مخاوف من توجه المحتجين إلى القصر الجمهوري .. ومظاهرة تأييد لمبارك
زاد الاردن الاخباري -
يبدو أن المعتصمين في ميدان التحرير قد شكلوا إدارتهم الذاتية؛ إذ لا ينقصهم التنظيم ولا التعاون، فما تعرف نهارا باسم "كتيبة النظافة"، هي نفسها تعرف بالليل بكتيبة الفن واكتشاف المواهب. فأفراد الكتيبة، الذين يتعاونون فيما بينهم، على تنظيف ميدان التحرير بأكمله من بقايا الطعام، الذي يعده مجموعة من الأفراد، يقومون بالغناء ليلا للترويح عن المتظاهرين؛ حيث يقومون بأداء مجموعة من الأغاني الاجتماعية. أحد أفراد الكتيبة أكد أنه "في هذه الأزمة زالت الحواجز، فالمسلم ينام بجانب المسيحي، والشاب إلى جانب الفتاة، ولم نعد نسمع عن أي تحرش جنسي، هذه الأزمة وحدتنا فعلا". متظاهر آخر قرر التعبير عما بداخله بطريقة أخرى، وإيصال كلماته عن طريق أغنية تقول كلماتها: "الحكاية حصلت، والرسالة وصلت، يا مصر كدة كفاية، يا مصر دي البداية، اصح يا مصري كدة كفاية، اصح يا مصري دي البداية"، وقال: "كل من سمعني سيفهم كلامي". وفي تغطية مباشرة لبرنامج "صباح الخير يا عرب"، أكد مراسل البرنامج في القاهرة أن هذا اليوم ربما يكون يوما فاصلا في حياة المصريين، فمنذ ساعات الفجر الأولى، بدأ الناس بالتوافد على ميدان التحرير، والميادين الأخرى، على الرغم من بعض الإجراءات الحكومية لعرقلة وصولهم. وأكد المراسل أن الجيش لم يتعرض للمتوافدين على ميدان التحرير، خاصة بعد تعهد قادته بعدم التعرض للشعب، وما تم في الواقع هو إجراءات تفتيش بسيطة، لا تكاد تذكر. وأوضح المراسل أن الناس أطلقوا اسم "ثلاثاء الرحيل" على هذا اليوم، على أمل أن يتحقق مطلب المتظاهرين برحيل النظام، وإن لم يتحقق فإنهم سيستمرون في التظاهر لأيام أخرى. وتوقع فياض في حال وصلت المظاهرة إلى مداها الأكبر، أن تتجه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، الذي يعتبر صوت النظام، كما يمكن أن تتوجه إلى القصر الجمهوري مباشرة. وذكر مراسل البرنامج أن مظاهرة تأييد للرئيس مبارك انطلقت من أمام مبنى وزارة الخارجية، تطالب ببقائه، وإعطائه فرصة أخرى، باعتباره رجل المرحلة، لكنه أكد أن عدد المتظاهرين فيها لا يتجاوز الـ200 شخص. وأشار -نقلا عن موظفين حكوميين- أن عدة حافلات أرسلت لأحياء القاهرة لجمع المتظاهرين في أماكن معينة، وأكدوا أن مبالغ مالية عرضت عليهم للمشاركة فيها.
وطلب الداعية محمد حسان، في حديث للبرنامج، من الشباب المتظاهرين، التنبه إلى بعض المندسين بينهم، والذين قد يطلقون النار باتجاه الجيش، وهو ما سيؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا.
وطالب بضرورة الحفاظ على مقدرات البلاد من النهب والسرقة والتخريب، باعتبارها ملكا للشعب، وأكد على ضرورة فضح هوية المندسين بينهم. وتوجه الداعية إلى الجيش قائلا: "أتيتم من الجبهات لحماية الشعب، فحافظوا على دمائه".
أما سعد الدين إبراهيم فقد طالب النظام بضرورة إلغاء قانون الطوارئ، والانتخابات المزورة، والإفراج عن السجناء السياسيين، والعمل على تنظيم انتخابات جديدة، تلبية لمطالب الشعب.
يذكر أن الأزمة في مصر دخلت يومها الثامن، ومئات الألوف من المتظاهرين يحتشدون في ميدان التحرير في القاهرة، وباقي المحافظات المصرية.
وكان المتظاهرون قد عبروا عن رفضهم للتغييرات السياسية التي أجراها محمد حسني مبارك؛ كتعيين عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية، وتشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة أحمد شفيق، بحجة أنه لا يوجد تغيير في وجوهها.