رئيس بلدية جرش: مشروع السياحة الثالث "فاشل" ومخرجاته ستولد مشوّهة

زاد الاردن الاخباري -

وصف رئيس بلدية جرش الكبرى المهندس بلال المومني مشروع السياحة الثالث بـ"الفاشل"، كون الجهات المنفذة له لم تلتزم بتنفيذ كافة مراحله المتفق عليها بين وزارة السياحة والشركة المنفذة.

وقال المومني إن مخرجات المشروع الذي سيتم تسليمه خلال أسبوعين ستولد "مشوهة"، مرجعا ذلك الى عدم إجراء أي تعديل على المراحل التي تم التغاضي عنها ومنها عدم بناء مجمع طبقي وتجميل واجهات المحال التجارية وتغيير نظام الإنارة داخل المدينة، فضلا عن السلبيات التي لمسها المواطنون وطالبوا بتغييرها ومن أبرزها توسعة الطرق وإزالة المطب البازلتي الذي يربط بين المدينة الأثرية والحضرية ويبلغ طوله 80 مترا، وصيانة مناهل الصرف الصحي.

وأوضح أنه خاطب وزارة السياحة من أجل الأخذ بكافة الملاحظات وإتمام مراحل المشروع التي ستضمن نجاحه، واستفادة المواطنين والسياح منه كون البلدية ستكون الجهة المسؤولة عن المشروع في حال تم استلامه.

وقال المومني إن عدم توفر مجمع طبقي للسيارات داخل المدينة سيبقي على أزمة سير خانقة في المدينة ويحول دون تمكن السياح والمتسوقين من التجول داخل أسواق وسط المدينة، وهو الأمر الذي لا يتماشى مع أهداف المشروع.

وأوضح أن عدم الالتزام بتجميل واجهات المحال التجارية التي يقدر عددها بـ2000 محل تجاري وعدم تركيب وحدات إنارة جديدة لا يلبي طموحات المواطنين والجهات المعنية من المشروع.

وكانت مصادر مطلعة في مشروع السياحة الثالث أكدت أن وزارة السياحة أوعزت للشركة المنفذة للمشروع بإلغاء مشروع المجمع الطبقي وتزيين واجهات المحال التجارية وغيرها من المراحل الأخرى.

ويرى المصدر أن "الوزارة لا تنوي تعديل أي من الملاحظات كون المشروع شارف على الانتهاء ولم يتبقَ وقت مناسب لتنفيذها".

ويعد مشروع السياحة الثالث امتدادا لمشروع تطوير السياحة الثاني الذي ساهم في تحسين ورفع سوية الخدمات والبنى التحتية لعدد من المواقع السياحية في جرش، والذي تنفذه وزارة السياحة بتمويل من البنك الدولي بكلفة 11.5 مليون دينار.

ويهدف المشروع لإعادة تأهيل وتطوير شبكة الطرق والساحات والفراغات الحضرية، وتأهيل الواجهات والفرش الحضري للشوارع المهمة، إضافة الى ترميم وإعادة تأهيل بعض المباني التراثية.

بدوره أكد المقاول المسؤول عن المشروع الدكتور فواز البشير أنه بالرغم من أن المدة المتبقية للمشروع لا تتعدى أسبوعين إلا أنه لم تأتِ من وزارة السياحة أي تعديلات بشأن الملاحظات التي أوردتها الجهات المعنية والمواطنون.

وقال البشير إن الشركة المنفذة التزمت بالمدة والمراحل التي حددتها الجهات المعنية، على الرغم من التأخير الكبير الذي تعرضت له الشركة المنفذة في المراحل الأولى بخصوص استملاكات الأراضي والمراحل الأخيرة بخصوص التعديلات والمراحل التي لم تنفذ مما كلفها مبالغ وخسائر مالية طائلة.

ويرى البشير أن عدم تنفيذ المراحل المتفق عليها ومنها المجمع الطبقي الذي كان سيتسع لـ340 سيارة ويحل أزمة السير في جرش سيؤثر على المشروع، خاصة وأن المواطنين يصطفون بشكل عشوائي على الأرصفة المخصصة للمشاة.

وكان النائب أحمد العتوم قال في حديث سابق مع وسائل الإعلام والذي أعد تقريرا حول مجريات هذا المشروع إن وزارة السياحة والبنك الدولي اتفقا العام 2006 على تمويل المشروع السياحي الثالث بقيمة 76 مليون دولار وذلك لتنفيذ مشاريع سياحية في خمس مدن هي مادبا والكرك وجرش وعجلون والسلط على مدى خمس سنوات، مشيرا الى أنه وحتى الآن لم يتم الالتزام بعقود مقاولة تخص هذه المدن إلا بمبلغ 43 مليون دولار.

وقال إن "مشروع مدينة جرش الذي تم التعاقد بشأنه منذ حوالي عامين بقيمة 11.5 مليون دينار لينجز على مدى عامين تعثر وتعطل لمدة قاربت العام لولا تدخل مباشر من وزيرة السياحة في حينه وقيامها بتغيير إدارة المشروع، الأمر الذي دفع بتسريع إنجاز المشروع بحيث أمكن اختزال المراحل وتجاوز العثرات السابقة وأمكن إنجاز المشروع على مدى ستة أشهر منذ آذار (مارس) 2010 ولغاية أيلول(سبتمبر) 2010".

وأضاف أن المشروع وبعد أن شارف على الانتهاء تبين أنه لن ينفق من القيمة المخصصة على المشروع والمتعاقد عليها سوى 7.5 مليون دينار نظرا لإلغاء أعمال تتعلق بالوادي الذهبي وتأثيث المشروع بالمقاعد السياحية والأعمدة الحاجزة والأعمال الضرورية لاستكمال صورة المشروع وحل مشاكل المرور والاصطفاف والازدحامات المرورية.

وقال النائب العتوم إنه ووفق عقود المقاولة فإن خزينة الدولة وليس البنك الدولي ستكون ملزمة بدفع استحقاقات المصاريف والأرباح على المشروع بكامله بغض النظر عن الأعمال الملغاة بما سيكبد الخزينة مصاريف عن قيمة الأعمال الملغاة سواء نفذت أم لم تنفذ وبالتالي لم يحقق المشروع غرضه المنشود لأبناء المدينة.

الغد

sabreen.toaimat@alghad.jo