زاد الاردن الاخباري -
حسان التميمي
الزرقاء ثالث مدن المملكة من حيث عدد السكان شهدت على مدار اليومين الماضيين أمطارا خفيفة ومتواصلة، إلا أن تأثيرها بدا واضحا على طرقات وشوارع المدينة التي يقطنها مليون مواطن، إذ تحولت تلك الشوارع إلى بحيرات مائية ابتلعت مئات المركبات، وخلقت أزمة سير خانقة رافقها انتشار الروائح الكريهة في الجو بسبب اختلاط مياه المجاري بمياه المطر.
وقال شهود عيان إن عددا من المركبات تعطلت في وسط الطرقات بسبب مياه الامطار المتجمعة، وإن كان بعض تلك الأعطال كهربائيا، فإن بعضها الآخر نتج عن سقوط المركبات في حفر عميقة، وأن حالة والغضب والاستياء بدت واضحة في احاديث المواطنين والسائقين الذين صبوا جام غضبهم على مسؤولي المدينة كافة.
ازمة السير وإن انتهت فإن ازمة اخرى تفجرت ونسفت ما تبقى من ثقة بين مواطني المدينة والمسؤولين، الجهات المعنية تمثلت بمطالبة المواطنين تشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في "هشاشة تنفيذ الشوارع والطرقات، وغش المقاولين المنفذين لها".
ويصف المواطن ماهر حسن الوضع في الزرقاء بالكارثي، مطالبا بلجنة مستقلة تحدد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بها وتقدمه للمحاكمة.
ولم يكن "علب الهامي" يعلم وهو يقود مركبته مصطحبا عائلته إلى مدينة إربد، للمشاركة في حفل خطبة لأحد أقارب زوجته، أن مروره في أحد شوارع منطقة حي معصوم سيكبده كثيرا فضلا عن إلغاء الزيارة.
ويقول "كانت معظم الشوارع مغمورة بالمياه فسقطت مركبتي في 5 حفر عميقة على الأقل في طريق لا يتعدى طوله كيلومتر واحد". ويضيف رغم عدم استطاعتي تمييز نوع تلك الحفر لكثرتها في شوارع الزرقاء، فإن إحدى تلك الحفر ابتلعت نصف الإطار الأمامي للمركبة وقضمت "كفة الاكس" المسؤولة عن تحريك الإطارات، فتوقفت المركبة على الفور
وأكد الهامي، ضرورة تشكيل لجنة من خارج المحافظة تضم جهات رقابية عدة من بينها نقابة المهندسين وهيئة مكافحة الفساد، للتحقيق في تصميم وتنفيذ شوارع الزرقاء سواء تلك التي تتبع للبلدية او لوزارة الاشغال، موضحا أن شوارع المدينة تبدو وكأنها تعرضت لزلزال مدمر.
اما المواطن رشيد عبدالهادي، فيبدي حنقه من صمت المسؤولين حيال بقاء الطرقات على حالها ويتساءل: هل يعقل أن تغرق معظم شوارع المدينة في برك طينية وتجمعات مائية بما فيها شوارع وطرقات، لم يمض على تعبيدها سوى أشهر بمجرد هطول المطر.
ولم يكن حال مجمع السفريات "المجمع الداخلي"، ولا النفق المؤدي اليه "نفق السعادة" افضل حالا من باقي شوارع وطرقات المدينة، حيث غمرت مياه الأمطار الممزوجة بمياه الصرف الصحي مجمع الحافلات وتدفقت لتدهم المحلات التجارية والاكشاك داخل النفق كما الحال منذ سنوات من دون أن تبادر أي جهة في الزرقاء لحل المشكلة. وأوضح رئيس لجنة بلدية الزرقاء المهندس فلاح العموش، أن فرق البلدية الفنية تابعت عن كثب أوضاع الشوارع وخطوط تصريف مياه الأمطار منذ بدء تساقط الأمطار في كافة مناطق وأحياء المدينة، مشيرا إلى أن البلدية أخذت بالعين جمع الملاحظات الواردة التي حصلت جراء الأمطار الغزيرة، وسيتم إيجاد الحلول الناجعة لها خلال الأيام المقبلة.
واضاف، أن بعض الشوارع تحتاج إلى إعادة تأهيل وهي بأوضاع "غير مرضية"، لافتا إلى طرح عطاء لصيانة دورية سنوية لمناهل تصريف الامطار، والتأكد من سلامتها ورفع المنخفض منها ليكون بموازاة الشارع.