زاد الاردن الاخباري -
دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الى زيادة الاستثمار في البحث العلمي, وتوفير افضل بيئة تعليمية ممكنة للطلبة في الجامعات.
واكد جلالة الملك خلال زيارته امس الجامعة الهاشمية ولقائه رئيسة الجامعة ومجلس عمدائها وطلبتها على ضرورة تطوير التعليم الجامعي, وزيادة الاستثمار في البحث العلمي, وتوفير أفضل بيئة تعليمية ممكنة للطلبة.
وشدد جلالته على أهمية دور الجامعات في توفير البيئة الكفيلة بصقل شخصية الطلبة, وتسليحهم بالعلم والمعرفة, وتشجيع التفكير الحر النقدي الخلاق بينهم, ودعم أفكارهم ومشروعاتهم الإبداعية.
وأكد جلالته على أهمية توفير التعليم النوعي الأفضل وبجودة عالية لطلبة الجامعات, ما يعزز من فرصهم التنافسية في سوق العمل, ويسهم في دعم مسيرة التنمية الوطنية, مشيدا بالمستوى الذي وصلت إليه الجامعة الهاشمية منذ إنشائها عام ,1995 خصوصا في المجالات البحثية والعلمية, وسعيها للتميز في قطاع التعليم الالكتروني, وجهود الجامعة في التفاعل مع المجتمعات المحلية في محافظة الزرقاء, وقطاعاتها الاقتصادية, وتقديم الخدمات لهم.
وطلب جلالة الملك من رئيس الوزراء والجامعة التنسيق فيما بينهم بخصوص طلب رئيس الجامعة ايجاد مستشفى تدريبي لطلبة كلية الطب والعلوم الطبية المساندة لتدريب الطلبة, حيث اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان مستشفى الزرقاء الحكومي المتوقع افتتاحه شهر حزيران المقبل هو الافضل ليكون مستشفى تدريبيا.
آلاف من الطلبة والطالبات احتشدوا في ساحات الجامعة رافعين الاعلام وصور جلالة الملك ترحيبا بالزيارة الملكية, حيث حيا جلالته جموع الطلبة والعاملين فيها, وبادلهم جلالته السلام, حيث هتف الطلبة والطالبات بحياة جلالته وهم يغنون الاغاني الوطنية.
وكان جلالة الملك أكد في كتاب التكليف, الذي وجهه لرئيس الوزراء معروف البخيت الأسبوع الماضي, أهمية إجراء مراجعة شاملة لإدارة عملية التعليم العالي والجامعي, لضمان عودة جامعاتنا منارات علم وإبداع واسعة الرحاب الفكرية, تبني الهوية الوطنية, وتصقل شخصيات الشباب على قيم الانفتاح والتعددية والتفكير النقدي الخلاق.
كما شدد جلالته في كتاب التكليف على أن الشباب هم ثروة الوطن وصناع مستقبله, ولا بد من إيلائهم أعلى درجات الرعاية, تثقيفا وتعليما وتأهيلا وتعزيزاً للقيم الوطنية, وتمكينا من كل أدوات النجاح والانجاز.
واستمع جلالته, خلال لقائه مجلس عمداء الجامعة, لإيجاز قدمته رئيسة الجامعة الدكتورة رويدة المعايطة حول رؤى وتطلعات الجامعة لتطوير دورها التعليمي الهادف إلى تزويد الأردن والمنطقة بالخبرات والكوادر التعليمية المؤهلة. وأكدت المعايطة أن استراتيجية الجامعة تسعى إلى تجذير ثقافة التميز والتعلم المنظم, وخلق نظام تدريسي يعتمد على المقدرة الذاتية والتفكير النقدي والاستكشاف المبدع, وبناء شراكات مع الصناعات والقطاعات الإنتاجية.
وأشارت إلى سعي الجامعة لاستقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين وموهوبين ورواد معرفة, وبناء سمعة قائمة على البحث والتطوير, وتوفير المصادر المالية والتجهيزات الحديثة, وخلق استثمارات لتنمية موارد الجامعة.
وعرضت ابرز التحديات التي تواجه الجامعة, والتي تتمثل في تسرب أعضاء هيئة التدريس من حملة الدكتوراة, والتنافسية العالية في الرواتب. ولمواجهة هجرة الكفاءات, اقترحت المعايطة إنشاء إسكان خاص بأعضاء الهيئة, أو توفير قطع أراض لهم لاستثمارها في مجال السكن, خصوصا وان أولوية كثير من الكفاءات المهاجرة هي السعي لتوفير المسكن.
وأشارت المعايطة إلى أهمية البناء على مزايا الجامعة التنافسية خاصة في مجال التعليم الالكتروني, وتطوير التخصصات التكنولوجية, وإنشاء مستشفى تعليمي يتيح الفرصة لإعداد تخصصات طبية نادرة في الإقليم, وتساهم في رفع مستوى الخدمات الطبية في المحافظات المجاورة.
من جهته, أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس أن جميع المحاور المتعلقة باستراتيجية التعليم العالي ستكون مفتوحة للنقاش. وقال إن لقاءات ستعقد في المستقبل مع رؤساء الجامعات لبحث تلك الموضوعات والتي من أبرزها تحقيق استقلالية الجامعات.
وكان جلالة الملك استهل زيارته إلى الجامعة الهاشمية بإزاحة الستار عن مجمع ابن سينا للكليات الطبية, الذي يضم كليات الطب البشري والتمريض والعلوم الطبية المساندة بمساحة إجمالية قدرها 42 ألف متر مربع. وكانت أعمال إنشاء المجمع قد انطلقت منتصف العام ,2006 عندما وضع جلالته حجر الأساس للمجمع .
كما زار جلالته عددا من المراكز المتخصصة في مجمع الكليات الطبية والتي تقدم خدمات طبية ومجتمعية مهمة لأبناء المجتمع المحلي ومؤسسات مختصة أخرى. واطلع جلالة الملك على مركز التأهيل المجتمعي لحالات الإعاقة, الذي يسهم في تقديم خدمات التشخيص والعلاج والتدخل المبكر لذوي التحديات الخاصة في محافظة الزرقاء.
ويضم المركز فريقا طبيا متنقلا لتقديم الخدمات للأشخاص الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى المركز, ويوفر دورات توعية للأهالي للتعرف على حالات الإعاقة وكيفية التعامل معها. كما تابع جلالته تطبيقات عملية للمركز الوطني لأمان أنظمة المعلومات والاتصالات, وبدعم من القطاع الخاص, لتقديم كافة الخدمات الفنية والأكاديمية المساندة للتعامل مع الجرائم الالكترونية.
ويوفر المركز التدريب المتخصص في مجال الطب الشرعي الرقمي, وتحقيقات الكمبيوتر الرقمية والدعم التشغيلي, وغيرها من الخدمات التقنية لمساعدة الأجهزة الأمنية والقضائية والقانونية في المجالات ذات الصلة بجرائم الانترنت.
كما تخللت جولة جلالته في المجمع زيارة لمعرض الإبداع والتميز الذي يضم عددا من مشاريع الطلبة الإبداعية في مجالات الهندسة الصناعية, والخدمات والحلول الطبية, وأخرى في مجالات الطاقة البديلة والاتصالات الحديثة, والتي تنفذ بإشراف الهيئة التدريسية, وبالتعاون مع مؤسسات مختصة من مختلف القطاعات.
وقدم القائمون على تلك المشاريع, من طلبة وأعضاء هيئة تدريس مشرفين عليها, شرحا أمام جلالة الملك عن طبيعة المشاريع البحثية, التي عرضوها من خلال نماذج واقعية, ومنها كرسي المريض المتحرك والمزود بتكنولوجيا التقاط إشارات حيوية كنبض القلب ودرجات الحرارة والضغط, وبثها للطبيب المشرف عن بعد.
ومن المشاريع البحثية التي اطلع عليها جلالة الملك أيضا, جهاز للكشف عن الإشارات الطبية ونقلها باستخدام الهاتف النقال, وجهاز يحاكي إنسانا آليا متنقلا يستخدم بسهولة داخل المستشفيات المتنقلة والميدانية, إضافة إلى جهاز علاجي لتحسين تدفق الدم داخل الجلد لمعالجة المصابين بالسكري, ويحول دون اللجوء إلى بتر الأعضاء. ومن بين النماذج المعروضة جهاز متحرك لاستغلال الطاقة الشمسية, التي أثبتت التجارب أنه ذو جدوى أعلى من الأجهزة الثابتة, وأخرى لنقل الأنسولين إلى مرضى السكري بطريقة سهلة وغير مؤلمة, وجهاز لتحديد نوع السرطان باستخدام الصور الطبية والأساليب الإحصائية, إلى جانب أجهزة للحد من الحوادث المرورية.
واستمع جلالته من الطلاب المشاركين بالمعرض والموجودين في قاعات المجمع الدراسية إلى شرح حول نشاطاتهم العلمية ومشاريعهم التطبيقية, وسبل الدعم التي يحتاجها الطلبة والجامعة للمضي قدما في مثل هذه المشاريع العلمية الريادية.
ورافق جلالة الملك في الزيارة رئيس الوزراء معروف البخيت ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي. يشار إلى إن الجامعة التي تأسست عام 1991 وبدأت التدريس عام ,1995 يبلغ عدد طلابها نحو 20 ألف طالب وطالبة موزعين على 51 تخصصا في مرحلة البكالوريوس و33 تخصصا في الدراسات العليا كما يبلغ عدد الطلبة العرب والأجانب نحو 772 من 24 جنسية عربية وأجنبية.
وحصلت الجامعة على المرتبة 25 من بين 500 جامعة عربية حسب تصنيف ويب ميتركس العالمي, مثلما تتمتع بأفضل نسبة من الأكاديميين لعدد الإداريين, على مستوى المملكة, وهي إداري لكل أكاديميين اثنين.0