إلى سمير الثاني

إرحل عزيزي قد كفانا مسخرة واستعطف الرحمن قم واستغفره
قلها جهارا واتعظ من سالف واطلب من الشعب العزيز المعذره
ودع العناد فكم به من جاهل قطف الندامة بالعناد فدمره
دعها لباريها فقوسك أثلمت وانظر إلى دف السفين مكسره
وانكص إلى بر الأمان بمالنا واترك لنا الغور العميق فنسبره
فالنو عات لا تطيق نزاله ودع الشراع الذي لا تخبره
أسمعت عن غضب الحليم لتوه فقد الأناة, وكل شيء يخسره
إلا الكرامة يا سمير فدونها خرط القتاد وكل شعبي عنتره
جاءوك سيلا جارفا خبر اللقا فانفذ بجلدك عفو ناسي مقدره
خذ ما تشاء ومن تشاء طريقه وخذ الذي قد علموك السرسره
لا تلتفت خلفا فقد بلغ الزبى غضبي أتسمع للنواجذ صرصره
وارحل إلى حيث المصير مقدر والله حدد ما يريد وقدره
قد بعتم الأوطان دون تحرج ورأينا منكم ضنك عيش لم نره
عم الفساد فلا السماء بممطر خيرا ولا سحب المعالي ممطره
أنتم وأصحاب المعالي في الهنا أشبعتمونا يا ابن زيد ثرثره
كم هددونا بالصريح وبالخفا وبلقمة العيش الكريم ممرمره
يا لقمة الزقوم عابونا بها أضحت كما اضغاث حلم معسره
شدوا الحزام بصبحنا وعشية صرنا كما هزل الجراد مخصره
والكاز والبنزين صار مناله صعب ألا تبت يدا من سعره
والغاز ويحي كم تهدد سعره يا ليت شعري كم دعوت تفجره
وبشقة السكن الكريم خرافة ومياه شرب كالأجاج مكدرة
لا تعرفون وتنطقون عن الهوى لا ينفع المكياج يكفي غندره
لا ينفع الطاووس زاهي ريشه إن تنتف الأرياش يضحي قبره
حتى المدارس حجها ثقلت بنا نشتاق للقصب القديم ومحبره
من فيضكم غيض شرحت بيانه ومخبأ الأسرار لا لن أجهره
إرحل سمير بسرعة طفحت بنا كأس المرارة أوصلتنا المقبره
والشعب ينهض من رماد فينيقه بركان شعبي حان يوم تفجره
طلب الحياة إذا انتفضنا مبارك والشعب مل القيد ها قد كسره
نحن الأرادن لا نهادن أو بنا إلا جسورا في المعامع مفخره
إرحل فلن تقوى على استعبادنا ورقاب شعبي قد ولدن محرره

جمال الدويري