زاد الاردن الاخباري -
لم يكن أحد من سكان قرية الثغرة في قضاء المريغة بمحافظة معان يتخيل أن تصبح المنطقة "المنسية بين ليلة وضحاها محجا للبناء والتطوير وإعادة التأهيل" بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لها أول من أمس، بحسب أهالي القرية.
واقع قرية "الثغرة"، بدا أول من أمس مختلفا تماما، عما كان عليه طوال سنوات عديدة مضت، حيث يعيش سكانها حالة من الفقر والنسيان والحرمان ونقص في العديد من الخدمات الأساسية.
بيد أن المفاجأة كانت كبيرة، والسعادة والفرح غامرين، وأهالي القرية الذين ما فتئوا يتمنون التفاتة مسؤول اليهم، يشاهدون سيد البلاد، جلالة الملك بنفسه، يجول بين بيوتهم المتواضعة، يمسح آلامهم ويوعز بتطبيب جراحهم وتغيير حالهم.
وأمام بيوت من الخيش تفقد جلالته أهل ذلك المكان الذين يعانون الفقر، مستمعا الى مطالبهم واحتياجاتهم حيث كان المشهد الوجداني حين يدخل جلالته الى البيوت وينظر في زواياها الخاوية حتى يبادر بالسؤال الى ساكنيها ما الذي تحتاجونه، وكيف نستطيع أن نخدمكم؟ حتى أمر ببناء بيوت تأويهم وتنقلهم من حياة البؤس والحرمان الى منازل الطوب المؤثثة الآمنة والحياة الكريمة.
ونفس الصورة وبكل ما تحمل من مضامين الرعاية الملكية المباشرة للفقراء، حيث كانوا، تواصل الخير الملكي على أهالي القرية لينعموا بطرود الخير الملكية والمحملة بالأغطية وصوبات التدفئة والمواد الغذائية والتموينية التي أمر بها جلالته لأبناء تلك القرية.
ولم يكن أول من أمس يوما عاديا في حياة أسرة السبعيني جمعة حمدان المناجعة، عندما زاره جلالة الملك في منزله بقرية "الثغرة"، في نطاق زيارات جلالته المفاجئة للقرى المنسية، وتفقدها والإيعاز بتحسين أوضاع أهاليها وبناها التحتية، وتنفيذ مشاريع تنموية فيها.
الفقر والحرمان القاسم المشترك لعائلة المناجعة، وفور أن رأى جلالة الملك حالتهم واستشعر ما هم فيه من عوز وفاقة، حتى أمر بتأمين مسكن ملائم لهذه العائلة التي ينهشها الفقر، وغير القادرة على امتلاك أبسط وسائل العيش الكريم، وفي غضون لحيظات امتزجت فيها دموع الفرح والأمل، رفع الحاج جمعة أكف الضراعة الى السماء، وهو يدعو أن يمن الله على جلالة الملك بالخير والبركة وطول العمر على مكرمته التي أنقذت عائلتة من البؤس والحرمان، ووضعتها على شاطئ الأمان.
وبفرحة غامرة، قال جمعة المناجعة "زارني جلالة الملك في بيتي الذي أعيش فيه حاليا وهو عبارة عن منزل من الخيش تتقاذفه الرياح العاتية مع سبعة من أفراد أسرتي، بعد سنوات عجاف "كابدنا فيها الفقر ورمال الصحراء معا".
وأضاف أن "فرحتنا تضاعفت بهذه الزيارة المفاجئة، حين أوعز سيد البلاد للمسؤولين بنقلي وعائلتي من بيت الخيش الى منزل الطوب بكرم سيدنا وعونه للفقراء".
واختلطت دموع الفرح وتباشير الأمل في عيني الخمسيني عبدالله سلام المناجعة، الذي فوجئ هو الآخر بزيارة جلالة الملك لبيته، مبينا أن توجيهات جلالة الملك للمسؤولين بتلبية احتياجات المواطنين وبسرعة تنفيذها "ترفع الرأس، فجلالة أبو حسين كريم وصاحب يد بيضاء على شعبه، لا ينساهم".
وقال "لم أكن أتوقع في حياتي أن يزورني جلالة الملك في بيتي المتواضع جدا، لكنه فاجأني وزارني وأمر بإنشاء مسكن ملائم لعائلتي، ومساعدة ابنتي سلمى لإتمام دراستها الجامعية".
وقال إن زيارة جلالة الملك "لأسرتي ستمحي سنوات القهر وظلمات الفقر التي حالت لسنوات عديدة دون العيش الكريم لأبنائي الذين ينامون في غرفة واحدة لعدم اتساعها لأفراد أسرتي البالغ عددهم 14 فردا".
ولقيت زيارة جلالة الملك الى قرية الثغرة، احتفاء من أهالي القرية المنسية، واصفين أن إنسانية الملك وإرادته الصلبة في القضاء على الفقر وانتشال الشرائح المعوزة، وجعلها مكتفية، تتجسد في البرامج والأنشطة التي تقصد القرى المنسية، ليمنحهم جلالة الملك الأمل والحق في العيش الكريم، وليتراجع تهميش أبناء تلك القرى الذين أنهكتهم حياة الفقر.
وقال مختار القرية أحمد المناجعة إن أبناء القرية سعداء بالزيارة التي تؤكد عمق علاقة القائد بشعبه وتعكس مدى حرص جلالته على متابعة شؤون المواطنين عن كثب .
وقال مدير التنمية الاجتماعية أمجد الجازي لـ"الغد" "إنه وبناء على توجيهات جلالة الملك وخلال زيارته لقرية الثغرة حيث أمر فيها بإرسال مساعدات عاجلة لأبناء القرية"، مشيرا أنه تم توزيع حوالي أكثر من 100 طرد من طرود الخير الملكية أمس كمساعدات عاجلة وطارئة الى القرية، لافتا أن الطرود اشتملت على صوبات وحرامات وأغطية ومواد غذائية وتموينية، لافتا أنه سيتم مسح شامل للمنطقة والوقوف على احتياجات السكان وتلبيتها في أسرع وقت، الى جانب أنه ستتم المباشرة في إيجاد مساكن للأسر المعوزة في المنطقة، إضافة الى تخصيص رواتب شهرية للمستحقين.
حسين كريشان / الغد