زاد الاردن الاخباري -
أبو عودة: مصر ستشهد تغييرا خارجيا لكن بعد التغيير الداخلي وستستعيد دورها الاقليمي
العرب اليوم - أسعد العزوني
اجمع عدد من المفكرين والمحللين السياسيين الاردنيين على ان مصر ستعود الى سابق عهدها في ريادة العالم العربي وافريقيا على حد سواء لكن بعد ان تستعيد عافيتها داخليا ويستقر الحكم فيها على اسس ديمقراطية قائمة على الحرية والعمل الحزبي والانتخابات النزيهة.
وشددوا كذلك على ان مصر جرى تغييبها عمدا عن ممارسة دورها المعهود وتم طمس هذا الدور مما افسح المجال لقوى اقليمية كي تحاول ملء الفراغ وهي ايران وتركيا واسرائيل.
طاهر المصري
واكد رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ان الزخم الجماهيري الكبير الذي قاد التغيير والقيادات الشابة الواعية اوصل مصر الى بر الأمان وان القيادات العسكرية في الجيش المصري لم تتجاهل هذا الزخم خلال فترة ادارتها للأمور وستعمل على ترجمة ذلك الى حكم مدني وديمقراطي برلماني سريع.
وقال في معرض حديثه عن مصر بعد حقبة مبارك ان كل مصري شعر خلال السنوات الماضية بمدى تراجع الدور المصري في العالم بعد أن كانت مصر قائدة العالم العربي وافريقيا ودول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي.
وحول تداعيات عهد مبارك المخلوع الذي استمر 30 عاما على الدور المصري شدد رئيس مجلس الأعيان على ان قوى اقليمية حاولت ملء الفراغ السياسي الذي أحدثه غياب مصر وتمكنت من اختطاف المشهد وهي تركيا وايران واسرائيل , بيد انه استدرك القول ان مصر المحروسة ستعود الى مكانها الطبيعي وسوف تقوم بدورها الايجابي المشرف لكل عربي ومسلم.
وتابع المصري ما حدث في مصر عن طريق الثورة البيضاء والشباب سيجعل منها منارة لكل القوى الديمقراطية في العالم العربي وستكون درسا لأنظمة عربية كثيرة لتتعظ به مختتما ان كل المصريين شعروا بعد خلع مبارك بكرامتهم ومواطنتهم الحقة.
عدنان أبو عودة
وبدوره قال رئيس الديوان الملكي الاسبق عدنان أبو عودة ان مصر بعد رحيل مبارك ستشهد تغييرا داخليا في نهاية المطاف وسيتبع ذلك تغييرا خارجي بعد الاستقرار الديمقراطي القائم على حرية الأحزاب والانتخابات الحرة النزيهة لكنه نوه الى أن التغيير الخارجي لن يحدث قبل عام.
وحول استشرافه لبعض الخطوات المصرية اوضح ابو عودة ان القيادة المصرية الجديدة ربما أقدمت على خطوات ايجابية سريعة على الصعيد الخارجي مثل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح معبر رفح لافتا أنها لن تجد صعوبة لأن اوروبا تتمنى ذلك وكانت بانتظار الموافقة الأمريكية كما نوه الى أن امريكا ستتساهل ازاء هذه الخطوة ان بادرت مصر بها لأن واشنطن تحرص على صداقة مصر من خلال تعزيز مصداقيتها مؤكدا أن مثل هذا الاجراء له مصداقية في الشارعين المصري والعربي على حد سواء ويبشر بمصر جديدة ذات مصداقية وقيمة اقليمية تأخذ قرارها بحرية, لكنه نوه ان هذا القرار ربما تتخذه الحكومة الانتقالية.
وتابع أبو عودة القول ان التغير الحقيقي في الموقف المصري لن يكون قبل مأسسة التغيير الداخلي على أسس الثورة الديمقراطية وأهمها استعادة دورها الاقليمي مشددا على ان مصر الجديدة لن تكون مقيدة بمفاهيم ضيقة أسهمت بتراجع دورها بل وطمسه خلال العشرين عاما الماضية على الأقل واحدثت فراغا في المنطقة حاول البعض ان يملأه.
د.كامل ابو جابر
أما وزير الخارجية الأسبق د.كامل ابو جابر فهنأ الشعب المصري على انجازه وأكد ان الرئيس المخلوع كان يعتقد انه رئيس ابدي وأن مصر في حال غيابه ستؤول الى الخراب متناسيا ان مصر بلد تبلغ من العمر 8 آلاف عام وان حضارتها القديمة منارة للانسانية جمعاء.
وقال د.ابو جابر ان مصر مقبلة على مرحلة جديدة تستعيد فيها عافيتها وتستمر على النهج الديمقراطي السليم حيث لا تراجع عن ذلك من قبل أي طرف من الاطراف فيها, واصفا مصر بأنها ركن أساسي من أركان السياسة والمجتمع العربي والاسلامي على حد سواء وان استردادها لعافيتها سينعكس ايجابا على العرب والمسلمين معا.
وفي معرض رده على سؤال يتعلق بالفراغ السياسي الذي خلفه غياب مصر عن الأحداث في المنطقة اكد د.أبو جابر ان هذا الفراغ سيستمر لبعض الوقت حتى تستعيد مصر عافيتها واصفا ما حدث بأنه كان صدمة مروعة للنظام المخلوع والدول المحيطة بمصر بما في ذلك اسرائيل التي تعيش حاليا لحظة ذهول وهلع من مصير معاهدة كامب ديفيد وانها تضرب اخماسا باسداس تحسبا من تداعيات الثورة في مصر.
كما أكد د.أبو جابر أن مبارك المخلوع شخصيا كان هو السبب الرئيس لهذا الغياب لدور مصر منوها أن السادات كان غاضبا على العرب وأنه فعل فعلته المعروفة كردة فعل لكن مبارك المخلوع تعمد السير في نهج اضعاف مصر والعرب عموما لصالح القوى المعادية للأمة وبالتالي حدث تراجع رهيب في دور مصر.
واختتم القول: على القيادة الجديدة في مصر وخلال الأشهر القليلة المقبلة أخذ زمام المبادرة وملء الفراغ الذي أحدثه مبارك المخلوع عامدا متعمدا.
من جهته أعرب أمين سر جمعية الشؤون الدولية م.فخري ابو شقرا عن أمله بأن تتصرف القيادة المصرية الجديدة بذكاء في معالجة الظرف والموقف الجديدين والتركيز على الوضع الداخلي دون اثارة اي قضية خارجية حتى تتمكن من تثبيت دعائم الحكم القائم على الحرية والديمقراطية ومن ثم العمل الجاد لاستعادة دورها النضالي المعروف تلافيا للاستفزاز والتآمر الخارجي.
واكد م.أبو شقرة ان مصر ستعود الى دورها القيادي في الحظيرة العربية وستمارس سياستها الوطنية لكنه أوضح أن ذلك سوف لن يكون بين ليلة وضحاها.