بقلم / سمر مشخوج - مع احتفال وطني بعيد استقلاله من الاستعمار اتساءل :
متى سيستقل وطني من هيمنة الفاسدين ؟
متى سيستقل من استعمار المأجورين والمتسلقين والمفتنين ؟
متى ستستقل يا وطني من استعمار عدوك الذي هو منك وفيك ؟
متى سنعلن عن اليوم الوطني الذي سنحتفل به بكل صدق بخلاصك من كل هؤلاء الذين بات ضررهم اعظم من استعمار العدو نفسه ... فبغض العدو أرحم ألف مرة من بغض ابنك الذي اصبح عدوك وآثر مصالحه عليك وداسك دون رحمة، فاستقلالك من استعمار هؤلاء من ابنائك لهو عرسنا الوطني الحقيقي.
لم يعد لنا شيء سوى رائحة كرامة ربما ستداس يوما باقدام من احتلوك من ابناء جلدتك وتاجروا بكل من احبك لاجل مطامعهم ..بيعت مقدراتك وباعوا معها المواطن الذي اصبح عبدا لهؤلاء الجباة من الاغراب الذين جُل همهم اثراء انفسهم على حساب مواطني البلاد التي احتلوها بحجة الاستثمار ودخلوها بقانون اباح لهم هتك جيوب المواطن وذله تحت اسم الخصخصة .. .
متى نحتفل باستقلال وطننا كما كنا نحتفل به قبل عقود حينما كنا نشعر ان لنا وطن نعشقه ولا زلنا ولكنهم استكثروا علينا ان تستمر فرحتنا بعد ان اقنعوا اغلب الشعب انهم غرباء في وطنهم وهيمنت عليه سلطة المال التي لا هم لها الا استغلال الوطن وابنائه لتحقيق ثرائهم ولا يهمهم ان بقي لنا كرامة ولا اظن ذلك غريبا بعد ان ايقن الاردني انه اصبح غريبا في وطنه وأصبح لقمة سهلة بفم الجشع..
سحقا للفاسدين الذي حرمونا حتى ان نتغنى بالوطن كما كنا من قبل حين كنا نطرب لسماع اغنية وطنية تعانق عشق الوطن فينا ولكننا وصلنا او بالاحرى اوصلونا لان تشمئز اذاننا من سماعها لانها اصبحت جزءا من تجارتهم .يستخدمونها لاقناع الشعب بان له وطن عليهم ان يصرفوا عليه.
نهاية هو الاردن الذي هو في قلوبنا ما حيينا وننتظر ان يعود القلب لينبض عند ذكره ..لعلها تكون قريبة ونفرح جميعا بخلاص الوطن من الفئة الضالة واذنابها من الفاسدين المتواطئين والخونة.