إختراق الأجهزة الذكية لكل غرفة من غرف بيوتنا رغماً عنا، بات أمراً مألوفاً ومفروضاً رغم رفضه واستنكاره.
لا أتحدث هنا عن الأمر الذي له علاقة بالمصنعية وطبيعة هذه الأجهزة وما تحتويه من قطع لها علاقة بتحديد المكان أو تصويره أو غير ذلك، إنما أتحدث عن ذاك الفعل الذي نتطوع للقيام به بإرادتنا كنوع من سوء الاستخدام لهذه الأجهزة وما تبعها من وسائل التواصل الاجتماعي.
بيوتنا صارت مكشوفة، فالأصدقاء والأقارب باتوا يعرفون أين أنت الآن، ومتى ستغادر بالساعة والدقيقة، ومتى من الممكن أن تعود ومن زارك في ذلك اليوم والغرض من الزيارة، لأن الأمر لن يقتصر عليك بل يسهم به كل فرد من أفراد الأسرة أو بعضاً منهم، ليتعدى الأمر إلى أصدقاء أبنائك وربما لحلقات أخرى لا تخطر ببالك.
وليت الأمر يقتصر على الواقع، فأحيانا يأخذ النقاش على أنه أمر واقع، فقد تناقش الأسرة أمراً ما كالذهاب في رحلة مع الأخوة والأخوات ويضربون موعداً محتملاً لذلك، فيخرج الخبر وكأنه أمر لا بد منه، حتى لو واجهت الأسرة ما هو أهم أو جاء ما يشغل رب الأسرة عن هذا الحدث، فالأبناء لا ينتظرون حتى يختمر النقاش ويصبح قراراً يناسب الجميع،فينشرون الخبر ولا مجال للتملص منه.
على مر العمر ونحن نعرف أن البيوت أسرار، يعني لا يجوز البوح بما يحصل في داخلها، وكانت بعض النساء الجاهلات تسرب بعض الأخبار لجاراتها، أما اليوم فالأخبار تصدر أولاً بأول وأحياناً تفاجأ بأخبار ليست مثار أهتمامك، إلا أنها تقع على مسامعك شئت أم أبيت فتجد نفسك جزءاً من الحدث وعليك التأقلم مع المستجدات.
أعتقد أن الأمر يستحق الإهتمام، وعلى الآباء والأمهات والمربين والمربيات التحذير من هذه الظاهرة السلبية التي باتت تقتحم البيوت وتزيل الغطاء عنها وتجعلها مكشوفة لمن نريد ولمن لا نريد.