الامير حسن .. يدعو إلى حوار شامل من أجل مواجهة تحدي الظلم الناجم عن الفقر

زاد الاردن الاخباري -

دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى مأسسة عملية موضوعية في إقليم غرب آسيا ترتبط بمفهوم المياه والمقتلعين، من خلال مجلس اقتصادي واجتماعي يلتقي دورياً وينظر في كافة المسائل ذات العلاقة، بأسلوب موضوعي مبني على الخبرات.

وأكد سموه خلال افتتاحه ملتقى "عمّان – كولون الأول حول المياه والطاقة"، صباح اليوم الاثنين ، والذي تنظمه الجامعة الأردنية بالتعاون مع جامعة كولون الألمانية ضرورة بناء قاعدة بيانات مبنية على الخبرة في مجالات الجغرافيا والجيولوجيا والجيوفيزياء، من أجل العمل الفاعل لتأسيس بيئة إنسانية اقتصادية وطبيعية مثمرة.

كما دعا سموه إلى حوار شامل على مستوى الفضاء الثالث (الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني) من أجل مواجهة تحدي الظلم الناجم عن الفقر، ودراسة الفرضيات الأساسية المبنية على المعلومات المتوفرة حول المياه في المنطقة.

وأكّد سموه على أهمية مشروع "ديزيرتيك" الذي يهدف لتسخير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من صحارى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحيث يمكن من خلال هذا المشروع توليد أكثر من نصف الطاقة الكهربائية التي تحتاجها أوروبا وغرب آسيا وشمال أفريقيا.

وعبّر سموه عن أمله في أن يعمل هذا المشروع على تقصير المسافة بين المهمّشين في المجتمع والواقع الذي يخدمهم، بحيث يصبحون مشاركين في صياغة مستقبلهم؛ محذراً من أن يتحول مثل هذا المشروع إلى مشروع استثماري محض يتجاهل الفئات المهمّشة.

وقال الأمير الحسن إن مشاكل شح المياه ليست مقصورة على هذا الجزء من العالم، لكن معظم سكاننا يعيشون في الجانب المظلم من المسألة عندما يأتي سياق الحديث عن حل للمشكلة المائية؛ مشدداً على أنه يجب تغيير الصورة النمطية للمنطقة التي ينظر إليها العالم بوصفها تقتصر على النفط فقط.

ودعا سموه إلى وضع خطة للقدرة الاحتمالية للمنطقة من خلال هيئة فوق قطرية لا تتأثر بالأيديولوجيات، إلى جانب سياسة أصيلة تخرج من الإقليم تعبّر عن وعينا بذاتنا وبالآخر وتصنع للعرب مكانة بين التكتلات الدولية.

وقال سموه إنه آن الأوان لتطوير أنهار من الأفكار على غرار خطوط الأنابيب التي استبدلت دروب الحرير والتوابل؛ مشدداً أنه من خلال سد العجز في الكرامة الإنسانية يمكن للعرب أن يغيروا صورتهم النمطية في العالم.

وألقى رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عادل الطويسي كلمة أشار فيها إلى التحديات المائية التي تواجه دول العالم ومنها البلدان العربية وتأثيرها على قطاعات الصحة والاقتصاد والبيئة.

وأضاف أن الجامعة الأردنية وضعت خططا وبرامج علمية استجابة للإستراتيجية الأردنية التي تسعى لحل المشاكل المائية المتفاقمة ومنها تنفيذ برنامج ماجستير الإدارة المتكاملة للمياه بالشراكة مع جامعة كولون الألمانية والذي يعمل على بناء القدرات البشرية وإجراء البحوث العلمية المتخصصة في قطاع المياه.

ولفت الدكتور الطويسي إلى أن البرنامج الذي تّم توطينه في مركز الدراسات والأبحاث المائية والبيئية في الجامعة وجامعة كولون المتخصصة بالعلوم التطبيقية يلقى إقبالا شديداً من دول عربية شقيقة لما يتمتع به من خبرات علمية متقدمة لا سيما في مجال البحث عن موارد مائية جديدة ووضع سياسات وقوانين من اجل الحفاظ على المصادر المائية المتوفرة.

وأعرب الدكتور الطويسي عن تقديره للجانب الألماني على الدعم الذي يقدمه لإنجاح البرنامج الذي يعتبر ثمرة للتعاون الأردني الألماني في المجالات العلمية والبحثية والتربوية.

بدوره أشاد السفير الألماني في  عمان "جوكام هيدورن" بالعلاقات الأردنية الألمانية التي ترسخت بفضل اهتمام قيادتي البلدين الحكيمتين بتنميتها وتطويرها خصوصاً في الميادين العلمية.

 

وأشار إلى أهمية الملتقى الذي يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون وفتح آفاق التبادل العلمي بين باحثين من الأردن وألمانيا مؤكداً أن الوضع المائي الحالي يحظى باهتمام العديد من دول العالم التي تواجه مشاكل مائية متزايدة.

وقال مدير مركز البحوث والدراسات المائية والبيئة في الجامعة الدكتور عامر السلمان عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية إن الملتقى ينعقد في ضوء الأهمية المتزايدة لتبادل الخبرات المتعلقة بموارد المياه والطاقة ومساهمتها في التنمية مؤكداً أن الأردن الذي يعاني من شح في المياه وارتفاع فاتورة الطاقة بحاجة لإيجاد مصادر بديلة متطورة تسهم في التغلب على مشاكل المياه والطاقة.

وأضاف أن محاور الملتقى تركز على مناقشة مفهوم المياه والطاقة على المستوى الإقليمي ومفهوم الأمن المناخي وإمكانية إيجاد طاقة متجددة في الشرق الأوسط.

وقال إن الملتقى يبحث أيضاً محاور تتعلق باستهلاك المياه والطلب عليها وانتاج طاقة بديلة من خلال المياه العادمة المعالجة إلى جانب رفع كفاءة استخدام الطاقة في قطاع المياه ودراسة الطلب المتزايد على الطاقة لتطوير المصادر أو الموارد الغير تقليدية للمياه واحتياجات الطاقة لنقل مياه من مناطق بعيدة.

ويشارك في أعمال الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام عدد من الأكاديميين والباحثين من الجامعتين إضافة إلى عدد من الخبراء والمتخصصين من مؤسسات لها علاقة بقطاعات المياه والطاقة والبيئة الأردنية والألمانية.

حضر افتتاح المؤتمر نواب رئيس الجامعة وعدد من أركان السفارة الألمانية في عمان وكبار المسؤولين في الجامعة.