتعاون في مجالات الأمن الغذائي والنقل، إضافة إلى اتخاذ خطوات فاعلة لتسريع وتنمية الاستثمار الروسي في الأردن.
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على استمرار التعاون والتنسيق بين وزيري خارجية البلدين من أجل تحقيق تقدم ملموس في الجهود المستهدفة الوصول إلى حل الدولتين على أساس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والتي تعيش بأمن إلى جانب إسرائيل.
وتم على هامش زيارة الرئيس الروسي إلى المملكة، توقيع مذكرتي تفاهم بين البلدين لتنشيط التعاون في مجال الطاقة والتنقيب عن النفط.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، ونائب رئيس الوزراء وزير دولة أيمن الصفدي، ووزير الطاقة والثروة المعدنية سليمان الحافظ، ووزير الخارجية ناصر جودة، ووزير المالية الدكتور محمد أبو حمور، ووزير الزراعة الدكتور تيسير الصمادي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي، رئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الروسي الدكتور جعفر حسان، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان العين عبد الهادي المجالي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن مشعل محمد الزبن، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، والسفير الأردني في موسكو أحمد الحسن، وعدد من المسؤولين.
وحضرها عن الجانب الروسي، وزير الخارجية سيرجي لافروف، ومساعد الرئيس ميدفيديف للتعاون الدولي سيرجي بريخودكو، ووزيرة الزراعة ايلينا سكرينيك، ووزير الطاقة سيرجي شماتكو، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الأعلى للبرلمان ميخائيل مارجيلوف، والسفير الروسي في عمان الكساندر كالوجين، وعدد عدد من المسؤولين الروس.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان ان هذه هي الزيارة الثانية لرئيس روسي للأردن خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرا الى ان هناك عددا كبيرا من مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين لاسيما في مجال الطاقة.
وبين ان الجانب الروسي مهتم بدرجة كبيرة في مجال الطاقة النووية والاستثمار في قطاع الطاقة بشكل عام حيث تم توقيع مذكرات تفاهم مع الجانب الروسي على هامش الزيارة لتعزيز التعاون في هذا المجال.
وأكد ان وزارة التخطيط طرحت مسودة للتعاون الدولي بين الأردن وروسيا في السنوات الثلاث المقبلة في مجالات الطاقة والزراعة ودعم البنية التحتية والمياه والمساعدات الفنية، فيما تم تجديد اتفاقية التعاون العلمية والثقافية مع روسيا للأعوام 2010- 2012 قبل أشهر.
وأضاف الوزير حسان ان هناك اهتماما من القطاعات التجارية في البلدين لتعزيز الروابط بين رجال الأعمال لاسيما وان هناك اهتماما كبيرا من الجانب الروسي في الاستثمار بعدد من المشروعات الكبرى مثل سكة الحديد الوطنية، وسيكون هناك تبادل زيارات في هذا القطاع خلال الفترة المقبلة.
وقال السفير الروسي الكسندر كالوجين ان زيارة الرئيس الروسي للأردن تعد مهمة جدا من ناحية تبادل الآراء حول التطورات في المنطقة، مشيرا الى اننا نعتبر دور الأردن مهما جدا في عملية السلام ولذلك سنتبادل الآراء ونناقش الصعوبات والعقبات التي تواجه عملية السلام حاليا.
وأشار إلى ان الزيارة تحمل بعدا يتعلق بتطوير العلاقات الثنائية التي شهدت تقدما ملموسا في السنوات الماضية خصوصا في مجال تشجيع العلاقة في المجال الإنساني حيث تم افتتاح المركز الروسي لتعليم اللغة الروسية في الجامعة الاردنية.
وأضاف ان وزارتي الطاقة في البلدين وقعتا اليوم مذكرة حول التعاون في مجال الطاقة واتفاقية البرنامج التنفيذي بين البلدين، بحيث يمهد لدخول شركات روسية في مجال استثمارات الطاقة في الأردن.
وقال كالوجين "نعترف أن هناك الكثير من الأعمال التي يمكن القيام بها في المجال الاقتصادي وقطاع الطاقة".
وكان جرى للرئيس الروسي مراسم استقبال رسمي لدى وصوله المكاتب الملكية الخاصة في منطقة الحمر، حيث كان جلالة الملك عبدالله الثاني في مقدمة مستقبلي فخامته.
واستعرض جلالته والرئيس ميدفيديف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلام الوطني الروسي والملكي الأردني.
ويرتبط البلدان باتفاقية تعاون اقتصادي وفني، واتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، كما ترتبط الفعاليات التجارية في البلدين بعلاقات إيجابية، حيث توصلا إلى توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين غرفتي تجارة وصناعة الأردن وغرفة التجارة والصناعة في روسيا الاتحادية، واتفاقية إنشاء مجلس الأعمال الأردني الروسي.
وشهد التبادل التجاري تطورات ملحوظة في السنوات الأربع الماضية، اذ بلغت قيمة المستوردات الاردنية من روسيا 247 مليون دينار في عام 2009 مقابل 11 مليون دينار صادرات.
وبلغت قيمة المستوردات الاردنية من روسيا 156 مليون دينار لنهاية تشرين الثاني من العام الماضي 2010، مقابل صادرات بقيمة 1ر9 مليون دينار.
وتعد الخضراوات والمواد الغذائية وكلوريد الصوديوم وكربونات الكالسيوم والأدوية ومواد التنظيف والورق الصحي ومبيدات الأعشاب والمستحضرات الشخصية أبرز الصادرات الأردنية إلى روسيا، فيما يعد القمح والشعير والأخشاب ومضادات الجراثيم والمركبات العضوية والحديد والصلب والألمنيوم وورق الكتابة والطباعة والأقمشة والسيارات وقطع سيارات جديدة ومستعملة أبرز المستوردات.
وفي مجال السياحة، شهدت السياحة الوافدة من روسيا نشاطا ملحوظا في السنوات الماضية، وبلغ عدد السياح القادمين من روسيا الاتحادية حوالي 70 ألفا في العام الماضي 2010 بنمو نسبته 3ر14 بالمئة مقابل 61 ألف في عام 2009.
بترا