كتب د. مصطفى محمود رحمه الله كتاباً بعنوان "إسرائيل البداية والنهاية"، وفي ظل طبول الهزيمة والاستسلام للواقع المرير المراد فرضها وتمريرها على الشعوب يجدر ان نقرأ بعض ما كتبه المؤلف قبل ربع قرن أو تزيد /بتصرف/، إجابة عن أسئلة عديدة دون التدخل بإضافة أي كلمة للنص.
حيث يقول:-
إننا نلعب على أرضنا والمستقبل مستقبلنا مهما طال الصراع، أما مصير الدخلاء الغاصبين فهو الرحيل إلى بلادهم طال الزمان أو قصر، وأين الفرس وأين الرومان وأين كسرى وقيصر.
ونحن أبناء هذا الزمان سوف نشهد هذه الخاتمة ونرى بأعيننا انهدام هذا الهيكل الأسطوري لكثرة ما سال من دم، لترتفع جدرانه عالية..عالية، فعمر الباطل مهما طال هو – في عمر الأبدية – مجرد ساعة.
الموضة الآن هي الإشادة بالتطرف، وتمجيد القتلة، وتقديس العنف الصهيوني في التعامل مع العرب، والنظر إلى عمليات نهب الأرض والاستيطان، على إنها مجرد عمليات تصحيح أوضاع لا أكثر.
والخطة الصهيونية هي:-
الاعداد لعملية التفاف سياسي لتطويق مصالح الدول، وعملية التفاف إفريقية للوصول إلى منطقة البحيرات ومنابع النيل لتهديد مصر ، فاسرائيل يجب أن يكون لها نصيب في مياه النيل ونصيب الأسد في كل خيرات المنطقة .
أما الاستراتيجية الأخرى فتدور في كواليس الهيئة الروسية الحاكمة، تمثلت في تسلل شخصيات صهيونية إلى مقاعد صنع القرار مثل الملياردير (بيريزكوفسكي) الذي أصبح نائباً للأمين العام لمجس الأمن القومي الروسي وهو يهودي وحامل الجنسية الإسرائيلية، ويملك أكثر من قناة تلفزيونية وصحيفة في روسيا وله عبارة مشهورة: إن اقتصاد روسيا في يد سبعة من اليهود يسهمون بأكبر نسبة في بنوكها، وهذا جزء من جبل الجليد المختفي تحت الماء والذي لا نعرفه عن النفوذ الصهيوني في روسيا.
لقد وصلت إسرائيل إلى بوابة البحر الأحمر في جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى، وهي تثبّت أقدامها في أعالي النيل ومنطقة البحيرات، ونحن نحارب بعضنا بعضا وعلى ماذا ؟
إن السودان قارة، وفي السودان خمس مديريات كل مديرية بحجم فرنسا، وفي السودان ثروات وغابات وخدمات ووفرة في كل شيء.
والسودان في غنى عن هذه المعارك والانقسامات، والمطلوب فقط أن تعمل الأيدي السودانية بهمة لاستخراج هذه الثروات ولاستغلال هذه الثروة الحيوانية الموجودة ولإخراج ما في باطن الأرض من معادن وثروات مطمورة، ولكن النفوس المشحونة بالبغضاء والأنانية تنسى كل هذا ويقاتل بعضها بعضاً قتالاً عظيماً.
إن الكل مسؤول والكبار قبل الصغار، والعقلية الشخصانية للحكام أولاً، وغياب المشورة وغياب الديمقراطية، وغياب التعددية في الرأي، ومحاولة الزعامات فرض الرأي الواحد، ثم اللجوء إلى أسهل الطرق – إلى أجهزة القهر ووسائل القمع.
البدائية في العمل السياسي هي السبب والداء والمرض الكامن المزمن في كل الدول المتخلفة.
حارب الأفغان بعضهم البعض بأشنع مما حاربوا العدو السوفييتي، لقد غلب حب الرياسة في قلوبهم على حب الحق وعلى حب الدين الذي يد~عون أنهم يحاربون من أجله، وكان سقوط المأجورين منهم بإغراء الدولارات أفدح وأخزى.
أصبح هدف الغرب أن يكسر وحدة المسلمين بأي ثمن وأن يشتت جمعهم بأي وسيلة.
وقد فطن الغرب الى رابطة سحرية تربطهم اسمها القرآن ولغة قادرة تجمعهم اسمها العربية فاصبح يتآمر لإضعاف هذه اللغة ويخطط لمحوها وينفق الهبات والمعونات تحت بند اصلاح التعليم والهدف الحقيقي هو تدمير اللغة العربية، الرباط الجامع لهؤلاء (الهمج) الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين حتى لا يلتقوا أبداً على شيء!!!
متى يصحوا هؤلاء السائرون ؟!
قافلة طويلة من العرب يمشون نياماً، وعيونهم مفتوحة كأنما أصابهم مس، والقنابل تنفجر من حولهم، والعالم يتغير والتاريخ يتبدل، وهم ما زالوا يمشون نياماً.
والذين يؤثرون السلامة و يمشون إلى جوار الحائط هم أول من يطمع فيهم الظلمة والمعتدون.. و هم أول من يفقدون الأمن و الأمـــان و السلامـــة.
وبعد:-
إن السلام الذي تلوكونه بين افواهكم هو مخدر موضعي يدسونه في طعامكم الإعلامي كل يوم، فإسرائيل لا تفكر في سلام انما غرضها ان تهون من عزائمكم، وتميت قلوبكم، وتعمي عيونكم عن الكارثة المقبلة، حتى تأتيكم على غرة ودون استعداد.
حرره سالم الفلاحات
23/5/2019م