زاد الاردن الاخباري -
من بيته المتواضع في حي شاكر بمدينة الزرقاء خرج الطفل أنس بسام القصاص ذو الخمسة أعوام صبيحة يوم الأربعاء 30 ـ 8 ـ م2006 ، لشراء وجبة فطور الصباح "الحمص" من مطعم قريب كعادته في كل يوم ، لكنه و في ذلك اليوم الأسود كما تصفه والدته لم يعد إلى بيته و لا إلى حضن أمه و لا إلى دراجته الهوائية ولا إلى العابه وحاجياته الخاصة به ، رغم مرور خمس سنوات تقريبا على غيابه و لسان حالها يقول: "نصوم عن الطعام الدهر كله و لا نصوم عن مرآك يوما يا فلذة كبدي" .
وتصف أم محمد والدة الطفل المفقود أنس حال الساعات الأولى لغياب طفلها عن البيت قائلة: "اعتقدت عند تأخر أنس عن موعد عودته في البداية ، أن الطفولة قد طغت عليه ، وظنت أنه ذهب ليلهو مع أقرانه الأطفال في الحارة ، و نسي بطبيعة الحال و في حضرة اللعب إحضار وجبة الفطور ونسي البيت أيضا" .
وتضيف: "بعد مرور ساعتين تقريبا على غياب أنس توجهت إلى المطعم لأبحث عنه فلم أجده وعدت سريعا لأبحث عنه ثانية في الحارة وفي بيوت الجيران ، أسأل أقرانه وكل من رأيته في طريقي عن طفلي فما سمعت منهم إلا إجابة موحدة كانت تصعقني (لم نره يا خاله).
على الفور قامت أم محمد بالاتصال بوالد الطفل الذي يعمل في مجال البناء خارج الزرقاء فأخبرته بالقصة ، و سرعان ما عاد الأب من عمله ، لتبدأ مهمته في البحث عن طفله ، و راح الأب هو الآخر يبحث عن ابنه في مدى أوسع ، و بعد مرور خمس ساعات تقريبا من البحث في شوارع حيهم والأحياء المجاورة والمستشفيات القريبة ودور العبادة ، و عند الأقارب أيضا من دون نتيجة اضطر حينها إلى تبليغ مديرية شرطة الزرقاء ومركز أمن الحسين بالحادثة و سرعان ما عمدت الأجهزة الأمنية و بعد البلاغ بالبحث عن أنس ، فقاموا بتمشيط المنطقة ، كما قام بتقديم بلاغ آخر بمديرية الأمن العام في العاصمة عمان.
أما اليوم و بعد مرور تلك السنين العجاف على العائلة اثر غياب أنس عن حضن أبويه إلا أن دموع الحزن و الألم لم تنقطع على فراق فلذة كبدهم الذي غاب عنهم في لمح البصر دون سابق إنذار.
من جهته يعرض أبو محمد حال الأسرة بعد غياب ابنه المفقود قائلا: "لقد انقلبت العائلة بعد ذلك الغياب رأسا على عقب ، فلم تعد العائلة تلك العائلة ، ففقدان فرد من أفراد العائلة هيمن تماما على البيت و على تفكير كل من في داخله ، مستذكرا بكل ألم قصة وحرقة وجبة غداء اجتمعت العائلة حولها ، فانهمرت أم محمد بالبكاء الشديد ، فبكى جميع من في البيت ، ولم يكن بمقدور أحد تناول ذلك الطعام ، فقد كان هذا الصنف من الطعام محببا جدا لأنس.
يضيف أبو محمد :"نعتقد أن كل طارق لباب بيتنا أنه انس وقد عاد إلى البيت كما غادره ، فقد كان لغيابه الوقع الكبير على العائلة ، لكننا صبرنا على هذا المصاب الجلل و الابتلاء العظيم .
هو الأمل فقط لا غيره الذي يصبر ذوي انس ويهمس في أذنيهم أنه سيعود للبيت يوما كما خرج منه ، ويتمنى الوالدان الصابران أن يكون ذلك اليوم قريب جدا ، فأبو محمد لم يقم بالرحيل من البيت على الرغم من أن كل حجر في كل زاوية من البيت يذكرهم بطيف أنس ، ورغم أن البيت أصبح يضيق بهم ، خاصة بعد ازدياد عدد أفراد العائلة ، كما آثر ابو محمد البقاء في البيت عل أنس يعود إليه ناهيك أنه لم يقم بتغيير رقم هاتفه الخليوي فلعل و عسى أحد يهاتفه ويدله على ابنه المفقود.
ويناشد والد الطفل عبر "الدستور" أهل الخير أن يبلغوه أو يبلغوا أي مركز أمني إذا وجد احدهم ابنه أو شاهده ، و يصف أبو محمد ملامح أنس بأنه حنطي البشرة وأسود الشعر ومدور الوجه.
الدستور - إبراهيم أبو زينة